k التونسية (تونس) أمهات يعددن أحجبة دون علم ابنائهن المترشحين... صيام وصدقات وزيارات لأضرحة الأولياء الصالحين وأدعية بالنجاح.. قرابة 20٪ من التونسيين ينامون هذه الأيام ويصحون على هاجس امتحانات الباكالوريا التي يأتي الفرح بنجاح أبنائهم فيها بعد الفرح بليلة العمر. هؤلاء اصطدموا صباح أمس ب «صاعقة» خبر تسريب أجوبة فروض الامتحانات الذي قامت به شبكة من الأشخاص عن طريق «الكيت». ضجة وحسرة، سيطرتا أمس في العديد من المعاهد وأمامها أين هرع الأولياء أمهات وآباء لاستقصاء الأمر. «التونسية» كانت حاضرة. بلقاسم الغضباني «ولي» اكد ان وزارة التربية تتحمل مسؤولية عملية الغش في امتحانات الباكالوريا لانها لم تقم بآليات رقابة لردع هذه التجاوزات التي من شأنها ان تضر بمصداقية المناظرة الوطنية المعترف بها عالميا. وأضاف ان التعليم التونسي هش إلى أبعد الحدود وان ذلك سينقص من قيمته. وأردف بلقاسم ان اشكال الغش اختلفت وان بعض التلاميذ يقومون بتصوير فروض الامتحان عبر الجوال ثم يذهبون لدورة المياه ويرسلونها الى شخص يتمّ الاتفاق معه على حلّ الفروض الامتحان الذي يقوم بعد ذلك بإملاء الأجوبة الصحيحة عبر سماعة الاذن «الكيت» على المترشح. «مسألة خطيرة ولا يمكن التهاون معها» نصيرة عباسي (ولية وموظفة) عبرت عن امتعاضها من عملية الغش التي حصلت مشيرة الى أنه يجب التصدي لمثل هذه المخالفات. وأوضحت نصيرة انها مسألة جد خطيرة ولا يمكن التهاون معها مشيرة إلى أنها نابعة من ضعف الدولة ونقص الصرامة في المؤسسات التربوية على حدّ تعبيرها ملاحظة أنه لابدّ من فتح تحقيق في ذلك ومعاقبة المتورطين وان ضبط شبكة الغش يعد ضربة للتعليم العمومي بالبلاد. وأضافت قائلة «اننا مقدمون على شهر رمضان ولا مجال لاعادة امتحان الباكالوريا لانه سيضر بمصلحة التلميذ وبمصلحة الولي». «من وراء هذه العصابات»؟ من جهتها، عبرت رجاء بن خليفة (ولية) عن اسفها من تدهور التعليم التونسي ومن عمليات الغش الكبيرة وتسريبات الأجوبة التي شهدتها باكالوريا هذه السنة ببعض المعاهد. وأكدت ان هذا الامر يثير سخط جميع الاولياء والتلاميذ مشددة على ضرورة كشف هذه العصابات ومن يقف وراءها من «مجرمين لاوطنيين يريدون تدمير أبنائنا أجيال الغد» على حدّ قولها، مضيفة انه في حال ثبوت التهمة عليهم وجب التشهير بهم في جميع المنابر التلفزية والاذاعية وفي مواقع الانترنات كي يكونوا عبرة لمن يعتبر. وواصلت طريقها وهي تردد كلمة «مسكينة تونس». «لازم يعدموهم» من جانبه قال عبد اللطيف العبيدي (ولي) وهو غاضب «لازم يعدموهم» لانهم اجرموا في حق الشبيبة وفي حق الاجيال القادمة مشيرا الى ان اسباب هذه الجريمة حسب تعبيره هي اسباب سياسية بحتة من شانها تعكير صفو النظام العام.و واصل حديثه قائلا «ما ذنب التلاميذ المجتهدين الذين تحملوا اعباء الدراسة و«الغصرات»؟ وأوضح ان ما زاد الطين بلّة هذه السنة ما تداولته صفحة على شبكة التواصل الإحتماعي «الفايسبوك» وإسمها «تسريبات باكالوريا 2014» وشدد على ضرورة ان يضع هذا التصرّف صاحبه امام التتبعات العدليّة وان تفتح النيابة العموميّة بحثا في هذا الموضوع الخطير. وأشار الى انه يمكن لعمليات الغش مثل التي وقعت صباح أمس أن تتسبب في تراجع قيمة الشهادة التونسية وفقدانها شيئا من مكانتها بين شهائد الدول الاخرى. «شيء موش جديد» من جهتها اشارت هدى (موظفة) الى أن الدولة قامت لاول مرة بتحقيق وبالقبض على مرتكبي الجريمة مضيفة ان مواضيع الباكالوريا تسرب كل سنة لتوزع على أبناء كبار رجال الدولة «وهذا موش جديد» على حدّ قولها. وأضافت قائلة وهي منفعلة « في عهد النظام السابق تم تسجيل عديد عمليات الغش في امتحانات الباكالوريا وتم السكوت عنها لان يد الدكتاتورية كانت تمارس على جميع المواطنين وبعد الثورة اصبحنا نتكلم ونفضح كل شيء يحصل لذلك تم اكتشاف هذه التجاوزات».وأردفت ان هذا الامر يضر بمستوى التلميذ وبمستوى التعليم بصفة عامة.. وأشارت الى انه تم تأجيل امتحانات سنة 2012 اثر تسريب امتحان اللغة العربية لشعبة الآداب عبر الفايسبوك و«هذا لا يدعو للاستغراب». «البلاد ماشية في هاوية» رابح السعيداني (ولي) افاد بدوره ان عملية تسريب الامتحانات تمس من قيمة المناظرة الوطنية وتضرّ بمصلحة التلميذ. وأشار الى ان اضرارا مادية ونفسية تلحق بالولي باعتباره جزءا من الامتحانات.وأكد انه راجت بعض المعلومات حول التلاعب بفروض الامتحانات وانها تُسرب خارج اسوار المعاهد ليقع انجازها ثم تعود بعد ذلك الى الممتحنين قبل انتهاء التوقيت المحدد للامتحان. وأشار رابح الى انه على وزارة التربية اتخاذ اجراءات قانونية رادعة وصارمة من اجل التصدي لكل الاشكال التي من شانها تدمير البلاد وارجاعها للخلف. وأضاف قائلا «الغش في امتحانات الباك عار على البلاد». مروى الساحلي