غادر الترجي الرياضي الخميس تونس في اتجاه الجزائر على متن طائرة خاصة في رحلة مباشرة بين مطاري تونسقرطاج ومدينة سطيف ضمن وفد مصغّر متكوّن فقط من اللاعبين وعددهم 22 مثلما أكدناه في عدد الخميس والإطار الفني والطاقم الطبي وبعض المسؤولين وفي مقدمتهم رئيس فرع كرة القدم رياض بالنور ... وقد استغرقت الرحلة أقل من ساعة التحق الترجيون في أعقابها بمقر إقامتهم في سطيف قبل إجراء أول حصة تدريبية لهم على عين المكان خصصت للجانبين البدني والتكتيكي لإنهاء البرنامج التحضيري الخاص بالمباراة مساء الجمعة بمصافحة أخيرة بملعب اللقاء سيضع خلالها الإطار الفني آخر اللمسات الإعدادية المتعلقة بالتشكيلة وطريقة اللعب. مباراة فاصلة يوم واحد يفصل فريق باب سويقة عن مباراة الحقيقة وحسم المصير في كأس رابطة الأبطال الإفريقية فنتيجة موقعة مساء الغد في سطيف ضد الوفاق لن تحدد فقط مسيرة الأحمر والأصفر في هذه المسابقة وذلك إما بالبقاء في سباق المنافسة على ورقتي التأهل إلى المربع الذهبي في حالة الإنتصار أو توديع هذه التظاهرة مبكرا في حالة الإنهزام أو حتى التعادل بل إنها ستنعكس مباشرة على مآل العديد من الأطراف في النادي من فنيين وعلى رأسهم الفرنسي دو سابر وإداريين ممن ساهموا في الفشل وجر الفريق إلى الوضعية السيئة التي وصلها بسبب اختياراتهم وقراراتهم وتدخلهم في ما لا يعنيهم وتجاوزهم لحدود مهامهم وهو الأمر الذي أغضب رئيس النادي حمدي المدب وأجبره على اتخاذ قرارات مصيرية سينفذها بعد لقاء سطيف في محاولة لإعادة البناء والقضاء على كل من ساهم في تردي وضعية الترجي الرياضي إلى هذه الدرجة الخطيرة التي يمكن أن تعصف بكل المكاسب. مهمّة صعبة ولكنها ممكنة الإنتصار إذن هو الخيار الوحيد للأحمر والأصفر في موقعة الغد وهي دون أدنى شك مهمة صعبة أمام صاحب طليعة المجموعة والفريق الوحيد الذي لم يتذوق طعم الهزيمة في دور المجموعات والذي سيسعى إلى استغلال عاملي الميدان والجمهور لحسم ورقة العبور إلى الدور نصف النهائي، غير أن المنافس لا يشكل لوحده مصدر صعوبة مهمة أبناء باب سويقة في هذه المواجهة بل إن المشاكل المختلفة التي يتخبط فيها شيخ الأندية التونسية من أجواء متوترة وفشل فني ذريع تعد العائق الأبرز الذي يحول وتحقيق الهدف من هذا التحوّل إلى سطيف فالترجيون متخوفون أولا وقبل أي شيء آخر من فريقهم الذي لم يظهر خلال المقابلات الأخيرة ودية كانت أو رسمية بوجه مطمئن يبعث على التفاؤل والتطلع إلى هزم الوفاق فوق أرضه وأمام أنصاره... كل هذه الظروف والمعطيات تجعل المهمة في سطيف صعبة جدا وهذا ما لا يشك فيه أحد لكن ما يجب التأكيد عليه مقابل كل هذا هو أن هذه المهمة ليست مستحيلة بل هي ممكنة ومنتظرة بنسبة كبيرة لعدة أسباب واعتبارات أهمها تعوّد الترجيين على التألق وتحقيق النتيجة المرجوة في ملعب سطيف بالذات الذي لم يسبق للأحمر والأصفر أن تكبد فيه نتيجة سلبية وهو إنجاز يمكن أن يتواصل غدا خصوصا أن المنافس ورغم