رغم ان الترجي الرياضي التونسي يسير بثبات للفوز بلقب البطولة ورغم انه من ابرز الفرق المعنية بالتتويج بالاميرة المحلية بعد ازاحته لفريق الاولمبي الباجي في الدور السادس عشر بدأت بعض الخلافات الجانبية تطفو على سطح الاحداث في محيط الفريق والتي شغلت بال الاحباء أكثر من أيّ وقت مضى...جماهير الاحمر والاصفر تنتظر الجديد في ما يخص ملف تجديد العقود خاصة أن المعنيين بملف التجديد هم ركائز الفريق ويعتبرون العمود الفقري لتشكيلة شيخ الاندية التونسية التي تستعد لخوض غمار دوري المجموعات في كأس رابطة الابطال الافريقية... هيئة الترجي بمختلف مكوناتها الفنية والادارية تنكب هذه الايام على تسوية الملف الذي طال أكثر من اللزوم خاصة أن شهر جوان على الابواب والترجي لم يتعوّد على مثل هذه الوضعيات لكن مع ذلك يملك الترجي كلّ الادوات لحسم هذا الموضوع والتفرّغ لقادم الاستحقاقات بما انّ الاتفاق الشفاهي بين الهيئة واللاعبين المنتهية عقودهم من تحصيل الحاصل ولا ينقص سوى تزكية بعض البنود والامتيازات في العقود الجديدة...الى حدّ الآن تسير الامور بشكل عفوي وطبيعي بل يمكن القول ان الحديث عن رزمة من الاختلافات والانشقاقات داخل الفريق لا يستقيم في ظلّ سياسة الرجل الواحد التي ينتهجها الترجي على مرّ عقود لكن ما تسرّب خلال الايام القليلة الفارطة قد يفيد بعكس ذلك تماما فالحديث هنا يخصّ مدرّب الترجي الاولّ ونعني المدرّب الهولندي رود كرول وسلفه المدير الرياضي للفريق الفرنسي سيباستيان دوسابر وكلا الرجلين يقف على طرفي نقيض في اعلان ضمني لحرب باردة تسربت شراراتها منذ دخل الاسمان في خلاف حاد في حجرات ملابس الترجي ذات مباراة... أصل الحكاية هي انّ المدير الرياضي دوسابر والذي يتمتع حقيقة بعقلية احترافية كبيرة وهو الذي يحظى بثقة كبيرة من طرف الرئيس حمدي المدّب يواصل التدخل في الامور الفنية للفريق بشكل أغضب المدرّب الهولندي والذي اعتبر الامر تدخلا في مهامه وفي صلاحياته وفي جزئيات فنية من المفروض ان دوسابر في غنى عنها أو هكذا برّر كرول موقفه...دوسابر يتابع كلّ مباريات الترجي ويسعى من حين الى آخر للانفراد ببعض اللاعبين ما بين شوطي المباريات لتوجيه بعض النصائح كما انه يسرّ الى حمدي المدّب ببعض الهفوات والاخطاء التكتيكية التي يقع فيها الفريق في بعض الاحيان وهذا ما أثار حنق الهولندي الذي هدّد في وقت سابق بعدم الدخول الى حجرات ملابس الفريق في صورة تواجد دوسابر... من جهة ثانية يحمّل المدرّب الهولندي تبعات محدودية الرصيد البشري للفريق الى الصفقات التي ابرمها الترجي بمباركة من دوسابر والتي يراها كرول فاشلة بامتياز بدليل عدم التعويل عليها بانتظام في المباريات الاخيرة الا عندما تقتضي الضرورة كما يرى كرول ان القائمة الافريقية للفريق متواضعة جدّا على مستوى اللاعبين الأجانب بما ان الاماكن المحجوزة ليست لأسماء ترتقي لطموحات الفريق ومعروف ان دوسابر هو الذي قام بهذه التعاقدات من خلال موافقته على انتداب تيري ماكون وامينو بوبا وكذلك ادوارد...في المقابل أكّد دوسابر في جلسة خاصة جدّا حضرها الرئيس انّ الترجي كان يمكن ان يقدّم أفضل مستوياته لو احسن المدرّب الاول للفريق توظيف الاسماء الموجود على ذمته بدءا بالاجانب الوافدين حديثا على الفريق وصولا الى خالد الغرسلاوي وادريس المحيرصي وكذلك أحمد العكايشي الذي يعتبرهم دوسابر مفاتيح اللعب في الفريق والورقات القادرة على قلب نتائج المباريات في إشارة ضمنية الى سوء تصرّف كرول في الرصيد البشري... مواقف لاقت آذانا صاغية من حمدي المدّب الذي يشيد يوميا وبشكل متواصل بكفاءة دوسابر وبعقليته الاحترافية وهو ما جعله يمنحه صلاحيات واسعة لكنها على الطرف المقابل خلقت جوّا مشحونا في حجرات ملابس الفريق حيث بات الهولندي يوصي لاعبيه بتجنّب الحديث الى دوسابر وإلا ستطالهم لعنة الابعاد... نسمات الحرب الباردة بين الرجلين فاح صداها وملأ عناء سماء مركّب الحديقةّ «ب» رغم محاولات التعتيم وصمّ الآذان التي تنتهجها الاقلام الوفية والمطيعة لحاشية «السلطان» ومع ذلك قد ينخرط هؤلاء غصبا عنهم قريبا في حملة دعائية لهذا الرجل أو ذاك بما أنّ الخلاف قد يشهد تطورات مثيرة في الساعات القليلة القادمة فكرول يرفض ان يكون تحت الوصاية ويريد في حوزته «كارت بلانش» نافذة المفعول ودوسابر يندفع في كلّ الاتجاهات مستغلا رزمة الصلاحيات التي بحوزته وهو ما يوحي بصدام مرتقب ان لم يقع تطويق الخلاف بشكل ودّي لما فيه مصلحة الفريق الذي لا يقوى على العيش وسط الرجات والهزات... حمدي المدّب صاحب القرار ومركز الثقل في الفريق لن يتخلّى عن دوسابر وهذه قناعة راسخة لدى الرجل لكنه قد يبعد «عضده الايمن» في الوقت الراهن عن الاضواء ولو لحين حتى لا يثير حفيظة المدرّب الهولندي الذي بات يهدّد في السرّ والعلن بالانسحاب ان تواصل تداخل الادوار في الفريق...وبما ان الظرف حاليا لا يسمح بالمجازفة والفريق يقارع على أكثر من واجهة سيعمل رئيس الترجي على تهدئة الخواطر وبعدها سيكون لكل حادث حديث وربما قد يغادر الهولندي من الباب الصغير إذا تشبث بعناده لانّ الثابت والاكيد ان دوسابر لن يغادر تحت ايّة تبريرات ومهما كانت العناوين إلاّ إذا نجح أولاد الحلال في تشويه صورته لدى الرئيس...