تخلّيت عن «بسيّس» لمّا انتهت مهمّته اتحاد الشّغل لم يكن راعيا للحوار بل طرفا فيه ورقة الباجي لم تعد ورقة المرحلة الكتاب الأسود لغم سياسي والمرزوقي لا يصلح للرئاسة حاوره العربي الوسلاتي كان من المفروض ان تكون استضافة سليم الرياحي في هذا الركن للحديث بصفة خاصة عن النادي الافريقي بحكم انشغالنا بالشأن الرياضي لكن التطورات الاخيرة التي شهدتها قناة «التونسية» والخلاف الحدث بين الرياحي ومنشّط «التاسعة سبور» معزّ بن غربية وكذلك التطورات المتسارعة التي تشهدها الساحة السياسية حادت بالحوار عن مساره الطبيعي لذلك غلب عليه الجانب السياسي أكثر من الرياضي... سليم الرياحي رئيس الاتحاد الوطني الحرّ ورئيس النادي الافريقي ومالك «ذبذبات قناة التونسية» تحدّث في جملة من المواضيع نترككم تكتشفونها تباعا في الورقة التالية... لنبدأ من الخلاف الحدث بينك وبين منشّط حصّة «التاسعة سبور» معزّ بن غربية؟.. لا يوجد أيّ خلاف كلّ ما في الامر أنّي تحدثت بصفتي مواطنا تونسيا لم يرقه بعض ما ورد في الحصّة المذكورة خاصة وبما انّي صاحب القناة من حقّي إبداء رأيي في هذا الموضوع... بالنسبة لسليم الرياحي فهو شخص يؤمن بحرية التعبير وباستقلالية الخطّ التحريري لايّة مؤسسة إعلامية لكن وجودي على رأس القناة استغله البعض للزجّ بي في مضمون الحصّة وهذا ما سعيت لتوضيحه...هذا كلّ ما في الامر... لكن ردّ معز بن غربية كان حادا وفيه رسالة مضمونة لسليم الرياحي صاحب الذبذبات؟... لست صاحب ذبذبات فقط ومعزّ بن غربية يعرف ذلك.. أنا صاحب القناة... هو تحدّث بانفعال مبالغ فيه لكني أفضّل عدم الردّ عليه الآن وأكتفي بالقول أنّ لكل حادث حديث... نحن ككل التونسيين مدينون للثورة «التونسية» وليس هناك أيّ خطّ أحمر سوى هذه الثورة وأعيدها وأكرّرها لن أسمح بوجود مخطّط لتلميع رموز النظام السابق رغم أنّي أقرّ بصدق النوايا وأنّ ما حصل في المباشر من مجموعة من الوجوه الاعلامية البارزة لم يكن مقصودا أو لغايات أخرى لكن من واجبنا توضيح هذه النقطة حتى لا تختلط الامور في ذهن المشاهد التونسي... أعيدها وأكرّرها لا أتدخّل في الخط ّ التحريري للقناة فكلّ شخص يتحملّ مسؤوليته ولا أجيد لعب دور باعث القناة وكنت اتمنى ان يكون ردّ معز بن غربية موجها للناس الذين ساءهم ما ورد في الحصّة فقط لا غير فالأمر ليس شخصيا بيني وبينه... لكن سوء التفاهم بين مالك القناة وأحد منشطيها قد يؤثّر مستقبلا على السير العادي للمؤسسة؟.. معزّ بن غربية متعاقد معنا وقناة «التونسية» هي ملكي ولا علاقة لي بها سوى عبر سامي الفهري... نحن نخطّط للمستقبل والقناة ستشهد نقلة نوعية في قادم الايام, نجهزّ حاليا لبناء استوديوهات ضخمة وتحضير برامج ومنوعات تستجيب لانتظارات المشاهدين... نريدها قناة متكاملة تحتوي الأخبار والرياضة والمسلسلات (حريم السلطان في الطريق)... حاليا بن غربية هو رقم واحد والأرقام ونسب المشاهدة هي التي تتحدّث بمعنى ان الجمهور راض عن المادة الاعلامية التي يقدّمها لذلك لا يشغلني كثيرا ملّف «التاسعة سبور» أو «التاسعة مساء»... مستقبل القناة بيني وبين سامي الفهري ونحن نكوّن ثنائيا متجانسا ويشاطرني في كثير من المواقف ونحن على تواصل دائم وهذا ما يجعل مستقبل القناة في أمان بعيدا عن الهزات التي يترقبها البعض... تعليقك على صفحتك الرسمية في الفايسبوك أثار الكثير من الجدل خاصة انه وجّه اصابع الاتهام الى حصّة «التاسعة سبور» بتهمة تلميع