انعقد مساء أول أمس بقصر الرئاسة بقرطاج اجتماع المجلس الوطني للأمن بإشراف رئيس الجمهوريّة محمد المنصف المرزوقي وبحضور رئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر ورئيس الحكومة مهدي جمعة ووزراء الداخلية والأمن والعدل وحقوق الإنسان والعدالة الانتقالية والدفاع والشؤون الخارجية والمالية والشؤون الدينية والقيادات العسكرية والأمنية. وصرّح رئيس الحكومة مهدي جمعة أن الإجتماع تدارس الشأن الأمني العام خاصّة المستجدّات الأخيرة مؤكّدا أن تونس قدمت شهداء من خيرة أبنائها الذين لم يدخروا جهدا في بذل تضحيات جسيمة لمحاربة الإرهاب مترحّما على أرواح شهداء تونس من الأمنيين والعسكريين والمدنيين ومعربا عن تعازيه الحارّة لعائلاتهم ومتمنيّا الشفاء العاجل للمصابين والعودة إلى سالف نشاطاتهم. وكشف السيد مهدي جمعة أن المعركة ضد الإرهاب لن تنتهي وستستمرّ وسيقودها أبناؤنا الأمنيون والعسكريّون الذين قال رئيس الحكومة أنّهم بخبراتهم وشجاعتهم وإقدامهم حقّقوا نجاحات نوعيّة وسدّدوا ضربات قويّة للإرهابيين معتبرا أنّه من الطبيعي أن يهيئوا أنفسهم للقيام بردّة فعل. وأبرز رئيس الحكومة الوعي الكبير بدقّة الظرف وحساسيّة المرحلة والوعي بأن البعض يرغبون في استهداف الوفاق الوطني الذي تحقّق ويرغبون في زعزعة الثقة التي استعادها التونسيّون في مؤسّسات بلادهم مطمئنا كافة أبناء تونس بالمعنويّات العالية للأمنيين والعسكريين ضاربا مثل أحد الأمنيين الذي أصيب في حادث إرهابي ليصاب في مناسبة ثانية بعد أن عاد مجدّدا وبروح معنويّة مرتفعة لخوض المعركة ضدّ خطر الإرهاب وهو ينتظر الشفاء ليعود مجددا إلى ساحة المعركة. وأوضح مهدي جمعة أن الحرب على الارهاب تتطلب مقاربة شاملة قائلا: «لقد تمكنا من توجيه ضربات عاجلة، قويّة وقاصمة للإرهاب جنّبتنا حدوث كارثة حقيقيّة كانت تهدف إلى تقويض مؤسسات الدولة واهتزاز ثقة التونسيين فيها. وأفاد رئيس الحكومة أن المجلس سجّل ارتياحا كبيرا سيما في صفوف الأمنيين والعسكريين خاصّة بعد النقلة في الحرب على الإرهاب مؤكّدا تضامن كلّ التونسيين من فاعلين سياسيين واقتصاديين واجتماعيين ومثقفين ومواطنين عاديين مع رجال المؤسستين الأمنية والعسكرية في معركتهم ضد الإرهاب مضيفا أنّ وقوف التونسيين صفّا واحدا في مواجهة الإرهاب يعطيهم شحنة إضافيّة في هذه المعركة. وذكر رئيس الحكومة أنه اطلع المجلس على فحوى الاجتماعات الامنية برئاسة الحكومة وأبلغه أنّ الأفكار موجودة وأنّ العمل يجري بنسق حثيث على إنجازها لافتا النظر إلى أن مقاربتنا في حربنا على الإرهاب ليست وطنيّة فحسب وإنما تتفاعل مع محيطها الإقليمي وأن هناك تعاونا وثيقا مع جيراننا ومع بقيّة الدول الشقيقة والصديقة وذلك بالخصوص من خلال تبادل الخبرات والمعدّات التي لم يغفل رئيس الحكومة عن الإشارة إلى نقصها والجهد المبذول لتفادي هذا الإشكال. وجدّد رئيس الحكومة طمأنة التونسيين مشيرا الى ان مسؤولية مواجهة الارهاب جماعية تتقاسمها كل الفعاليات السياسية والمدنية الى جانب قوات الأمن والجيش مختتما بالتأكيد على الثقة التامّة بأننا سننتصر على الإرهاب بتضافر جهود الجميع وإرادة سياسية واضحة والتفاف شعبي وبعقيدة أمنيّة قائمة على محاربة هذه الظاهرة.