دبي – بنغازي (وكالات) ذكرت أمس قناة «العربية» التي تبث من دبي أن قيادة عمليات «عملية الكرامة» للجيش الوطني الليبي الذي يقوده اللواء المتقاعد خليفة حفتر (وهو تشكيل عسكري غير نظامي انضمت اليه قيادات كبيرة من الجيش النظامي) أعلنت بدء العملية العسكرية في مدينة درنة التي تعدّ معقلا للجماعات الإسلامية المتطرفة وعلى رأسها تنظيم «أنصار الشريعة بليبيا» ; وهي المدينة التي قالت تقارير سابقة انها تأوي زعيم «أنصار الشريعة بتونس» سيف الله بن حسين المكنّى ب «أبو عياض», مشيرة الى أن الطيران الحربي حلّق في سماء المدينة, لكن الرائد محمد الحجازي الناطق الرسمي باسم قوّات حفتر وباسم «عملية الكرامة»، قال ان الجيش لم يبدأ بعد عملية عسكرية شاملة, موضحا أن «ما يجري في درنة هو عمليات نوعية للجيش الوطني، وليس بداية عمل عسكري شامل». و تأتي هذه التطوّرات في الوقت الذي ألمح فيه عبد الله الثني، رئيس الحكومة المستقيل، في مؤتمر صحافي نقلته قنوات ليبية، دعمه لمحاربة الإرهاب، لكنه قال إنه يرفض استغلالها لأغراض شخصية. كما حمّل المؤتمر الوطني العام (البرلمان) مسؤولية الفشل في بناء الجيش والشرطة في ليبيا. وأثنى الثني على المظاهرات الشعبية التي خرجت في أنحاء ليبيا تنديدا بالإرهاب , موضّحا أنه «لا يوجد تنسيق مع أحمد معيتيق (رئيس الحكومة المكلف ) والمؤتمر الوطني لا يتواصل معنا بشأنه». ومعيتيق يواجه معارضة في توليه منصب رئيس الوزراء، كما أنه مدعوم من إخوان ليبيا. ويعتبر دعم عبد الله الثني الذي يقوم بتصريف أعمال الحكومة في انتظار تولي أحمد معيتيق المنصب رسميا, لمعركة «الكرامة» بقيادة اللواء حفتر، أكبر دعم سياسي للعملية التي بدأت الجمعة الماضي، بعد دعم المجالس العسكرية وبعض الوزراء في الحكومة، وقيادات قبلية في ليبيا. وكانت مجموعة تطلق على نفسها اسم «مجلس شورى الشباب في درنة» أعلنت أنها تخطط لفرض الشريعة الإسلامية في المدينة الليبية الشرقية. ونزلت المجموعة الجهادية إلى شوارع المدينة الساحلية في استعراض للعضلات وأظهرت صور تم تداولها على نطاق واسع بموقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» ، عشرات الشاحنات التي تُقل رجالا ملثمين ومدجّجين بالسلاح.وأعلن مجلس الشورى المذكور العداء لكل من يعادي- حسب رأيهم -، الله والرسول (صلى الله عليه وسلم). ومن جهة اخرى قال اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر الذي يقود عملية عسكرية ضدّ معاقل الجماعات الاسلامية المسلحة في بنغازي إن هناك مساعي للتنسيق مع دول الجوار من أجل التصدي لهروب المسلحين «المتطرّفين» الى تلك الدول». و تابع حفتر: « الإخوان المسلمون كانوا سببا في الاضطرابات في كثير من الدول العربية»، مؤكدا ضرورة أن تتحد الدول العربية لمواجهة هذا التنظيم الذي وصفه ب «الارهابي» . وعن الوضع في ليبيا، قال حفتر: «سنشكل مجلسا رئاسيا للدولة وحكومة مؤقتة لمدّة تسعة أشهر على أكثر تقدير، ومن الممكن أن تجرى الانتخابات بعد قرابة عام»، مضيفًا أنه إذا أراده الشعب في الرئاسة فلن يتأخر. و أثنى قائد عملية «الكرامة» على عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع المصري السابق والمترشّح لرئاسة مصر قائلا: «مصر بلدي وحاربت مع جيشها عام 1973، وكرامة مصر محفوظة دائما في قلوبنا، والمشير السيسي هو الذي فتح الباب للتغيير وإن شاء الله سيكون رئيسا» , مشيرا الى أن السيسي يذكّره بالزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر من جهته قال عبد الفتاح السيسي، في مقابلة أجرتها معه صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية ونشرت أمس : «إن ليبيا تحوَّلت خلال العامين الماضيين إلى بؤرة لتجمّع التشكيلات المسلّحة والمتطرّفة». وأضاف: «خرج الليبيون لتغيير النظام السابق وللمشاركة في صنع المستقبل وصياغته وإنشاء دولة المؤسسات، دولة مدنية يشترك فيها الجميع، ولكن بوجود التشكيلات المسلحة تحوَّلت الغلبة للسلاح والعنف، وأصبحت ليبيا نقطة تجمع للعناصر الإرهابية». و تابع : «كان يجب على الأوروبيين بعد إسقاط النظام السابق (نظام القذافي ) أن يكملوا ما بدؤوه فيقوموا بجمع السلاح للحفاظ على الأمن والسلم، ولا أعتقد أن أحدا كان سيعترض على ذلك».