محمد بوغلاب تشارك تونس في الدورة السابعة عشرة لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة من 14 إلى 21جوان 2014 بفيلم "نسمة" لحميدة الباهي ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان التي تضم اربعة عشر فيلما من المغرب والكونغو وروندا والتشاد وغينيا بيساو وإفريقيا الجنوبية وزمبابوي ومالي واثيوبيا ومصر والسينغال والكامرون تتنافس على الجائزة الكبرى للمهرجان التي تحمل إسم احد اباء السينما الإفريقية عصمان صامبان صديق الطاهر شريعة مؤسس ايام قرطاج السينمائية ، ويكرم المهرجان في دورته السابعة عشرة المخرج المغربي محمد عبد الرحمان تازي
وتستضيف الدورة، السينما الإيفوارية التي ساهمت في بناء السينما الإفريقية، من خلال مخرجين كبار، من أبرزهم المخرج تميتي باسوري، الذي يرأس لجنة تحكيم الدورة السابعة عشرة لمهرجان خريبكة للسينما الإفريقية ، وأعلن المنظمون أنهم اختاروا الكوت ديفوار ضيف الدورة للعديد من الاعتبارات، منها الاحتفال بمرور نصف قرن على إنتاج أول فيلم إيفواري، وهو "على تل رمال العزلة" من إخراج تميتي باسوري، والمشاركة المكثفة للسينمائيين الإيفواريين منذ الدورة الأولى لمهرجان خريبكة (1977) ، ويهدف هذا التكريم، الذي يندرج في إطار "تفعيل الشراكة بين المغرب والكوت ديفوار في مجال السينما، إلى تبادل الخبرات السينمائية، ونشر الثقافة السينمائية في القارة السمراء". وتجمع المغرب بالكوت ديفوار علاقات متينة في كل المجالات٬ من بينها المجال السينمائي، الذي تعزز سنة 2011، من خلال اتفاقيات التعاون القائمة على مستوى إنتاج الأعمال السينمائية المشتركة. وتتشكل لجنة تحكيم المهرجان، بالإضافة إلى رئيسها تميتي باسوري، من المنتجة السينمائية كارولين لوكاردي من إيطاليا، والمخرج السينمائي باسيك باكوبيو من الكاميرون، والمنتجة السينمائية رشيدة السعدي، والإعلامي عمر سليم من المغرب، والممثلة السينمائية ساندرا ادجاهو من البنين، ودياز هوكيز، مدير المركز السينمائي بالسينغال. وتنظم في الدورة ندوة حول "الدولة والسينما في إفريقيا"، مع عرض 41 شريطا سينمائيا على الشاشات السبع الموزعة على مختلف فضاءات فعاليات المهرجان، من بينها سجن مدينة خريبكة مما يجعل من المهرجان حدثا"جماهيريا" بالفعل لا بالقول ، ويعد تنظيم مهرجان سينمائي في مدينة منجمية داخلية بعيدة عن الساحل مثل خريبكة "معجزة" حقيقية ، وحتى تكون الصورة قريبة من القارئ التونسي علينا أن نتخيل مهرجانا سينمائيا في قفصة وهي مدينة تشبه كثيرا خريبكة التي تعد عاصمة الفوسفاط في المملكة المغربية، فشركة فسفاط قفصة فعلت الكثير طيلة عقود كأن تسند جرايات شهرية لأناس لا ينتمون إليها أصلا ولا يعرفون من قفصة سوى ملعب كرة القدم ، والشركة منحت الكثير من الأموال لقوافل قفصة ولمهرجان قفصة الصيفي ومنحت ايضا الكثير لتلك التظاهرة اللقيطة"ماي الفنون" التي نظمت على عجل لإمتصاص غضب القفاصة بعد أحداث الحوض المنجمي سنة 2008 وأشرف عليها آنذاك رجاء فرحات الذي جلب مارسيل خليفة بإعتباره" أيقونة" الغناء الملتزم في تلك السنوات العجاف، ولكن أن تفكر شركة فسفاط قفصة مثلا في بعث قاعة سينما يرتادها شباب قفصة وشاباتها فخطيئة لا تغتفر ولذلك تغيب السينما عن قفصة وعن الرديف والمتلوي والسند والمظيلة ، وحين تغيب الصورة السينمائية تسود القتامة ويحضر الفكر المنغلق المتطرف ونزعات العروشية والجهوية والأطروحات الدينية الرجعية ... والطريف هنا في خريبكة أن منظم المهرجان الرئيسي هو المكتب الشريف للفوسفاط أي ما يعادل شركة فسفاط قفصة عندنا ولكن الرؤى تختلف بيننا وبين المغاربة ، هم يعملون ويبنون ويؤسسون ونحن نتغنى ب"ما أحلى القعدة على المية وما أحلى الربيع وما أحلى الثورة التونسية تضم الجميع" ولم ينتبه الثوار إلى أن آخرين هم من قعدوا على كراسي الحكم وبأن الربيع ولى وإنتهى ... وتبلغ القيمة المالية لجوائز المهرجان السبعة 400 ألف درهما يمنحها بالكامل المكتب الشريف للفوسفاط أي ما يعادل الأربعين ألف أورو ، وفضلا عن الجائزة الكبرى(فاز بها العام الماضي شوقي الماجري عن فيلم مملكة النمل إنتاج نجيب عياد) يمنح المهرجان جائزة "دونكيشوط-سينيفليا"، التي تقدمها الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب وقد نجح مهرجان خريبكة في أن يكون منصة لإطلاق المبادرات السينمائية الإفريقية إذ أعلن في دورته الأخيرة عن ميلاد "التجمع السينمائي الإفريقي"، من أجل التشاور وتطوير الفن السابع في القارة الإفريقية، وتعزيز التعاون في هذا المجال وهو تجمع غابت عنه تونس التي راهنت على صندوق السينما الإفريقية الذي يخشى ان يكون ولد ميتا ، أكثر من ذلك يتواتر حديث عن إمكانية نقل مقره إلى خارج تونس بعد أن أوكلت رئاسته لفريد بوغدير المنشغل هذه الأيام بتصوير فيلمه الطويل، ونأمل أن تنتبه المديرة العائدة إلى أيام قرطاج السينمائية لإصلاح ما أفسده سلفها محمد المديوني إلى أهمية إعادة الود بين "الأفارقة" ومهرجانهم السينمائي الأول الذي بعث للوجود بإعتباره مهرجان السينما العربية والإفريقية
و يتضمن مهرجان خريبكة هذا العام عرض أربعة أشرطة سينمائية للدولة الضيف "الكوت ديفوار" وتنظيم ندوة حول "الدولة والسينما في إفريقيا" يشارك فيها العديد من صناع السينما بإفريقيا