بثت ليلة الاحد قناة "التونسية"، اول حلقة من برنامج "لمن يجرؤ فقط" والتي سجلت استضافة الجنرال احمد شابير مدير الامن والمخابرات العسكرية ومدير الامن الوطني ابان اندلاع ثورة الياسمين 14 جانفي 2011.. وقد اجاب الجنرال "شابير" على عدة اسئلة عالقة فيما طرحت طيات كلامه علامات استفهام واستفسار جديدة بعد تهربه في الردّ على اسئلة دقيقة في اكثر من مناسبة ورفضه الخوض في مواضيع حساسة و ما زاد "حيرة الزوالي بلة" قطع بث للحلقة دون مبررات او مقدمات..ولعل ابرز ما كشفه الجنرال احمد شابير الذي تولى ابان ثورة 14 جانفي مقاليد الادارة العامة للامن الوطني، هو بعض التفاصيل التي حثت بالاحداث التي سبقت 14 جانفي، حيث صرح ان ما وقع ليس انقلابا عسكريا وانما ابعاد للرئيس المخلوع بأخف التكاليف موضحا انه لو كان انقلابا لاتخذ شكلا اخر، مفيدا في ذات السياق ان الكم الهائل من المعطيات التي تهاطلت ك"حبات البرد" على القصر الجمهوري ومنها تخلي الامنيين عن تامين بعض المناطق وتركهم او تسليمهم لاسلاحتهم طواعية او كرها للجيش الوطني هدف الى ترويع الرئيس المخلوع وترهيبه وهو ما تم فعليا موضحا ان العقيدة العسكرية والامنية تحتم على الامني والعسكري عدم ترك موقعه او سلاحه. ونفى الجنرال أحمد شابير" ان تكون مظاهرة شارع الحبيب بورقيبة يوم الجمعة الرابع عشر من سنة احد عشرة والفين السبب في إخافة المخلوع ودفعه الى مغادرة البلاد مشددا على انها لم تشكل خطرا على القصر الرئاسي بضاحية قرطاج، مستشهدا في نفس الاطار بسلاسة تفريقها ... وتعقيبا على ترك الامنين لسلاحهم ومواقعهم قال الجنرال شابير" في خيانة وزلة لسان" ان صح التعبير :"في المفهوم العسكري وتكويننا الميداني، العسكري لا يلقي بسلاحه ولا يراوح مكانه مهما حدث وتحت اي ظرف كان وان فعل، فذلك يعتبر خيانة عظمى...في اعتقادي الجهاز الامني وقع اختراقه .." قبل ان يتمنع عن الادلاء بالجهة او الجهات التي تقف وراء هذا الاختراق حيث غير سياق الحديث من خلال التأكيد على ان الاختراق قد يقع لكن التحري فيه هو امر اخر في ظل حقائق ميدانية لا يمكن انكارها وتابع قائلا:"الموضوع لم نجد له جواب لاننا لم نجد الوقت لاجراء الابحاث في تلك الترة " ..وابدى مدير جهاز الاستخبارات العسكرية والامن العسكري استغرابه من عدم اتخاذ اي اجراء ضدّ من تخلى عن سلاحه وموقعه ... وبعد تفصى في اكثر من مناسبة اقر "احمد شابير" بوجود جهة اجنبية كبيرة حركة الخيوط من بعيد من خلال اختراق المؤسسة الامنية وخاصة جهاز اتصالات وزارة الداخلية، حيث كشف ضبط اتصالات وردت على امنيين تحثهم على ترك سلاحهم ومراكزهم وحتى ان بعض هذه المكالمات نالت من المؤسسة العسكرية، مستبعدا ان يكون اختراق الشبكة الاتصالية لوزارة الداخلية من الداخل حيث صرح:"الاختراق وقع من جهة خارجية وليس من الداخل ..قد تكون هناك نية لتعطيل وعض النظر عن هذا الموضوع.." وعن عودة الشيخ راشد الغنوشي في فترة الثورة، قال "شابير" ان معلومة استخبارتية وردت خلال احد الاجتماعات تفيد بعزم "الشيخ" على العودة الى تونس واتجهت النية لتغيير وجهة الطائرة الى احد المطارات الموجودة داخل الجمهورية التونسية تفاديا لاي حدث قد يقع...".. وقد علمت "صحيفة "التونسية "ان انقطاع بث الحلقة والجزء الخاص بالجنرال احمد شابير مرده خلل تقني لاغير