خلافا لما تداولته بعض وسائل الإعلام،عقد حزب «المبادرة الوطنية الدستورية» اجتماعا عاما ليس للاعلان عن تشكيله وإنما ليلتقي ويتواصل مع مناضليه بإقليم الشمال الشرقي، اذ تم الإعلان الرسمي عن تشكيل هذه «الجبهة الدستورية» المتكونة من 4 احزاب وهي «الوطن الحر» ،و«المبادرة»، و«الوحدة والإصلاح»، و«زرقاء اليمامة» في شهر أوت الماضي. وتميز الاجتماع العام بحضور رؤساء الأحزاب الأربعة المكونة ل «المبادرة الوطنية الدستورية» وهم كمال مرجان ومحمد جغام وعز الدين بوعافية وتوفيق حمزة، الى جانب حضور عدد كبير من مناضلي الحزب بمختلف الجهات وخاصة منها التابعة لاقليم الشمال الشرقي. وفي كلمة توجه بها الى انصار الحزب ومناضليه،قال كمال مرجان رئيس حزب «المبادرة الوطنية الدستورية» ان الحزب لم يكن ليعقد مثل هذه الاجتماعات العامة لولا نضال انصاره وصمودهم واخلاصهم ووفائهم للوطن وللمرجعية الدستورية، معربا عن امله الشديد في ان يكون حزب «المبادرة الوطنية الدستورية» حجر الاساس في تجميع العائلة الدستورية الكبرى. وقال «مرجان» ان «الدستوريين يعيشون اليوم مقاومة لا نتمنى ان تكون مسلحة»-حسب قوله-،مضيفا: « ولكننا من اجل تونس لن نتراجع وسنواصل المعركة وسنخوض النضال ...وتواجد نوابنا الاربعة في المجلس الوطني التاسيسي يدخل في اطار مواصلة تواجدنا في مؤسسات الدولة». اما بخصوص الانتخابات القادمة ومشاركة «المبادرة الوطنية الدستورية» فيها،فقد قال «مرجان»: «حسب المعطيات الاولية اشك ان يتم اجراء الانتخابات في العام المقبل ولكن ما انا متأكد منه انه لا يمكن ان يكون هناك مستقبل من دون الدستوريين» وأضاف مرجان: «لا ننكر ماضينا ولا مرجعيتنا ونحن اليوم رقم صعب لا يمكن تجاوزه». وشدد «مرجان» على ان ما تمر به تونس اليوم يعد «ترد غير مسبوق في تاريخها الحديث»،محملا المسؤولية في ذلك الى الدولة وبالتحديد الى من يمسكون بزمام حكمها،متابعا: «مواقف تونس إزاء الدول لسنا متعودين عليها وليست هذه الصورة المعروفة عن تونس كما ان المرحلة تتسم بتلاعب كبير بين المسارين التأسيسي والحكومي..» وشدد مرجان ايضا على ان الظرف الراهن يتطلب-برأيه- المزيد من التعقل والحكمة من الجميع خاصة من السلطة الحاكمة،متوجها بنداء الى كافة الاحزاب ومكونات المجتمع المدني بالابتعاد عن كل ما من شانه ان يعرض بلادنا للعنف ويفكك مجتمعنا. محمد جغام نائب (رئيس حزب المبادرة الوطنية الدستورية): إنقاذ ما يمكن إنقاذه من جانبه،اكد محمد جغام نائب رئيس حزب «المبادرة الوطنية الدستورية» ان «المرحلة تقتضي اقامة تحالفات واندماجات حتى يقل عدد الاحزاب ولا يضيع علينا المليون و500 الف صوت كما ضاعت في الانتخابات السابقة»-حسب قوله-. أما بخصوص العلاقة التي تجمع «المبادرة الوطنية الدستورية» بالحركة الدستورية عموما وبحركة «نداء تونس» على وجه الخصوص،فقد قال محمد جغام ان «العائلة الدستورية كبيرة ولا يمكن تجزئتها كما لا يمكن ان تندثر... واذا تم حل التجمع الدستوري الديمقراطي فان الحركة الديمقراطية يجب ان تواصل». واضاف جغام ان «المبادرة الوطنية الدستورية» تتبع نهج الوسطية والاعتدال،مردفا: «انه النهج الذي رسمه الزعيم الكبير الراحل الحبيب بورقيبة الذي لا يمكن ان نحيد عنه». وقال جغام: «من اولى اولوياتنا انقاذ البلاد وانقاذ ما يمكن انقاذه خاصة أن تونس تعيش في ضبابية منذ 3 سنوات...نسعى ايضا الى اعادة بناء الدولة.. ومن يستطيع اعادة البناء غيرنا نحن ابناء بورقيبة وابناء العائلة الدستورية؟؟». وعن مشاركة الحزب في الانتخابات القادمة ،شدد جغام على اهمية التنظيم والتعبئة ،مضيفا: «عندنا مكانة كبيرة ويجب ان نحتلها..لا بد ان نقول كلمتنا في المستقبل». أما عن برنامج الحزب فقد بيّن جغام انه لا بد ان يتسم بنظرة جديدة تسند فيها اولوية الاهتمام الى ما تبقى من السياحة والفلاحة والتعليم...،مضيفا: «يجب ان ننكب على اعداد برنامج يحمل روحا جديدة ونظرة جديدة». وختم محمد جغام كلمته،متوجها الى الحضور قائلا: «ان اتهموكم يوما بالخروج من الباب والعودة من الشباك،فقولوا لهم بكل كبرياء وفخر واعتزاز: نحن من بنى هذا الوطن» وهي كلمات تجاوب معها الحضور بالتصفيق الحار والمطول.