رموز النظام البائد؟.. لا لم يكن اتهاما صريحا فقد حاولت تبليغ موقفي للجمهور والتأكيد دائما على أنّي في صفّ الثورة «التونسية» لأني مدين لها... أنا عشت مشرّدا وبعيدا عن بلدي بسبب بورقيبة وبن علي والفضل في وجودي هنا الآن يعود الى الثورة... التي يجب ان تكون هي فقط الخطّ الأحمر... يجب ألا ننسى أبدا ان النظام القديم لا زال يشتغل وله ماكينته الإعلامية التي تسعى جاهدة الى إعادته لذلك يجب علينا ان نبقى يقظين ومحتاطين دوما... تتحدّث عن الثورة ووجوب حمايتها من ماكينة النظام السابق وكنت أوّل من استعان بأبرز رموزها ونعني برهان بسيّس... هذا من حقّي... كنت أجهل تفاصيل الحياة السياسية في تونس وكيف تدار خيوط اللعبة في الكواليس سواء في السلطة أو في المعارضة وكنت في حاجة الى مرشد يدلنّي الى حقيقة الامور لذلك كان وجود برهان بسيّس الذي انتهت صلاحياته بمجرّد انتهاء دوره... هو لم يكن في مشروعي السياسي لأنيّ لم أكن في حاجة الى تصوراته لكن كما قلت وددت معرفة الساحة السياسية على حقيقتها وهذا ما كان فعلا... أنقذت الرجل من السجن ودفعت 200 مليون لإطلاق سراحه لمجرّد كونه مرشدا فقط؟.. ليس بالضبط , برهان بسيس ساعدته لأني كنت مقتنعا بقضيته في جانبها الانساني لكني اختلف معه في توجهاته السياسية, انا رجل وسطي معتدل وهو من اليسار لذلك لم نكن نتقارب سياسيا وعندما أيقنا ان مهمته انتهت ذهب الى حال سبيله... برهان بسيّس اختار الانضمام الى قناة «نسمة» والى نبيل القروي خصمك الجديد...هل هي مجرّد صدفة...؟ نبيل القروي ليس خصمي... لا أعرف ما يدور في ذهن برهان بسيّس لكني أعمل دائما وفق ما تقتضيه مصلحتي... على ذكر المصالح, يؤكدّ البعض أنّك كنت وراء إطلاق سراح سامي الفهري لتمهيد استحواذك على قناة «التونسية»...؟ التخمينات والتأويلات التي تلاحقني كثيرة جدّا لكن ما أودّ تأكيده هو أني لم أكن وراء اطلاق سراح سامي الفهري... القضاء قال كلمته وبرّأ ساحته وليس لي أيّ دخل لا من بعيد ولا من قريب في القضية... قد يكون تزامن الاحداث وتقاربها وراء هذه التأويلات لكن كما أشرت هذه الرواية تبقى مغلوطة مع أنيّ سعيت كثيرا لخروج الفهري من السجن لانيّ ضدّ العقوبات البدنية ومع التعويض لكل المذنبين في صورة ثبوت إدانتهم... كنت على وشك الدخول في شراكة في قناة «نسمة» فما الذي تغيّر بالضبط وما حكاية ال4 مليارات...؟ ككلّ رجل أعمال كنت أبحث عن التموقع في الساحة الاعلامية وتقارب وجهات النظر خاصة سياسيا بيني وبين نبيل القروي جعلني أتحمس للدخول في شراكة مع الرجل ودفعت 4 مليارات مقابل الأسهم التي سأتحصل عليها في القناة لكني عدلت في ما بعد عن موقفي وفضلت الانسحاب... يقال انّك خطّطت صحبة نبيل القروي لإسكات صوت قناة «التونسية» من خلال الدخول في شراكة قناة «نسمة» للاستحواذ على سوق الإشهار...؟ غير صحيح, تحمسّت للفكرة في بادئ الأمر لكن الجو العام داخل قناة «نسمة» لم يعجبني وكنت متأكدا من فشل التجربة ففضلت الانسحاب خاصة بعد مغادرة سامي الفهري للسجن... أنا صديق للفهري الذي اعتبره مبدعا ومتميزّا في مجاله لذلك كنت واثقا من نجاح مشروعنا الإعلامي معا لذلك عدلت عن الشراكة واخترت البقاء في قناتي... ما هي الأسباب التي دفعتك إلى الانسحاب من قناة «نسمة»...؟ أنا رجل أعمال وكنت اعتقد ان شراكتي هي في الأخير صفقة و«بيزنس» بيني وبين نبيل القروي بعيدا عن الخط التحريري للقناة وكلّ تلك الممارسات لكن ظهر العكس، ثبت أن نبيل القروي يتحكم كذلك في الخطّ التحريري وأنّ القناة لم تكن محايدة وكانت بكاملها مورّطة في لعبة سياسية وهذا ما لم يعجبني لذلك رفضت الشراكة وطالبت بمستحقاتي المالية... كثرت تحركاتكم ومبادراتكم في الآونة الاخيرة على الساحة السياسية, هل تعتبرون الاتحاد الوطني الحرّ نجح أخيرا في التموقع داخل الساحة السياسية...؟ الفضل في ما نحن فيه اليوم من توافق وحوار بين مختلف الاطياف السياسية يعود الى بعض مبادراتنا التي قرّبت وجهات النظر بين أكثر من طرف لذلك يمكن القول اننا وفقنا نسبيا في تحقيق ما نصبو اليه رغم اننا مازلنا نتحفظ كذلك على بعض الخطوات التي نخطوها من حين الى آخر... مبادرات وصفها البعض بالصفقة خاصة في ما يتعلّق بالجلسة الشهيرة في باريس بين الباجي قائد السبسي والشيخ راشد الغنوشي... ليست صفقة, هي خطوة كان لزاما ان ترى النور... تونس اليوم لا يمكن ان تحكمها قوّة سياسية وحيدة والمرحلة التوافقية تتطلب الجلوس الى طاولة واحدة وليس مجموعة كراس... الجمع بين الشيخين كان خطوة صائبة في طريق بناء المرحلة الانتقالية وما نحن فيه اليوم خير دليل على ذلك... لكن تقارب الشيخين أخلّ بموازين القوى على الساحة السياسية وبات الحديث عن صفقة سريّة بين «النهضة» و«النداء» لاقتسام كعكة السلطة؟.. هذه مجرّد تهيّؤات ومخاوف لا غير...مصطلح الصفقة لا يتماشى مع طبيعة الظرف والمواطن التونسي ليس ساذجا الى هذه الدرجة حتى يسحب البساط من تحت اقدامه...لا يحدث أيّ شيء الاّ من خلال التوافق لانّ الاحزاب جميعها باتت عاجزة عن تحريك الشارع بما فيها «النهضة» و«النداء»... لكن الاختلاف على هويّة رئيس الحكومة الجديد هو الذي يؤجج هذه الهواجس مع وجود مخاوف من انفلات الاوضاع في ظلّ التوتر والاحتقان الشعبي... الحوار لن يؤدّي الى أيّة نتيجة سواء اتفق الجماعة أم لم يتفقوا... المسألة كلها بين أيدي «الترويكا» التي تتحكم في مصير الخارطة السياسية... لكن الاتحاد العام التونسي للشغل بمعيّة الأطراف الثلاثة الأخرى الراعية للحوار هدّد بكشف الأطراف التي عملت على إفشاله بمعنى ايقاظ حماسة الشارع من جديد... الاتحاد العام التونسي للشغل لم يكن يوما راعيا للحوار بل كان طرفا وقد انزلقت قدماه في هذه اللعبة السياسية وبحث عن مصلحته قبل كلّ شيء لذلك خسر الكثير ... كنت أتمنى أن يحافظ الاتحاد على مكانته كما عهدناه دائما منظمة نقابية تشكل صمام الأمان ودعامة نلجأ إليها عند الأزمات لكن للأسف الاتحاد تقمّص دورا لا يناسبه وخرج عن قشرته باقتحامه معترك السياسة ليكون في الأخير هو الخاسر الأكبر. هل مازلت تعتبر الباجي قائد السبسي رجل المرحلة كما سبق وصرّحت في أكثر من مرّة؟.. لا... الأوضاع تغيّرت الآن والأوراق اختلطت وساعة الانتخابات اقتربت لذلك لم أعد أعتقد ان ورقة الباجي قائد السبسي تصلح لهذا الظرف سليم الرياحي لا يتردّد لحظة في انتقاد عمل رئاسة الجمهورية وخاصة الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي... ألهذه الدرجة يشغلك منصب الرئيس...؟ أوّلا المنصب لا يشغلني... ثانيا لا أريد العودة كثيرا الى الوراء لكن حزب الرئيس المؤقت اشتغل كثيرا خلال حملته الانتخابية باسمنا وباسم المال السياسي الذي اتهمنا به... وقد ثبت أخيرا من استعمل المال السياسي وعرفنا من موّل حملة «المؤتمر» الانتخابية وهي المنظومة القديمة ومن «فلوس الشعب» المنهوبة... لكن تهمة المال الفاسد تلاحقك الى حدّ الآن... من يبحث ورائي ويتعقّب مصادر أموالي عليه ان يجتهد وأن يشقى كثيرا لانّه لن يجد شيئا ولن يحقّق مبتغاه وهذه الاسطوانة سئمتها كثيرا والغريب ان بعض المرضى مازالوا يصرّون على لعب هذه الورقة الغبية والحمقاء... وماذا عن الرئيس المؤقت...؟ بصريح العبارة الرجل لا يصلح أن يكون رئيس جمهورية, هو ليس فاقدا للصلاحيات في الحقيقة لكنه فاقد للأهلية والغريب ان الرجل أًصبح يتعلّل بكلمة فاقد الصلاحيات حتى يحافظ على موقعه ويسوّق صورته وكأنّ شيئا لم يكن...المرزوقي لم يفهم بعد أن صفة رئيس الجمهورية في حدّ ذاتها صلاحية واسعة... هو لا يعنيه ما يدور من حوله وليس منشغلا بالازمة التي تعيشها البلاد بدليل وقت الفراغ الذي مكنّه من كتابة كتابه الشهير... «الكتاب الأسود» كان غلطة سياسية بامتياز لكنه لم يكن تصّرفا اعتباطيا أو عاديا كما يروّج له البعض وإنما كانت الواقعة مفتعلة وهي لغم سياسي لتوجيه الرأي العام وصرفه عمّا يدور من حوله على غرار ما حدث في الشعانبي في مناسبات سابقة...والأكيد ان الدوافع الحقيقية التي دفعت إلى إصدار هذا الكتاب ستنكشف قريبا خاصة ... قبل ان ننهي...أين الافريقي من كلّ هذا...؟ النادي الإفريقي موجود وفي أحسن حالاته بدليل تصدرّه الترتيب العام للبطولة في كلّ الفروع... سعمنا انك تعتزم القيام بتحويرات في فرع كرة القدم؟... لست متأكدا من ذلك...مازلنا في طور دراسة الموضوع لكن ما أؤكّد عليه هو انه لن يقع الاستغناء عن ايّ مسؤول لكن ربما يقع تدعيم المجموعة الحالية بوجوه جديدة لتفادي الخلل الذي اكتشفناه في بعض الملفات مؤخرا... الأكيد انك تقصد ملف هروب اللاعبين الأجانب... جماهير الإفريقي تتهم مراد قوبعة عضدك الأيمن بالتسبّب في ذلك... هل من تعليق...؟ مراد قوبعة لا علاقة له بالإفريقي ولست مستعدا في كلّ مرة للدفاع عن الأشخاص, لكن قوبعة مهتمّ بمناقشة العقود والصفقات ودوره ينتهي عند هذا الحدّ, البقية في عهدة المسؤولين في فرع كرة القدم وأعني مهدي الغربي ويوسف العلمي وحامد مبارك... هناك تقصير لكن لا يتطلب التحوير لكن فقط بعض التعزيزات لتفادي مثل هذه الإشكالات... الهيئة هي المطالبة بتفادي بعض المسائل العالقة على غرار تحويل جراية أو ما شابه ذلك وهذا ما يجب أن نعمل على تلافيه مستقبلا... تحدّثت بعض المصادر في وقت سابق عن تدخل شخصي من سليم الرياحي لترسيم القربي والذوادي في التشكيلة الاساسية خاصة بعد الاخبار المتواترة عن اعتماد المدرب الهولندي كوستر لسياسة الميكيالين تجاه اللاعبين بتوصية من معزّ الشابي الوكيل المقرّب منك... ليس لي أشخاص مقرّبون... تحدّثت فعلا مع كوستر في هذه النقطة لكن لم يكن لترسيم اللاعبين وإنما لإعطاء وجهة نظري وإزالة الخلاف وسوء التفاهم الحاصل بين زهير الذوادي وبينه... انا رئيس الفريق ومن دوري التدخّل عند الضرورة كما انّي أرفض حصول بعض الممارسات على غرار ما حصل مع محمد علي اليعقوبي الذي وقع إلحقاه بالآمال لذلك تدخّلت وأعدت الامور الى نصابها... هل انتم راضون عن أداء المدرب الهولندي...؟ نعم الى درجة كبيرة, لا يجب ان ننسى ان البطولة «التونسية» لها خصوصيتها وتتجاوز في بعض الاحيان المسائل الفنية...لنا الثقة في الإطار الفني العامل والنتائج هي التي تكسبه هذه الحصانة... وماذا عن بلال العيفة...؟ العيفة يحتاج لرجّة نفسية وإحاطة معنوية من المحيطين به في الفريق... هو لاعب مؤثر في تشكيلة الافريقي وهو ابن الافريقي ويبقى دائما ضمن حساباتنا...