خيم أمس هدوء حذر على بلدة عرسال على الحدود مع سوريا ومحيطها بعد توقف القتال بين الجيش اللبناني ومسلحين من «جبهة النصرة» المتشدّدة, وذلك بعد مقتل جنديين لبنانيين في معارك مع «النصرة»، بينما قُتلت طفلة في الثامنة من عمرها باشتباكات في مدينة طرابلس شمالي لبنان. و تعتبر المعارك الدائرة في عرسال بشمال وادي البقاع أقوى المؤشرات على اتساع رقعة الحرب الأهلية السورية وتمددها إلى داخل لبنان.وقد بدأت هذه الاشتباكات السبت الماضي بعدما اعتقلت قوات الأمن قياديا إسلاميا يتمتع بشعبية وسط جماعات مسلحة محلية تتسلل عبر الحدود اللبنانية السورية من حين لآخر. وقتل في المعارك 16 جنديا لبنانيا والعشرات من مقاتلي «النصرة» – حسب تقارير متطابقة – بينما يواصل الجيش اللبناني تعقبه لعناصر الجماعة المتشدّدة. وكان وفد من هيئة العلماء المسلمين قد دخل عرسال ليلا بهدف التفاوض مع المسلحين لكنّ موكبه تعرض لإطلاق نار أسفر عن جرح خمسة من أعضائه أبرزهم الشيخ سالم الرافعي الذي ما زال مع رفاقه داخل البلدة , بينما ذكرت قناة «العربية» أن الجيش اللبناني عثر أول أمس على 50 جثة لمتشدّدين قتلوا خلال الاشتباكات الأخيرة. وفي تطور آخر قال مصدر أمني إن طفلة تبلغ من العمر ثمانية أعوام قُتلت وأُصيب شخصان في منطقة باب التبانة (ذات الأغلبية السنّية المتعاطفة مع المعارضة السورية) بمدينة طرابلساللبنانية في تبادل لإطلاق النار بين الجيش ومسلحين من المنطقة. وحسب المصدر فإن تبادل إطلاق النار حدث بعد أن فتح مجهولون نيران أسلحتهم على حافلة كانت تقل عسكريين أثناء مرورها على الطريق الدولية من جهة التبانة، مما أدى الى إصابة ستة منهم. وتجمع نحو 150 شخصا مساء أول أمس في باب التبانة قرب مركز للجيش احتجاجا على معارك عرسال، مما دفع عناصره إلى إطلاق القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم. وفي وقت لاحق، ألقى مجهولون أربع قنابل يدوية قرب المركز، ورد عناصر الجيش بإطلاق النار، مما أدى إلى إصابة شخصين بجروح,فيما حاول محتجون قطع الطريق الدولية من طرابلس إلى الحدود السورية، ورموا حجارة على حافلة تنقل جنودا، مما دفع الجيش لإطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، دون وقوع إصابات.