عودة المدرب الفرنسي جرار بوشار إلى نادي حمام الأنف في هذا الظرف بالذات بعد انسحاب المدرب فتحي العبيدي ليس بسبب غياب الساحة الرياضية من المدربين الأكفاء بل كانت باختيار توافقي ومحدد من قبل كل أعضاء الهيئة تقريبا خاصة أن نسبة كبيرة من جماهير الهمهاما نوهت بهذا الإختيار ودعمته بموافقتها المطلقة ليكون بوشار رجل هذه المرحلة الصعبة التي لازمت الفريق لعشر جولات كاملة لم يجن خلالها زملاء الحارس حمزة الباهي أي انتصار وأكيد أن هذا الإجماع الحاصل يكشف مدى ثقة الأغلبية في المدرب جرار بوشار وذلك بالنظر للتجربة الناجحة التي عرفها الفريق معه عندما تولى قيادة قاطرة فريق بوقرنين في موسم 2009- 2010 وهاهو بوشار يؤكد مرة أخرى أن هيئة الداعداع قد أصابت في اختيارها حيث كسب بوشار الرهان ليحقق انتصارا ثمينا يوم السبت الماضي على حساب فريق يعيش هو الاخر أصعب الوضعيات وهو الملعب التونسي.هذا الفوز أسعد كثيرا أحباء الهمهاما وأعاد لهم «الروح» بعد أن ذهب في ظن البعض بعد النتائج الهزيلة الأخيرة أن الفريق في طريقه إلى الهاوية. «التونسية» التقت بوشار مباشرة بعد نهاية المباراة فكان الحوار التالي: كوتش في البداية مبروك الانتصار؟ « اعيشك» وألف شكر لجريدة « التونسية» التي أعرفها جيدا وأعرف مصداقيتها منذ أن كنت مدربا للمستقبل الرياضي بالمرسى. «مسيو» بوشار لندخل الآن في صلب الحوار، فوز ثمين جدا حققه الفريق ضد الملعب التونسي صراحة هل كنت تأمل في تحقيق هذه النتيجة خاصة أن وضعية الملعب التونسي لا تسمح له حتى بالتعادل؟. هذا صحيح فالملعب التونسي كان مثلنا في حاجة كبيرة الى الإنتصار عسى أن يخرج من ذيل الترتيب خاصة أنه لم يبق في عمر البطولة سوى سبع مباريات ما يعني أن السباق دخل في منعرجه الحاسم خاصة بالنسبة للفرق المهددة بالنزول على عكس الوضع في طليعة الترتيب حيث بدا واضحا أن فريق باب سويقة في طريقه إلى التربع على عرش البطولة وأهنئه بالمناسبة .بالنسبة لفريقي نادي حمام الأنف جميعنا يدرك جيدا قيمة المباراة ضد الملعب التونسي لذلك كانت تحضيراتنا عادية لكنها تركزت على العامل النفسي والمعنوي للاعبين وهذا ما منحهم الثقة وفرض الذات في المباراة ليكون الفوز حليفنا. ودون غرور كنت أتوقع أن أبنائي قادرون على كسب نتيجة المقابلة. ربما من الأشياء التي تحسب لك في هذا اللقاء فضلا عن الخطة التكتيكية الناجحة التي رسمتموها للفريق أنكم قد راهنتم على التعويل في التشكيلة الأساسيةعلى الثنائي ياكوبا وسولومون أكواجي كأساسيين بالرغم من أنهما كانا خارج حسابات الإطار الفني قبل توليكم مهام تدريب الفريق فما هي المقاييس التي اعتمدتموها لتشريكهما في المواجهة؟. ليس هناك سر في الموضوع لكن ما أريد التأكيد عليه هو أن عملي كمدرب يحتم علي العمل من أجل مصلحة الفريق الذي أشرف على حظوظه وأسعى دائما إلى الإرتقاء به إلى أفضل المراتب لذلك ما يهمني هو مدى جاهزية كل لاعب فلا تهمني لا جنسيته ولا لونه ولا اسمه بقدر ما يهمني استعداده ومدى جاهزيته للمقابلة ووفق ذلك لفت انتباهي في التمارين الأخيرة قوة عزيمة هذا الثنائي وحضوره الذهني لذلك لم أتردد في التعويل عليه في لقاء الملعب التونسي وأظن أنه كان في مستوى الثقة والمسؤولية . بصراحة هل كنتم مقتنعون بأداء الفريق؟ طبعا فأنا راض تمام الرضى بعطاء اللاعبين فقد نجحوا بنسبة كبيرة في تطبيق التعليمات وحسن انتشارهم وتمركزهم الجيد على الميدان لذلك من الطبيعي أن تفرز كل هذه العوامل الإنتصار للفريق ، لكن ذلك لا يجب أن يخفي بعض النقائص التي لا حت خاصة على مستوى الدفاع التي سأعمل من الآن على تلافيها . «كوتش» كيف ترى مستقبل الفريق في بقية الجولات؟ في أول حصة تدربيبة لي مع الفريق كنتم قد طرحتم نفس السؤال وأكيد أنكم مازلتم تتذكرون الإجابة عندما قلت لكم بأني متفائل جدا بمستقبل الفريق خاصة أني أعرف جيدا نادي حمام الأنف ومسؤوليه لذلك أكررها لكم مرة أخرى أنه لا خوف على الهمهاما فقد سبق أن أشرفت على حظوظها وهي في وضعية أصعب وقد تمكنا من إنقاذ الفريق انذاك بعد أن حققنا سبعة انتصارات متتالية وأكيد أن سيناريو ذلك الموسم سيعيد نفسه إذ يكفينا الفوز في مباراتين حتى نضمن بقاءنا رسميا في الناسيونال لكن أهدافنا سوف لن تقف عند هذا الحد بل سنعمل على جني أكثرعدد ممكن من الإنتصارات لإنهاء الموسم في المرتبة التي تشرف تاريخ وسمعة نادي حمام الأنف. في غياب الحارس العربي الماجري في المباراتين القادمتين هل ترى أن الحارس الشاب حمزة الباهي قادر على تحمل مسؤولية حراسة الشباك بالمستوى المأمول ؟ لا أشك إطلاقا في قيمة الحارس الشاب حمزة الباهي فهو حارس ممتاز وقد أثبت في مباريات سابقة وخاصة في مقابلة الملعب التونسي أنه حارس واعد فقد أنقذ الفريق من هدفين محققين. من المنتظر أن يعود نادي حمام الأنف خلال الجولات القادمة إلى اللعب على ملعبه ألا ترى أن ذلك سيكون عاملا إيجابيا يساهم في دفع الفريق إلى تحقيق نتائج إيجابية ؟ هذا متوقع جدا فالعودة إلى اللعب داخل القواعد أكيد أنه سيعطي الإضافة للفريق وسيحفزه على تحقيق مسيرة إيجابية لكن بين جاهزية الملعب ووضعية الفريق فإن الواقع يفرض علينا أن نتجاوز هذه الأزمة وكما ذكرت انفا يكفينا حصد خمس نقاط لنطمئن نهائيا على البقاء في الرابطة المحترفة الأولى . وأكيد أن عامل ملعب حمام الأنف سيلعب دورا كبيرا في الموسم القادم. بماذا تريد انهاء هذا الحوار مسيو «بوشار»؟ «الميساج» الذي أريد تبليغه للأحباء هو أنه عليهم الوقوف والإلتفاف حول الفريق ومساندته ودعمه معنويا ما يمنحنا حوافز وشحنة معنوية للخروج بالفريق من هاجس النزول . وأعرف جيدا جمهور الهمهاما الذي أراه دائما جمهورا مثاليا في تشجيع فريقه في كنف الروح الرياضية ولعل النهاية التي عرفتها مبارتنا مع الملعب التونسي والتي انتهت بالقبل والمصافحة بين اللاعبين لدليل على تأكيد حسن العلاقة بين البقلاوة والهمهاما.