مع خليفة الجبالي: ونحن نتابع الأمتار الأخيرة للحصاد الرياضي في كافة ارجاء المعمورة وكرة القدم على وجه الخصوص، قبل المونديال البرازيلي بشهر ونصف تقفز الى اذهاننا ارقام لا تخدع.. وتتعلق بأسرار وخفايا نجاح الاطارات التونسية العاملة خارج حدود الوطن وفشلها داخل الديار. حصيلة مشرّفة وباستعراضنا لبعض الامثلة نستشف هذه الثنائية المثيرة للتساؤل والاستغراب (ثنائية النجاح والفشل) فالمدرب نصر الدين نابي (ابن المنستير) لم نكن نسمع عنه شيئا يذكر لو لم يفز بكأس ال «CAF» منذ موسمين مع «ليوبارد الكونغولي» وهاهو الآن في دوري المجموعات لأمجد الكؤوس الافريقية مع زعيم الكرة السودانية الهلال. سامي الطرابلسي طرد شر طردة من المنتخب الوطني والتحق بفريق لينقذه من الهبوط (السيلية) فاذا به ينهي دوري نجوم قطر في مرتبة مشرفة جدا (الرابعة). ماهر الكنزاري، ساءت نتائجه مع الترجي ثم مع البنزرتي فهرع للخليج في مغامرة انتحارية لينقذ نادي الوكرة بأعجوبة من الهبوط للدرجة الثانية. نبيل معلول كانت له نهاية كارثية مع نسور قرطاج وعندما مسك بزمام نادي الجيش، كاد يترشح لدوري المجموعات لرابطة ابطال آسيا وانهى البطولة في المرتبة الثانية وهاهو اليوم طرف في نهائي كأس قطر. عمار السويح امسك بمقاليد نادي الشباب السعودي وهو في حالة متردية، فأكمل الدوري في المراتب الاولى مع الامتياز في التأهيل للدور ثمن النهائي لدوري ابطال اسيا. فتحي جبال اخذ نادي الفتح السعودي وهو في الدرجة الثالثة منذ ست سنوات فصعد به صعودا صاروخيا حتى احرز العام الماضي بطولة السعودية وسط ذهول الزعماء التقليديين كالهلال والاتحاد والاهلي والنصر، والشباب.. وللمغمورين نصيب.. اسماء اخرى تبدو اقل اشعاعا ولكنها بصدد تحقيق نتائج ايجابية...بل ان البعض منهم لم ينل في تونس حتى رتبة مدرب مساعد. ونذكر هنا سمير شمام الذي حاز على بطولة البحرين مع المحرق في العام الماضي واكمل الموسم الحالي في المرتبة الثانية مع نادي المنامة. شكري البجاوي بلغ النهائي واكمل رابعا في البطولة مع شباب البحرين حسني الزواوي: المالكية البحريني ومنصف الشرقي نادي الحالة البحريني. هذا اضافة الى اطارات عليا في الرياضات الجماعية الأخرى (كرة اليد والكرة الطائرة بالخصوص) وقد جعلوا من الفرق الخليجية، فرقا تدخل البوابة العالمية. غمزة: إن للفشل هنا والنجاح هناك اسبابا عدة منها المادي بالخصوص.. ولكن طبيعتنا كتونسيين لا نثق بامكانيات بعضنا ولا نطيق صبرا على اية عثرة ولا نترك الناجح يعمل في كنف الراحة والطمأنينة حيث يصح علينا المثل العامي «بنت العم محقورة» أليس كذلك؟؟