تصدره طليعة الترتيب ونجاحه في تفادي الهزيمة إلى حد الآن في دور المجموعات لم يتمكن في اللقاءين اللذين أجراهما على أرضه في هذا الدور من كسب النقاط الثلاث مكتفيا بالتعادل أمام كل من النادي الصفاقسي وأهلي بنغازي وهو ما يجعل كل الإحتمالات واردة ومفتوحة بل إن مفتاح نجاح الترجي الرياضي في موقعة الغد يكمن أساسا في ما سيقدمه أبناء سيباستيان دو سابر من مردود من جهة وكذلك في الإختيارات التي سيقررها هذا الأخير على مستوى التشكيلة الأساسية وطريقة اللعب من جهة أخرى. عزيمة كبيرة على التحدي صحيح أن ما قدمه الترجي الرياضي من مستوى في لقاءاته الأخيرة لا يعد مؤشرا إيجابيا قبل مقابلة الحسم غدا وصحيح أيضا أن ركائز الفريق لم يستعيدوا مؤهلاتهم الحقيقية التي تسمح لهم بصنع الفارق في مباراة مصيرية لكن الثابت والأكيد كذلك أن الإستفاقة ممكنة وواردة بشكل كبير في لقاء الفرصة الأخيرة خصوصا في ظل ما لاحظناه من عزم على التحدي والتدارك من جانب اللاعبين الذين يحملون آمال الأحباء ويشكلون مفتاح النجاح بقطع النظر عن قرارات واختيارات الإطار الفني ، فأسماء مثل بن شريفية والذوادي واليعقوبي وآفول والدراجي والعكايشي قادرة حين تستعيد كل إمكانياتها على تغيير وجه الفريق 180 درجة وتقديم مستوى يؤهل إلى اجتياز عقبة الوفاق في ملعب النار بسلام... هي إذن مباراة اللاعبين قبل أي طرف آخر وقبل أي اختيار من الفرنسي سواء على مستوى التشكيلة أو طريقة اللعب وهذا ما يدركه هؤلاء جيّدا ويترجمه إصرارهم الكبير على كسب ثلاث نقاط ثمينة من شأنها أن تغيّر وضعية الفريق في المجموعة رأسا على عقب. تحويرات وتعديلات إلى جانب إصرار اللاعبين على التألق والظهور بوجه مخالف للمباريات الفارطة فإن الإطار الفني سيقدم على تحويرات في التشكيلة الأساسية وتعديلات في طريقة اللعب من شأنها أن تقضي على الهفوات والنقائص والسلبيات ، فالخط الخلفي سيشهد تغييرين في مركزي الظهيرين حسب المقابلة الودية الأخيرة وكذلك الحصص التدريبية حيث استغنى المدرب سيباستيان دو سابر عن كل من سامح الدربالي ومحمد بن منصور مقابل منح الفرصة لمحمد أمين النفزي وإيهاب المباركي هذا فضلا على إمكانية التعويل على علي العابدي بعد إضافته إلى القائمة الإفريقية... الخط الأمامي سيشهد هو الآخر تحويرات جذرية بالدخول المتأكد لأحمد العكايشي من البداية على عكس كلاسيكو صفاقس وإمكانية منح الفرصة لهيثم الجويني كرأس حربة مكان يانيك نجانغ وهو ما سيعطي نفسا جديدا للهجوم وخاصة العمق الذي افتقده في موقعة الطيب المهيري... هذه التعديلات إضافة إلى رغبة اللاعبين على التدارك كلها معطيات تؤشر إلى تطور أكيد في مستوى آداء الترجيين غدا وبالتالي قدرتهم على تحقيق الهدف الذي تحوّلوا من أجله إلى سطيف وهذا ما نتمناه طبعا للممثل الثاني لكرتنا في رابطة الأبطال الإفريقية حتى يكون العبور إلى المربع الذهبي تونسيا مائة بالمائة بما يزيد في حظوظ عودة هذا اللقب الغالي إلى بلادنا.