تحت عنوان «يلزمني نروح» نظمت مبادرة «تونسيون في العالم» (mag 00216) لقاء إعلاميا على متن سفينة «تانيت» خصص للحديث عن وضعية التونسيين في المهجر وتحضيرات الناقلات الوطنية برا وبحرا لعودة التونسيين من مختلف دول العالم خلال العطلة الصيفية وقد حضر اللقاء كل من رئيس ديوان وزير النقل والمدراء العامون للشركة التونسية للملاحة والخطوط التونسية وديوان التونسيين بالخارج إلى جانب ممثلين عن الديوانة وديوان السياحة. وأكد سمير بوزيدي منسق المبادرة والباحث في أوضاع التونسيين في العالم أن الدراسات التي قام بها أكدت أن الإحصائيات الرسمية حول التونسيين المقيمين خارج أرض الوطن مختلفة مع الواقع بداية من عدد المهاجرين الذي أثبتت الدراسات التي قام بها أنهم يفوقون المليون ونصف موزعين على 65 دولة في العالم. وأشار البوزيدي إلى أن الدوائر الرسمية لا تمتلك الإحصائيات الصحيحة لأن هناك عددا كبيرا من التونسيين غير مسجلين لدى القنصليات التونسية. وأضاف البوزيدي أن الدولة فشلت في فهم مليون ونصف من التونسيين في مختلف دول العالم بتعاملها طيلة سنوات مع هذه الفئات على أنها أرقام أو مصدر للعملة الصعبة فقط في حين أن التونسيين بالمهجر يمثلون قوة اقتصادية واجتماعية كبرى. واعتبر البوزيدي أن غياب استراتيجيات ودراسات واضحة حول التونسيين في الخارج حالت دون فهم متطلبات هؤلاء التونسيين خاصة أن هذه الحاجيات تختلف حسب دول الإقامة وحسب الشريحة العمرية والوضع الاقتصادي. كما قال البوزيدي إن التونسيين في العالم أصبحوا أكثر قربا لتونس بعد الثورة بل أنهم يمثلون قرابة 20 بالمائة من قراء المواقع الاخبارية التونسية غير أن غياب التنسيق يمنع في العديد من المناسبات الناشطين صلب المجتمع المدني من التنسيق مع التونسيين للاستفادة من البرامج التي تمولها هذه الجمعيات . التونسي بالخارج والاستثمار حول اسثمارات التونسيين في العالم قال البوزيدي إنّ أغلب الدراسات التي قام بها أكدت أن التونسيين المقيمين خارج أرض الوطن يستثمرون في شراء العقارات بدرجة أولى ثم الادخار بدرجة أقل والاستثمار في الفلاحة مشيرا إلى أن عدم استقرار الوضع الإقتصادي خلال السنوات الثلاث الأخيرة جعل حجم تحويلات التونسيين من العملة الصعبة يتراجع مؤكدا أن الحديث عن ارتفاع حجم هذه التحويلات من الدوائر الرسمية بمليار ونصف أورو جاء نتيجة انخفاض قيمة الدينار مقابل العملة الأوروبية الموحدة. في السياق ذاته قال منسق المبادرة إن صعوبة وطول الإجراءات الإدارية والعمولات البنكية على التحويلات التي تكاد تكون الأعلى في العالم تقف وراء عزوف التونسيين عن تحويل مدخراتهم إلى البنوك التونسية. التونسيون والعطلة الصيفية وحول الاستعدادات لعودة التونسيين خلال العطلة الصيفية قال البوزيدي إنّ الدراسة التي قام بها أثبتت أن 38 بالمائة من التونسيين قرروا العودة لقضاء عطلهم في تونس وأن 36 بالمائة لم يحسموا قرارهم بعد في حين قام 26 بالمائة بالحجوزات وأكد أن غلاء أسعار التذاكر الجوية التي بلغت في فترة الذروة 600 أورو هي السبب الأول لعزوف العائلات التونسية عن العودة إلى أرض الوطن في العطلة الصيفية خاصة مع تفاقم الأزمة الاقتصادية في الدول الأوروبية وتحديدا في فرنسا وإيطاليا أين يقيم الجزء الأكبر من الجالية التونسية . وتعقيبا على ما ورد في دراسة البوزيدي حول ارتفاع أسعار تذاكر الطائرات التابعة للخطوط التونسية قال خالد الشلي الرئيس المدير العام للناقلة الوطنية أن الشركة تمر منذ ثلاث سنوات بظرف مالي صعب وأنه تم الاستغناء عن 7 طائرات بسبب تقادمها غير أن الناقلة الوطنية تسعى عبر كل الوسائل إلى تقديم أحسن الخدمات والعروض التجارية للتونسيين في بقية دول العالم مشيرا إلى أن المؤسسة فتحت باب الحجز للصيف منذ أكثر من ثلاثة أشهر بأسعار معقولة وأنّ المصالح التجارية تقدم على مدار السنة عروضا مجزية للعائلات. أما في ما يتعلق بموسم عودة المهاجرين فقد أكد الشلي أنه سيتم تعزيز عدد الرحلات خاصة في فترة العودة بإضافة 133 رحلة نحو وجهات مختلفة وأنه سيتم تمتيع المسافرين ب32 كلغ من الامتعة إلى جانب تحسين نوعية الخدمات في المطارات ولا سيما بالانتداب الموسمي ل100 عون إضافي . من جانبه قال الرئيس المدير العام للشركة التونسية للملاحة كارم منصور أن باخرة «تانيت» اقتنيت أساسا لخدمة التونسيين بالخارج مشيرا إلى أن الشركة تعمل على تنويع العروض التجارية وتوسيعها خدمة لحرفائها، معتبرا في السياق ذاته أن الحجوزات تتقدم بشكل جيد مما ينبئ بموسم صيفي ناجح.