مثلما أشرنا إليه في عدد الاثنين استقبل الدكتور وديع الجريء رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم وفدا عن حكام رابطة قفصة جاؤوا يتذمرون من تهميشهم وعدم تعيينهم ويشكون رئيس لجنة التحكيم برابطة قفصة الذي زرع الفتنة في ما بينهم ولم يبرز أي حكم في عهده. وقد تحوّل كل من هيثم الفالح ودانيب لخضر وسفيان ميلاد وكمال نصيب ومنجي الحامد ورئيس ودادية الحكام فرع قفصة نصر الدين بلقاضي الذي قاطع الاجتماع في ما بعد وقد نقل الوفد لرئيس الجامعة كل التفاصيل المتعلقة بالوضع المزري للتحكيم بالجهة وقد حضر الاجتماع محسن بلعيد رئيس لجنة التحكيم برابطة قفصة لينير رئيس الجامعة عن الوضع كما حضر خلال الاجتماع العضو الجامعي طاهر خنتاش لفترة وجيزة بينما كان إلى جانب رئيس الجامعة الكاتب العام وجدي العوادي. وقد فند محسن بلعيد ادعاءات الحكام وقال أنهم يشوهون سمعته وينقلون أخبارا زائفة للإعلام خصوصا جريدتنا «التونسية» مؤكدا أنه يعرف من يكون أبو آية(!!!) الجريء يساند بلعيد بعد الاستماع لما يثلج صدور الحكام قال رئيس الجامعة أنه يثق في رئيس لجنة التحكيم وأنه يقوم بعمل كبير من أجل النهوض بالتحكيم في ربوع الجنوب الغربي. وبحنكته المعهودة حاول رئيس الجامعة امتصاص غضب الحكام تارة بالتهديد وأخرى بالترغيب حيث وعدهم بأنه سيقع تعيينهم في ما تبقى من مقابلات سواء في الكأس أو الرابطة3. الحكام استاؤوا كثيرا من موقف رئيس الجامعة المساند لبلعيد وقد ساد الاعتقاد أن ما قاله بلعيد سابقا أن المكتب الجامعي لا يقدر على تنحيته لأنه يملك ملفات عديدة قد يكون صحيحا وإلا بماذا يقع تفسير الدفاع المستميت لرئيس الجامعة عن محسن بلعيد. ما بعد الاجتماع خرج الحكام من اجتماعهم مع رئيس الجامعة بيد فارغة وأخرى لا شيء فيها وفي الباب الخارجي لأسوار الجامعة توجه محسن بلعيد للوفد بحركة عادة ما نال عليها اللاعبون عقوبة بست مقابلات فغضب الحكام وسادت الفوضى فما كان من الحكم المساعد زياد المبروكي الحارس الشخصي لبلعيد سوى الاعتداء بالعنف على زميله سفيان ميلاد في حين تكفل بلعيد بنصر الدين بلقاضي. قضية عدلية في حدود الساعة السابعة مساء تحول المتضرران لمركز الشرطة بالمنار 2 وقدما قضية ضد المبروكي وبلعيد وقد أجرى يوم أمس بلقاضي كشوفات بالأشعة وقد منحه الطبيب شهادة ب30 يوما وكشف السكانار عن إصابات عديدة وهو ما يفسر عدد أيام الراحة الممنوحة من الطبيب كما منح الطبيب الذي كشف عن حالة سفيان ميلاد راحة ب26 يوما. من جهة أخرى تم تكليف الأستاذ أكرم موسى من قبل المتضررين بمتابعة القضية ورغم محاولة البعض يوم أمس التدخل بالحسنى والتوسط في عملية صلح بين جميع الأطراف حتى يبقى الخصام رياضيا فقط فإن بلقاضي وميلاد يرفضان التنازل عن حقهما. استقالة جماعية وعلى إثر كل ما جرى فإن الحكام الستة الذين نالهم شرف مقابلة رئيس الجامعة قدموا استقالة جماعية وينتظر أن ينضم لهم حكام آخرون. فلماذا وصلت الأمور إلى هذا الحد؟ ألم يكن من الأجدر تطويق الخلاف منذ البداية؟ إن ما يحصل في قفصة وربما في رابطات أخرى ما كان له يحصل لو تم حوار بين مختلف الأطراف وخصوصا المسؤولة عن قطاع التحكيم. ما حكاية الفالح والرالوي وبن قردان ؟ الحكم هيثم الفالح الذي أدار في الموسم الماضي 9 مقابلات بالرابطة 2 أخفق هذا الموسم في لقاء النادي الإفريقي وقرمبالية الرياضية يوم 29 ديسمبر الماضي فتم تجميده وعاد ليدير لقاء الرالوي واتحاد بن قردان يوم 16 فيفري وقد شاعت أنباء كثيرة عن هذه المقابلة ومحاولة التأثير على الفالح في حين كان هذا الأخير خالي الذهن من الحكاية وقد كان لهذه الحادثة تأثير سلبي على الفالح الذي ارتبك خلال اللقاء ومن الطبيعي أن يكون أداؤه مهزوزا وهو ما جعله يحصل على عدد ضعيف وبالتالي ركن إلى الراحة حتى نهاية الموسم. وقد أعلم الحكام رئيس الجامعة بهذه الحادثة أول أمس ولكن دون جدوى فقد حصل ما في الصدور. إلى من يهمّه الأمر إننا عندما نكتب عن قطاع التحكيم لا نكتب من عدم ولا نتطفل عليه بل عن دراية تامة بكل صغيرة وكبيرة وكشخص ليست لنا حرثة ولا ورثة مع محسن بلعيد وإنما بلغنا أصوات حكام كتب لهم أن ينتمون إلى رابطة مهمشة لم يعمل رئيس لجنة التحكيم بها على النهوض بهم ولا تكوينهم ولا رسكلتهم حتى يبقى هو المنارة المضيئة التي أنجبتها قفصة ولا يخلق بعده حكم يكون في مستواه. إن حشرنا خلال هذا الاجتماع لم يكن في محله وإن كان يعرف أبا آية أو لا يعرفه فذلك شأن يخصه ف«ربي يعرف ميمونة وميمونة تعرف ربي» وعندما تحدث محمد عشاب ذات يوم عن حكم تارزي يحسن خياطة الجبايب فقد كان محقا.