يسدل اليوم الستار على منافسات الدور ثمن النهائي من مونديال البرازيل بمواجهتين تعدان بتشويق واثارة بالغتين حيث ستضع الاولى المنتخب السويسري وجها لوجه مع نظيره الارجنتيني في حوار تبدو نتيجته النهائية على الورق اقرب الى «راقصي التانغو» باعتبار التفاوت الكبير في الموازين بين المنتخبين من حيث جودة الرصيد البشري وخبرة المشاركات في نهائيات مسابقة ام الرياضات لتبقى العبرة بالخواتيم في حوار الاقدام مفتوحة على كل التطورات في مونديال «المفاجات» الذي عصف بامال الكبار ومثل فضاء فسيحا لصعود اسهم منتخبات كانت في الامس القريب تمني النفس بمجرد تسجيل الحضور حتى وان كان متواضعا في هكذا مناسبات في حين سيؤثث المنتخبان البلجيكي والامريكي اخر مباريات الدور ثمن النهائي بحظوظ متساوية واصرار كبير على قهر الصعاب وبلوغ اقصى الادوار ودخول التاريخ من اوسع الابواب. لإيقاف عقارب «الساعة» السويسرية سيفتح ملعب «ارينا دي ساوباولو» مدرجاته لقمة واعدة بالفرجة والمتعة الكروية ستجمع بين المنتخبين الارجنتيني والسويسري بنية فرض الذات ومواصلة مشوار المونديال بثبات وبلوغ ادواره المتقدمة على امل المراهنة على لقب النسخة 20 والعودة به الى الديار. منطق الحسابات والورق يعطي الافضلية لكتيبة «الالبيسيليستي» على حساب السويسريين فلا جدال في ان القيمة الفنية «السوبر» التي تزخر بها تركيبة «اليخاندرو سابيلا» بقيادة الهداف «ليو ميسي» او «البرغوث» كما يحلو لعشاقه مناداته ثاني افضل هدافي المونديال باربعة اهداف والخط الهجومي الناري المتشكل من «انخل دي ماريا» و»غونزالو هيغواين» و»ايزييكيل لافيزي» سيكون سلاحا فتاكا لربان السفينة الفنية لممثل امريكا الجنوبية لايقاف «الساعة» السويسرية عن العمل وزيارة مرماها في اكثر مناسبة رغم افتقاد جهود مهاجم مانشستر سيتي الانقليزي «كون اغويرو» بداعي الاصابة لمواصلة تسلق درجات الامتياز في المونديال والمضي قدما في سباق المنافسة على التاج العالمي. ارشيف المواجهات السابقة بين المنتخبين يصب لفائدة الارجنتين التي ظفرت بأربعة انتصارات على حساب سويسرا مقابل انتهاء مباراتين على التعادل في ست لقاءات بينهما سجل فيها هجوم «زعيم» كرة امريكا اللاتينية 14 هدفا فيما كان نصيب الخط الامامي السويسري 3 اهداف كما ان تاهل «راقصي التانغو» الى الدور ثمن النهائي للمونديال الحالي في صدارة المجموعة السادسة برصيد 9 نقاط جمعها من 3 انتصارات مستحقة كلها مؤشرات تضع رفاق نجم برشلونة الاسباني في طريق شبه مفتوحة للايقاع بممثل القارة العجوز في فخ الهزيمة والترشح الى الدور ربع النهائي. رغبة الارجنتينيين في طي صفحة مواجهة السويسريين «سلامات» والاقتراب اكثر فاكثر من نهائي المونديال الذي غابوا عنه لمدة 24 عاما (نهائي مونديال 1990 بايطاليا ) قد تجد مقاومة شديدة من المنتخب السويسري الذي اقتلع بطاقة تاهله الى هذا الدور في وصافة المجموعة الخامسة بمجموع 6 نقاط وراء «الديك» الفرنسي و يأمل في تحدي ضراوة هجوم الارجنتين بتكتيك دفاعي حذر سيعتمده المدرب الداهية «اوتمار هيتزفيلد» والمناورة بسرعة مرتدات جناح بايرن مونيخ الالماني «شيردان شاكيري» او «ميسي سويسرا» كما يلقب لدى عشاقه والذي كان له الفضل الكبير في تاهل بلده الى هذا الدور بعد ثلاثيته الرائعة في شباك الهندوراس وسيكون اليوم الضامن الاول لمواصلة دوران عقارب «الساعة» السويسرية في الاتجاه الصحيح. تطلعات مماثلة وهدف واحد مسك ختام مباريات الدور ثمن النهائي للمونديال سيبصم عليها المنتخبان البلجيكي ونظيره الامريكي في حوار يرفض التكهنات المسبقة وتبقى نتيجته النهائية مفتوحة على الاحتمالات والتطورات. على ارض «ارينا فونتي نوفا» سيتسلح المنتخبان بروح المجموعة والاصرار على مواصلة مغامرة الامتياز وبلوغ اقصى الادوار املا في تدوين مشاركة تاريخية ستكون افضل ذكرى للاجيال القادمة تحفظها عن ظهر قلب وتكون لهم مقياسا نموذجيا يقتدى به. صراع «الشياطين الحمر» و»العم سام» يبدو متوازنا الى ابعد الحدود فالمنتخبان تجمعهما تطلعات مماثلة وهدف واحد يتمثل في ترك افضل الانطباعات في المونديال الحالي الذي كانت بدايته لممثل القارة الاوروبية نموذجية بتصدره للمجموعة الثامنة بمجموع 9 نقاط فيما تاهل ممثل امريكا الشمالية الى هذا الدور وصيفا ل«الماكينات» الالمانية ضمن المجموعة السابعة. ولئن اعتبر بعض الملاحظين ان البلجيكيين ينطلقون بحظوظ وافرة للفوز على الامريكيين قياسا إلى المهارات الفردية الرفيعة التي تعج بها تشكيلة «مارك فيلموتس» بقيادة «ادين هازارد» و«كيفن دي بروين» و«دريس مارتينس» وسرعة المهاجمين «روميلو لوكاكو» و»ديفوك اوريجي» فان الغيابات الكبيرة التي قد يشهدها دفاع المنتخب البلجيكي ومحور ارتكازه المتمثل في «مروان فيلايني» و»انطوني فاندن بور» الذي سيتخلف عمّا تبقى من مباريات المونديال بداعي الاصابة قد ترجح كفة ابناء «يورغن كلينسمان» الذي يسعى لنحت مسيرة متميزة في النسخة الحالية لكاس العالم كمدرب بعد ان صنع مجد «الناسيونال مانشافت» سابقا وقاده كلاعب للتربع على عرش العالمية في نسخة 1990 على الاراضي الايطالية.