هم «رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا»، رجال قادوا اروع الملاحم فوق الارض وتحتها،فاجؤوا فأبدعوا وأوجعوا الكيان الصهيوني في عملية عسكرية اختاروا لها من الاسماء عملية «العصف المأكول»..رجال اشداء رحماء بين بعضهم منحوا الساسة فرصة مفاوضة العدو الصهيوني بيد عليا من حديد..انهم رجال المقاومة في «كتائب الشهيد عز الدين القسام» الجناح العسكري لحركة حماس والذين كشفوا النقاب عن جانب من انفاقهم وقناصتهم ومنصات صواريخهم من خلال ريبورتاج حصري لقناة «الجزيرة» تنقل «التونسية» ما جاء فيه كلمة وصورة. يُظهر الفيديو في مستهله أحد قناصة «كتائب القسام» وقد افترش الارض على بعد مرمى حجر من برج مراقبة للجيش الاسرائيلي وبين الاحراش اختفى بشكل يصعب ان يكتشف، اصبعه على زناد بندقية «غول» وهي بندقية قنص من عيار 14.6 مليمتر ويصل مداها الى كيلومترين، ويزيد طولها عن المتر ونصف المتر وسميت ب«غول» تيمنا باسم القائد القسامي عدنان الغول، وهي من انتاج وصناعة افراد فرقة الهندسة العسكرية التابعة لكتائب القسام في غزة. وفي مكان آخر غير بعيد عن خط المواجهة مع العدو الاسرائيلي، انتصبت احدى وحدات الدروع، وحسب شهادة القسامي المرابط صحبة زميله في البرج الخاص بالمقاومة فان هذه الوحدة مخصصة لاصطياد الدبابات وآليات نقل الجند والمدرعات الاسرائيلية.وبالعودة الى البرج وتجهيزاته فان الصور التي بثت تكشف عن بناية صغيرة جدا حتى ان مساحتها لا تتجاوز المترين انتصب فيها قاذف مضاد للمدرعات مزوّد بقذيفة معدة للاطلاق حالما تطلّب الوضع ذلك، ويقول المشرف على هذه النقطة : «في هذه المنطقة الحدودية تمكنت وحدتي من تفجير واعطاب اكثر من دبابة للعدو الصهيوني والمكان والعدو يشهدان بذلك ...وبحكم طبيعة الظرف لم تصدر لنا تعليمات من القيادة باخلاء المكان..نحن على درجة عالية من الاستعداد والاستنفار..لن نغادر ساحة الوغى حتى يوافق العدو على شروط المقاومة صاغرا رغم انفه ان شاء الله..» ومن كوة صغيرة ينفذ رجال القسام الى مكان ضيق تحت الارض منه تنطلق صواريخ المقاومة نحو اهدافها المحددة دون حياد عنها. المكان به راجمة الصواريخ تدفع فوق الارض اليا ترجم اهدافها وتعود لتختفي وكأنّ شيئا لم يكن. ويقول القسامي المكلف بهذه القاعدة: «الصور تدل على ان المقاومة مازالت بعافيتها وفي احسن حالتها بل وأفضل رغم بطش العدو الصهيوني..» ويضيف : «نحن نقول للعدو الغاشم لقد حققنا اهدافنا بعون الله ..وترون امكانياتنا وسترون في المستقبل القريب الكثير من المفاجآت ..» وعن عمليات الامداد قال القسامي المرابط: «الاخوة في خط الامداد يمدوننا بكل شيء ونحن صامدون في المعركة حتى تتحقق كل الشروط التي نصت عليها المقاومة..». في مكان اخر يتمركز المربض 121 هاون وهو عبارة عن فتحة في الارض تتسع بالكاد لثلاثة اشخاص وهو عدد المرابطين فيها منذ اندلاع الحرب على غزة اختصاصهم اطلاق قذائف الهاون على الحشودات العسكرية والاليات التي تمر بجانبهم وعلى مقربة منهم اضافة الى دك المستوطنات القريبة. وفي شهادته قال احد المقاومين : «نحن نرابط على بعد عشرات الامتار من الحشود العسكرية وقمنا بحمد الله بدك حصونهم وهنا نذكر بيوم الجمعة 28 جويلية الذي قصفنا فيه مستوطنة اشكول التي سقط فيها عشرات القتلى والجرحى كان يوم جمعة مشهود ومبارك للمقاومة واسود على اليهود ومواصلون الرباط حتى تحقيق الانتصار..» ومن ابرز النقاط التي صنعت الفارق في صمود المقاومة وتقدمها، الانفاق النوعية التي تمتدّ طولا وعرضا في قطاع غزة حتى وراء خطوط جيش الكيان الصهيوني وهو ما ابرزته عملية «الشجاعية». وحسب ما يظهره الفيديو فإن الانفاق تنقسم الى جزأين: انفاق ترابية واخرى تم تدعيمها بالاسمنت المسلح وربما لمهندسها غاية أو تفسير حربي أو جيولوجي. على كل حال فان الصور اظهرت اريحية المرور ونقل العتاد والعدة عبر هذه الانفاق بلا مصاعب في التنقل او التنفس فالمقاوم يمكن ان يحمل القذائف والاسلحة وهو منتصب القامة دون ان يحبو على قدميه ..ورغم بطش آلة الحرب الصهيونية التي عجزت قواتها وآلياتها عن التقدم ولجأت الى القصف عبر الطيران الحربي او المدفعية الثقيلة لهدم وتعطيل الانفاق فإن كتائب الشهيد عز الدين القسام تؤكد على ان الانفاق مازالت فعالة وأنه يمكنها القيام بعمليات نوعية من خلالها