مع دخول فصل الربيع تتزايد معاناة الفلاحين والمزارعين في مناطق مختلفة من عمادات بئر علي بن خليفة حيث يغادر فيها الخنزير البري ليلا مضاجعه من داخل الغابات المجاورة ويلجأ إلي المساحات المفتوحة المتاخمة لمناطق العمران حيث يقيم الفلاحون حقولهم ليعيث فيها فسادا فالخنزير لا يكتفي بأكل الزرع بل يتمادي إلي حفر الأرض المزروعة وتقليبها بفطرته الوحشية في بحثه الدؤوب عن ليريد من تعب الفلاحين ومعاناتهم اليومية في حرث وزراعة الأرض يكابدون فيها مصاعب الحياة لتوفير لقمة العيش لعائلاتهم . وبدعوة من أهالي " اللطايفة " من معتمدية بئر علي بن خليفة كانت ل ' التونسية ' زيارة إلي عمادة " اللطايفة " لاستجلاء الأمر وفي هذا الاطار حدثنا عصام عبد النبي فقال أن الخنزير الوحشي يدفعهم أحيانا إلي التفكير في التخلي عن زراعة قطع الأرض الصغيرة بالخضروات ولا سيما الفول المجاورة لمقرات سكناهم . في العام الفارط وبعد تهيئة الأرض وزرعها داهم الخنزير حقولهم وأتلف أغلب المحاصيل إلي جانب عبثه بأغصان شجر اللوز وأشجار الزيتون باعتبار أن منطقة ' اللطايفة " من معتمدية بئر علي بن خليفة تعتبر من أهم مناطق إنتاج اللوز والزيتون مضيفا قوله أنه مع التزايد الملحوظ للخنزير البري في المنطقة أصبح الأمر فيها لا يطاق باعتبار أن زياراته الليلية للمنطقة زيارات غير مرغوب فيها من قبل الأهالي . بل ويهدد حياتهم وحياة أطفالهم .سكان منطقة " اللطايفة " أصبحوا يتحاشون التنقل بعد غروب الشمس وقد سبق لهم أن رفعوا تشكياتهم إلي إدارة الغابات من أجل التدخل للحد من الأعداد الكبيرة للخنزير البري نظرا لتكاثره بشكل ملحوظ وكبير ويتساءل سكان عمادة " اللطايفة " من معتمدية بئر علي بن خليفة إلي متى سيواجهون هذا العدو المحمي قانونيا حيث إن اصطياده أو قتله تصاحبه تتبعات قانونية و عدلية رغم أنه يعيث في أرضهم فسادا دون رادع أم أن رضوخهم لعدوانية و فساد هذا الحيوان صار قدرا محتوما ومعلوم أن هذا الحيوان يعيش حوالي 20 سنة وهو يتغذي علي كل شيء تقريبا من ذلك الخضروات والأعشاب وأغصان وجذور الأشجار وحتى الجيف والفضلات إلي جانب أنه حيوان وحشي وعدواني ومدمر إذ يؤدي بحثه المتواصل وتنقله الكثيف للحصول علي الطعام إلي دمار المحاصيل الزراعية والأراضي الفلاحية