شيعت ظهر امس منطقة العزيب من معتمدية منزل جميل وكل ولاية بنزرت الشهيد البطل غازي الدريهمي الرقيب اول في جيشنا الوطني الباسل الذي دفع حياته أول أمس في جبل ورغة من ولاية الكاف دفاعا عن عزة البلاد وحماية لها من الارهاب الاسود، الى مثواه الاخير في مقبرة عين بوراس من منطقة العزيب وسط حشود غفيرة من اهله واقاربه وكل ابناء الجهة الذين توافدوا فرادى وجماعات من اجل مواراة جسد الشهيد الكريم غازي التراب وتاكيد انه ابدا باق في القلوب والوجدان ولن تمحى ذكراه... موكب حضرته تشكيلات محترمة من الجيش الوطني ومختلف اسلاك الامن بالجهة وكذلك والي بنزرت رضا الاحول وعدد من ممثلي اسرة الاعلام ، بينما غاب عنه اعضاء «التاسيسي» جميعا من ممثلي « الدار» والنسيج الحزبي ولا سيما من « كبار» الساسة ، حيث تم الترحم على روح الشهيد وكل شهداء البلاد وتقديم التعازي للوالد عم يوسف والاخوة عصام وماهر ونزار والام الثكلى « خالتي الهذبة» ، وجميعهم وجدوا في كل من واساهم في مصابهم الجلل من الحضور خير دافع لهم وخير معين على تحمل فراق عزيزهم غازي الشهيد البطل. و كانت كل الاسرة والتي تجمع حولها الاهل والاقارب والحضور لتقديم واجب العزاء تشعر بالفخر والاعتزاز والنخوة والكبر والدموع على الخد لانها قدمت ابنها شهيدا من العزيب... من بنزرت التي جبلت على التضحية بكل غال ونفيس حتى وان كانوا ابناءها وفلذات اكبادها من اجل ان تبقى بلادنا ابدا حرة منيعة وعصية على كل ألوان الاستعمار أو الارهاب . والده عم يوسف قال « حسبنا الله ونعم الكيل في من ادخل الارهاب لبلادنا... يجب عدم التهاون مع هؤلاء...بلدنا امانة في اعماقنا... لقد قدمت ابني شهيدا لتونس... شهيد بطل مات يدافع عن تراب تونس...والحمد لله انه مات شهيدا... من اجل تراب بلاده... لم يمت مجرما او قاطع طريق... بل كان بطلا في حياته وسيظل كذلك حتى بعد استشهاده... وانا فخور به ما حييت... لكني اريد إعلام كل التونسيين ان طريق مقاومة الارهاب طويلة... وعسيرة...ولكن النصر لنا نحن ابناء تونس السلام ... » اما الوالدة الحبيبة « خالتي الهذبة» ولئن كانت تحس بالاسى واللوعة على فقدان جزء غال وعزيز من جسدها...من روحها...من وجدانها... فإنها كانت تفاخر باستشهاد غازي الذي لم تره منذ 3 اشهر بالتمام والكمال... نعم الشهيد لم يزر اسرته منذ ذلك التاريخ ومعه بالتاكيد الآلاف من اسود البلاد... من جيشنا الوطني... مضحين بكل شيء من اجل ان يظل تراب تونس كريما ونظيفا من كل نجسة مادية وفكرية... من كل ارهاب... من كل ظلامية... نزار الشقيق الاصغر للشهيد حرص على ابلاغنا ان غازي كان حريصا على تشجيع منتخب الخضر في كاس العالم معتبر الامر من الوطنية ايضا و أنه كان سعيدا بانتصارات الخضر مثلما كان سعيدا بانتصارات جيشنا الوطني في مقاومة الارهاب... نزار ورغم صغر سنه عانقني جيدا وضمني كانني واحد من افراد اسرته لانه « استاحش خوه غازي وكان يمني النفس بضمه وعناقه قبل ان يرحل شهيدا عزيزا عن اسرته كل العزيب... كل بنزرت...كل تونس..التي ابدا ستظل بمثله « ولادة الرجال» الاشداء والمناضلين من اجل... الوطن... رحم الله كل شهدائنا الابرار .