ما هو مطلوب من الترجي الرياضي هذه الأيام واضح وبسيط ومعروف ويتمثل في تدعيم المجموعة بلاعبين ممتازين قادرين على تقديم الإضافة التي تحدث نقلة نوعية على الآداء الجماعي وتساهم في تحسين النتائج ويملكون فعلا المستوى الذي يليق بفريق كبير والذي يؤهلهم إلى إفادته ، وحين نتحدث هنا عن النتائج نقصد بطبيعة الحال النتائج على الصعيد القاري التي لم تكن خلال المرحلة الأولى من دور المجموعات في المستوى المطلوب والمأمول بما أن الهدف الأول والأساسي لجميع أطراف النادي يكمن في التتويج برابطة الأبطال الإفريقية بوصفها التظاهرة التي يتوقف عليه نجاح الفريق من عدمه. إذن ونظرا للنقائص التي أظهرتها المجموعة في كل المقابلات الإفريقية الفارطة في هذا العام والتي تسببت في هزيمتين متتاليتين في افتتاح دور المجموعات قد تكلفان الترجي الرياضي باهظا فإن التعزيزات القيّمة لتدعيم بعض المراكز التي تمثل خللا هي السبيل الوحيد لتلبية الطموحات في ما تبقى من مشوار في الدور ربع النهائي. التجديد ... والتحديد أولى عمليات الإرتقاء بمستوى ونتائج الفريق إلى الدرجة التي تسمح له بلعب الأدوار الأولى كالعادة على الصعيد القاري تكمن في تجديد عقود اللاعبين المرسمين ضمن القائمة الإفريقية أولا وتحديد المراكز التي تفرض تدعيما ثانيا وهذا ما شرع دو سابر في القيام به منذ فترة حيث اتصل باللاعبين الذين تنتهي التزاماتهم مع الفريق في نهاية هذا الشهر واتفق مع البعض منهم مثل الراقد وبن منصور والدربالي ولم يتفق مع البعض الآخر لأسباب مختلفة ولو أن المحافظة على كل العناصر المؤهلة قاريا واجب حتى لا يدخل الفريق إياب دور المجموعات بمجموعة منقوصة وزاد بشري لا يوفر الحلول للإطار الفني، طبعا مازال الوقت يسمح بتدارك ما حصل والإبقاء على كل اللاعبين على الأقل إلى غاية شهر ديسمبر مثلما جرت العادة ... بالنسبة للنصف الثاني من العملية فقد حدد دو سابر المراكز التي تستوجب تعزيزات وهي في الحقيقة تهم الخطوط الثلاثة بما أن المشكل لا يتعلق بالدفاع أو الهجوم وإنما بالإثنين معا وهذا ما تم التفطن إليه لكن – وهذا هو السؤال الأهم – هل يتم النجاح في القيام به وبالتالي القضاء على كل النقائص التي يمكن أن تعرقل مسيرة الفريق القارية مستقبلا؟ هذا ما يهم الأنصار ... وهذا هو الملف الذي ينتظر الأحباء سماع أخبار جديدة عنه ومشاهدة لاعبين جدد في المستوى ضمن المجموعة في الأيام القادمة خصوصا أن شهرا واحدا يفصل أبناء باب سويقة على أول موعد قاري وهو كلاسيكو صفاقس في نهاية جويلية. تعزيز الهجوم بموسى ... والوسط بحمزة كل الخطوط تستحق الدعم حسب المسؤول الفني الأول سيباستيان دو سابر وكانت بداية الإنتدابات هجومية بالتعاقد مع الفرنسي المالي موسى ماريغا لمدة ثلاث سنوات وهو مهاجم ينتمي إلى فريق « آميان» من الدرجة الثالثة الفرنسية ... أما بالنسبة لخط الوسط فقد استقدم الترجي الرياضي لاعبا غامبيا يدعى حمزة باري ويبلغ من العمر 20 سنة وينتمي إلى فريق «لا فالات» المالطي وشارك في سبع مناسبات مع المنتخب الغامبي، هذا اللاعب حل بتونس وسيتدرب مع المجموعة انطلاقا من بعد غد حتى يتم اختباره والوقوف على حقيقة إمكانياته واتخاذ قرار انتدابه أو الإستغناء عليه... إذن الحصيلة إلى حد اليوم تتمثل في مهاجم من الدرجة الثالثة المالية ومتوسط ميدان من البطولة المالطية في انتظار ما ستأتي به قادم الأيام وبقية التعزيزات التي ينوي دو سابر تدعيم مجموعته بها، فهل أن هذه الصفقات ستفيد الترجي الرياضي فعلا وستضيف له ما نقصه في المقابلات الفارطة؟ المراد فريق أفضل من الذهاب ... للتدارك والتألق في الإياب ... الهدف الأول من الصفقات التي سيقوم بها فريق باب سويقة في الميركاتو الحالي هو تدارك ما فات على مستوى الآداء وكذلك النتائج وإعداد فريق عتيد لمرحلة إياب دور المجموعات يكون أفضل من فريق الذهاب الذي تكبد هزيمتين وحقق انتصارا غير مقنع بالمرة ولا يبشر بالخير عدا العودة في سباق المنافسة إلى المربع الذهبي... المؤشرات الأولى للتعزيزات لقلب المعطيات لم تطمئن كل الترجيين وخاصة العارفين بقيمة اللاعبين المطلوبين الذين يمكن أن يفرضوا أنفسهم ضمن المجموعة ويفيدون الفريق والذين قد لا ينتمي إلى صنفهم المهاجم المالي ماريغا ولا كذلك متوسط الميدان الغامبي باري وهذا هو مصدر القلق اليوم في أوساط الأحباء ولو أن الأحكام المسبقة في خصوص الإنتدابات مرفوضة ولا بد من ترك الحكم للميدان الذي سيكون الفيصل وخاصة اللقاءات الثلاثة القادمة للأحمر والأصفر ضد النادي الصفاقسي في نهاية جويلية ثم ضد وفاق سطيف وأهلي بنغزي في أوت وهو الشهر الذي سيكون فيه « الحساب والعقاب» على الصفقات وكل الأمور الفنية والإختيارات ولذلك وجب الآن انتظار نتائج هذه المباريات التي ستحدد مصير الترجي الرياضي في مغامرته القارية سواء ببلوغ المربع الذهبي وبالبقاء في نفس مستوى الأعوام الفارطة أو بالخروج من هذه التظاهرة بصفة مبكرة لم يعهدها الفريق .
