حتى في أسوإ حالاته ينجح الترجي الرياضي في تحقيق انتصارات هامة وثمينة وهذه هي الخاصية التي تميّزه عن البقية وتصنع نجاحاته ، البعض يرى في ذلك ضعفا وأمرا سلبيا بدليل المطالبة دائما بالآداء والمستوى الرفيع والإقناع والسيطرة على منافسيه لكن في حقيقة الأمر هي ميزة تؤكد واقعيته وقدرته على إحداث الفارق رغم المردود المتوسط وعدم الإرتقاء بمستوى اللعب إلى أعلى درجات، وفي هذا الصدد وبنجاحه في الخروج بانتصار غال أمام النادي الصفاقسي قدم الترجي الرياضي درسا في الواقعية وحقق الهدف الذي بحث عنه وضمن بقاءه في دائرة المنافسة من اجل المركزين المرشحين إلى الدور نصف النهائي. هذا ما يبقى ... ويحسب في النهاية صحيح أن الترجي الرياضي لم يقدم مستوى رفيعا يمنح الإقناع لانتصاره على النادي الصفاقسي وصحيح أيضا أنه كان على قاب قوسين أو أدنى من الإنهزام مجددا والإنسحاب نهائيا من رابطة الأبطال الإفريقية لكن الواقع مغاير اليوم بما أن فريق باب سويقة انتصر في واحد من أهم لقاءاته في المغامرة القارية وكسب ثلاث نقاط ثمينة للغاية وهذا ما يبقى ويحسب في نهاية المطاف لأن ورقتي العبور على المربع الذهبي لا تعترفان باللعب الجميل والسيطرة على الميدان ومستوى الآداء وغيرها من العبارات التي تتعلق بالمردود وإنما تعترفان فقط بالنقاط والترتيب وهو الهدف الذي كسبه الترجي الرياضي من مواجهته للنادي الصفاقسي يوم الأحد المنقضي بملعب رادس... دون شك هناك نقائص بل لنقل عيوبا يشكو ويعاني منها الأحمر والأصفر وعليه تداركها مستقبلا لكن المهمة الأساسية في المواجهة الأخيرة نفذت على الوجه الأكمل وهذا ما يعني أن الترجيين اليوم في انتظار التعزيزات والتحسينات. التدارك على مستويين إذن وبفضل فوزه على النادي الصفاقسي اطمأن الترجي الرياضي على البقاء في المنافسة من أجل التأهل إلى المربع الذهبي لكأس رابطة الأبطال الإفريقية وهذا هو الأهم بالنسبة لأبناء الأحمر والأصفر اليوم مع العمل مستقبلا وبطبيعة الحال على تدارك السلبيات وتحسين المستوى وذلك للتطلع إلى لعب الأدوار الأولى في هذه التظاهرة التي تمثل الغاية الأولى والأساسية للعائلة الموسعة ... العمل على الإرتقاء بقيمة الفريق وآدائه إلى أعلى المستويات يجب أن يشمل ناحيتين معينتين ، الأولى فنية من مهام ومسؤوليات دو سابر المطالب بمزيد حسن استغلال ما هو متوفر لديه من إمكانيات بشرية واختيار الطرق المثلى التي تتماشى ومؤهلاتهم وفي هذا الصدد ستكون مقابلات الكأس فرصة لتجربة بعض الإختيارات والقيام بالتعديلات اللازمة التي ترتقي بالمردود إلى مستوى عال وخاصة تعطي التوازن المطلوب للفريق من خلال انتشار أفضل على الميدان بوصفه العنصر الذي لاح كأكبر نقطة ضعف في اللقاء الأخير ، أما الناحية الثانية التي يجب العمل عليها لإعداد الفريق العتيد القادر على بلوغ الهدف الأساسي في المغامرة الإفريقية فتكمن في حسن استغلال القائمة التكميلية وإضافة خمسة لاعبين جدد يقدرون على تغيير عدة أشياء في المجموعة وبالتحديد على مستوى وآداء الفريق. الميركاتو الصيفي المقبل الذي يفتتح أبوابه في بداية الشهر القادم سيكون هاما بل حاسما للترجي الرياضي على مستوى مشواره المتبقي في رابطة الأبطال لأن الإقتناع راسخ لدى الجميع أن المجموعة الحالية لا تلبي الطموحات والإنتظارات ولن تذهب بعيدا في المسابقة القارية وهذا ما يجب ان يعلمه ويدركه كل الترجيين وفي مقدمتهم المسؤولون والإطار الفني. إصابة «بوبا» خفيفة من حسن حظ المدافع المحوري الكاميروني أمينو بوبا أن الإصابة التي تعرض لها خلال الشوط الثاني من المباراة الأخيرة ضد النادي الصفاقسي وأجبرته على مغادرة الميدان وترك مكانه لزميله العربي جابر لم تكن حادة حيث أثبتت الفحوصات الطبية التي خضع لها أنها خفيفة هو ما أكده لنا طبيب الفريق ياسين بن احمد، وعلى هذا الأساس بإمكان بوبا المشاركة في لقاء الكأس ضد النادي الرياضي لحمام الأنف إذا رأى المدرب دو سابر طبعا حاجة لخدماته.