علمت " التونسية " من مصادر بالنقابة الجهوية لقوات الامن الداخلي بالقصرين ان 4 من اعوان الفرقة الحدودية البرية المتنقلة بفريانة هم أحمد الوذان و وسام العجبوني عمر اليوسفي و بلقاسم بوغديري اصيبوا فجر امس السبت ( حوالي الساعة الثالثة صباحا ) في حادث مرور خطير بينما كانوا في اتجاه منطقة " صولة " بالشريط الحدودي للقيام بمهمة عملياتية عندما صدمتهم شاحنة تهريب على ما يبدو ادت الى انقلاب سيارتهم الامنية و قد تم نقلهم الى المستشفى الجهوي بالقصرين وبقوا هناك لعدة ساعات دون عناية ولم تتوفر لهم ابسط مستلزمات الاسعاف الاولي ولم يتم الكشف عنهم و القيام لهم ب " سكانار " وغيره الا بعد وقت طويل في غياب الاطارات الامنية .. و ان مدير اقليم الحرس الوطني بالقصرين لم يتحول لزيارتهم الا في حدود الساعة العاشرة من صباح السبت و قال لهم انه تحت الطلب اذا اقتضت الضرورة تدخله .. هذا و بعد القيام بالفحوص و الكشوفات اللازمة تبين ان الاول اصيب باضرار بالغة على مستوى الصدر و تم ايواؤه بقسم الانعاش و قال الاطباء المباشرون له ان حالته تستدعي نقلته بصفة مستعجلة الى احدى المستشفيات الجامعية بسبب الاصابات التي مست الكبد اما بقية الاعوان فقد اصيب احدهم بكسر على مستوى الحوض و وضعيته ليست خطيرة والثالث تعرض لاصابة على مستوى الرقبة و الاخير حصل له كسر حاد على مستوى ذراعه و اجريت له عملية جراحية فورية .. و دائما حسب نفس المصادر فان مدير اقليم الحرس الوطني وممثل العمل الاجتماعي بمنطقة الحرس بفريانة و اعضاء من النقابة الجهوية لقوات الامن الداخلي بقوا كامل يوم السبت تقريبا يتصلون و يحاولون مع الادارة العامة للحرس الوطني ايجاد سرير للعون المصاب في صدره بمستشفى قوات الامن الداخلي بالمرسى او احدى المستشفيات الجامعية كما طالب بذلك الاطباء لكن الاجابة كانت في كل مرة انه لا يوجد مكان شاغر في حين أكد الطبيب المباشر له بالقصرين انه لن يأذن بنقله الا بعد العثور على مكان باحد المستشفيات الجامعية و نظرا لخطورة وضعية العون و عدم تحرك كل المسؤولين الجهويين بالقصرين من امنيين وغيرهم اتصلت النقابة باكثر من عدد 10 مصحات التي توفرت لها ارقامها بالساحل وتونس و كل واحدة طالبت بمبلغ يفوق 6 الاف دينار في بادئ الامر ثم التعهد كتابيا او وضع شيك لدفع مبلغ مقابل 600 دينار عن الليلة الواحدة اضافة الى مصاريف سيارة الاسعاف التي ستنقله .. و لما انسدت كل الابواب و بينما العون يصارع الموت بمستشفى القصرين اتصلت النقابة في الساعة الثامنة ليلا بأحد المصادر و رفعت له نداء استغاثة لتبليغه الى وزير الداخلية وشرحت له الوضع الحرج للعون فتلقت وعدا فوريا منه بالتدخل العاجل لايجاد حل و في ظرف قصير تم توفير سيارة اسعاف وطاقم طبي و وقع نقل العون المصاب أحمد الوذان الى مستشفى قوات الامن الداخلي بالمرسى الذي رفض في بادئ الامر ولمدة كامل يوم السبت قبوله فوصله في حدود الساعة السابعة من صباح الاحد .. و يبقى السؤال المطروح الى متى ستبقى وضعية المستشفى الجهوي بالقصرين على حالها من قلة التجهيزات و النقص في الاطارات الطبية المختصة و العجز عن معالجة الاصابات الخطيرة التي يتعرض لها المواطنون العاديون و الامنيون و العسكريون و يضطر اطباؤه في كل مرة للبحث عن مستشفى آخر خارج الجهة تتوفر فيه الامكانيات اللازمة و المعدات و التجهيزات المتطورة خصوصا و ان الجهة تشهد منذ سنة حربا على الارهاب الذي خلف عشرات الاحداث الخطيرة من انفجار للالغام و عمليات قتل للامنيين و العسكريين تفرض تاهيل مستشفى القصرين لقبول مصابيها و توفير العلاج السريع و التدخل الطبي العاجل للتعامل معها في الوقت المناسب دون ارسالها مئات الكيلومترات الى مستشفيات جامعية بعيدة