أوقفت صباح أمس قوات الأمن في مدينة تطاوين عددا من المشاركين في «اعتصام المصير» بعد أن أصر بعضهم على اقتحام مقر الولاية. كما واجهت قوات الأمن مجموعة أخرى من الشباب حاولوا إغلاق الطريق الرابطة بين تطاوينومدنين، في تصعيد خطير لاعتصام المصير الذي انطلق بالمدينة منذ يوم 10 مارس تحت إشراف منظمة «الشباب للتنمية والتشغيل» حاملا عدة مطالب اجتماعية مثل إنجاز كامل المشروع المتعلق بغاز الجنوب في تطاوين وتوفير الشغل للعاطلين عن العمل في المنطقة. وبدأ اعتصام المصير قبالة مقر الولاية، وشهد عدة عمليات تصعيد مثل إضراب الجوع وتطوير الحركة الاحتجاجية، كما طالب المعتصمون بعقد جلسة مع رئيس الحكومة لتقديم مطالبهم، وقال عادل العويني الناطق باسم «منظمة الشباب للتنمية والتشغيل » إنهم ماضون في الحركة الاحتجاجية ومستعدون للتصعيد إزاء ما سمّاه «تجاهل الحكومة لمطالبهم»، ورغم اختلاف وجهات النظر مع عدد من ممثلي المجتمع المدني والأحزاب في الولاية الذين لم يساندوا التصعيد، خصوصا حين تم إنجاز اتفاق أولي حول غاز الجنوب الذي يتمثل في أنبوب نقل يمتد من حقل «نوارة» في الصحراء إلى مدينة قابس، مع محطات تسييل وتعليب. وأقرت الحكومة مشروعا تعديليا يقسم خط الغاز إلى أنبوبين، الأول نحو قابس بطاقة مليوني متر مكعب يوميا والثاني عبر شمال ولاية تطاوين بطاقة 600 ألف متر مكعب، ومحطة تسييل وتعليب يوجه منتوجها إلى ولايات الجنوب لتوفير مواطن شغل لأهالي تطاوين. ورغم ذلك، فقد استمر الاعتصام وشهد عدة محاولات تصعيد آخرها محاولة نقله وإضراب الجوع إلى مقر الولاية واقتحامها، بالإضافة إلى محاولة إغلاق طريق تطاوينمدنين. وقد تدخلت قوات الأمن وأوقفت عددا من الشبان، علما وأن المعلومات الأولية ترجح أن يتم الإفراج عنهم لعدم حدوث أعمال إجرامية تستدعي التتبع القضائي بالإضافة إلى سعي مختلف الأطراف إلى التهدئة.