ما لبث مطار «تونسقرطاج» منذ قيام الثورة يودّع مشكلة حتى يتعرّض لأخرى كأنّ القدر شاء لهذا الصّرح الوطني الشامخ أن يتحول من محطة جويّة داعمة للاقتصاد الوطني إلى رقعة أرضية مخصصة لتنظيم الوقفات الاحتجاجية والاعتصامات وتعطيل الرحلات. فبعد كل الجدل والصّخب اللذين صاحبا اعتصام الحجيج بالمطار على امتداد أيام،و من قبله اعتصام أعوان الأمن والوقفات الاحتجاجية المتكررة لموظفي المطار ومراقبي الجولان الجوّي وعمال نقل البضائع... نفّذ الجمعة الماضي أعوان شركة الخطوط الجويّة التونسية وقفة احتجاجيّة جديدة تسبّبت في تعطيل رحلات الشركة وشلل شبه تام بالحركة العادية للمطار وذلك احتجاجا منهم على قرار وزير النقل السابق عبد الكريم الهاروني القاضي بإحالة 70عونا وموظفا على القضاء وعلى مجلس التأديب بسبب تعاملهم مع شركة «Valeo» للشحن والتي تعود ملكيتها إلى رجل الأعمال والقيادي في حزب «التحالف الديمقراطي» النائب مهدي بن غربية. «التونسية» حقّقت في الموضوع واتصلت بمختلف الأطراف ذات الصّلة بالموضوع. قال نجم الدين المزوغي عضو نقابة أعوان الخطوط التونسية ونائب الأعوان «délégué du personnel « في تصريح ل«التونسية»، إن التحرّك الاحتجاجي الذي نفذه أعوان المطار يوم الجمعة الماضي جاء على خلفية إيقاف 70 عاملا وإحالتهم على مجلس التأديب وتهديدهم بالإيقاف عن العمل في قضية متعلقة بشركة على ملك النائب بالمجلس الوطني التأسيسي مهدي بن غربية. و شدد نجم الدين المزوغي على أن تهمة إسداء خدمات لشركة مهدي بن غربية والتعامل غير القانوني معها من خلال مصاحبة بضاعة «valeo» في أوقات العمل الموجهة لعشرات الأعوان «لا أساس لها من الصحّة» – حسب قوله-، موضحا أن تعامل الأعوان مع الشركة المذكورة كان في إطار القانون وخارج أوقات العمل الرسمية. وأوضح نجم الدين المزوغي أن الطرف النقابي سعى جاهدا إلى تباحث الحلول الكفيلة بحل المشكل «غير أن رئيس مدير عام الشركة أبى ذلك متمسكا بموقف إحالة الأعوان على مجلس التأديب حتى قبل أن يقول القضاء الكلمة الفصل» - حسب قوله-، مضيفا: «ان شركة الخطوط التونسية ليست في حاجة اليوم الى فتح مجالس التأديب بهدف طرد الاعوان على خلفية هذه القضايا التافهة، ولو كانت الادارة على حق لفتحت ملفات الفساد العالقة بها». «مظلمة»؟؟؟ في ذات السياق، وصف فوزي الطرابلسي الكاتب العام المساعد لنقابة الخطوط التونسية، القرارين اللذين اتخذهما وزير النقل السابق عبد الكريم الهاروني ورئيس مدير عام شركة الخطوط التونسية والقاصيين بإحالة العشرات من أعوان الشركة على القضاء وعلى مجلس التأديب ب«المظلمة»، مستغربا تشبث الإدارة بموقفها، مضيفا: «ما معنى أن تتم إحالة الأعوان على مجلس التأديب وإيقافهم عن العمل وإدانتهم بجرم لم يقترفوه دون حكم قضائي بات؟؟ علما أن القضية ما تزال في طور التحقيق القضائي... أليس في كلّ هذا ظلم وجور؟؟؟». وطالب كاتب عام مساعد الخطوط التونسية وزير النقل الجديد بالتدخل لإنصاف الأعوان الذين وصفهم بالمظلومين «خاصة أن عددا كبيرا منهم مهدّد بالطرد بسبب ذلك الى جانب حرمان عدد آخر منهم من حقوقهم وخصوصا منها الحقّ في الترسيم». مهدي بن غربية (مالك شركة valeo): «كان جات الدنيا دنيا يوسّموهم موش يعاقبوهم» من جانبه، وصف مهدي بن غربية ،في تصريح خصّ به «التونسية» القضيّة ب «المفتعلة والمسيّسة»،مبديا تضامنه الكامل مع اعوان شركة الخطوط التونسية وموظفيها، واصفا احالتهم على القضاء وعلى مجلس التأديب بالمظلمة، متابعا: «الذنب الوحيد الذي اقترفه هؤلاء الاعوان في تقديري هو دعم الاقتصاد الوطني.. وكان جات الدنيا دنيا يوسموهم موش يعاقبوهم». وفي سياق متصل،قال مالك شركة «Valeo» للشّحن ان الهدف من اقحام اسمه في هذا الملف «هو محاولة ضرب بن غربية... مضيفا: «ان اقول لهم انهم لن يفلحوا لانني لست مسيّر الشركة ولا مديرها العام حتى يقحموا اسمي اذ انني مالك الشركة لا غير»، مهدّدا بمقاضاة كل من يسعى وراء اسم بن غربية بهدف تسييس قضايا الظلم والفساد. وتوجه بن غربية باللوم الى رئيس مدير عام الخطوط التونسية، قائلا «لقد طالبت السيد الرئيس المدير العام لشركة الخطوط التونسية بتقديم اعتذار بعد الاساءة التي لحقت بي ولكنه لم يحرّك ساكنا». وأكد بن غربية ان شركته تعتبر الحريف الاول لشركة الخطوط التونسية برقم معاملات يبلغ عشرات المليارات حسب قوله، متابعا: «خلاصة القول هذه المسألة مفتعلة ان شاء الله ترفع المظلمة المسلّطة على الاعوان وان لم ترفع اداريا فسوف ترفع عن طريق القضاء... تضامني الكامل مع الاعوان.. ومن غير المعقول ان نعاقب موظفين قاموا بعمل يذكر فيشكر في اوقات راحتهم.. وليس من مصلحة احد اليوم تسييس حتى المسائل الادارية». وحتى نقف على مسافة من كل الاطراف، اتصلنا بإدارة شركة الخطوط التونسية مرارا وتكرارا لرصد موقفها في الموضوع، ولكن ما من مجيب..» فماذا يحدث في Tunisair يا ترى..و هل من مجيب؟؟؟؟».