ذكرت صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية نقلا عن مصادر إعلامية أن باريس تمارس ضغوطا كبيرة على الرئيس عبد العزيز بوتفليقة من أجل استحداث منصب نائب للرئيس في أعلى هرم السلطة و اقراره في التعديل الدستوري القادم، وأنها تدفع بأن يتولى عبد المالك سلال الذي أدار حملة بوتفليقة الرئاسية بعد أن استقال من منصب رئاسة الحكومة. ونقلت الصحيفة عن مصدر ديبلوماسي لم تكشف عن هويته أن فرنسا باتت تخشى حدوث فراغ في السلطة بالجزائر في ظل الوضع الصحي الراهن للرئيس بوتفليقة حتى بعد انتخابه بأغلبية ساحقة، غير أن المصدر أكد أن بوتفليقة يرفض تماما فكرة إحداث منصب نائب للرئيس، لكن باريس مصرّة عليها تفاديا لحدوث فراغ في السلطة في بلد تعتبره شريكا استراتيجيا لفرنسا وأوروبا، خاصة في ظل وجود خطط أوروبية للاستنجاد بالجزائر لتعويض كميات الغاز التي تستوردها أوروبا من روسيا على خلفية التوتر في العلاقات الروسية الأوروبية بسبب الأزمة الأوكرانية. وحسب المصدر ذاته فإن الغرب بعث برسالتين هامتين إلى المسؤولين الجزائريين على رأسهم الرئيس بوتفليقة ، تتعلقان بموضوع استقرار الجزائر والتعاون معها في مجال الطاقة نقلهما وقتها كل من جون كيري وزير الخارجية الأمريكي وخوسيه مانويل مارغايو وزير الخارجية الإسباني. وأوضحت المصادر ذاتها أن الفرنسيين يدعمون بقوة تولي الوزير الأول الأسبق ومدير حملة الرئيس الانتخابية، عبد المالك سلال مهمة نائب الرئيس في مرحلة الولاية الرابعة من حكم بوتفليقة، على أن يتفرغ هذا الأخير للعلاج بعدها، وذلك للإجابة عن واحد من أكثر الأسئلة التي تثور في شمال افريقيا وهي من سيخلف بوتفليقة في قيادة أحد الحلفاء الرئيسيين للغرب في المعركة ضد الإرهاب، حيث ينظر إلى حزمة مقترحة من الإصلاحات الدستورية وعد بها سلال باسم بوتفليقة خلال الحملة الانتخابية على أنها مؤشر لاتجاه البلاد نحو إحداث منصب نائب الرئيس.