قال أمس لسعد لشعل وزير الفلاحة في مؤتمر صحفي عقد لتقييم نصف مرحلي للحرائق بالغابات، إنّ عدد الحرائق بلغ هذه الصائفة إلى غاية شهر أوت 146 حريقا على مساحة تقدّر ب1709 هكتارات، أمّا الحرائق الإستثنائية فقد تمثلت في 3 حرائق بولاية الكاف على مساحة تقدّر ب1964 هكتارا، وذلك مقارنة ب178 حريقا على مساحة 3916 هكتارا في سنة 2013 . وأشار الوزير إلى أن قطاع الغابات الذي يمثل ثلث مساحة تونس يحظى بأهمية كبيرة في بلادنا، مشيرا إلى أن مداخيله تقدّر بحوالي 250 مليون دينار سنويا. من جهته، لاحظ يوسف سعيداني مدير عام إدارة الغابات ان الحرائق شهدت نسقا تصاعديا خلال الثلاث سنوات الاخيرة حيث تضاعفت 3 مرات مقارنة بالمعدل السنوي العادي مؤكدا أن 60 ٪ من الحرائق المسجلة بقيت مجهولة السبب و3٪ أسبابها إجرامية ومفتعلة على غرار حريق سجنان ببنزرت الذي عاود الاشتعال بشكل يومي في نفس التوقيت (قبيل الافطار) طيلة عشرة ايام مشيرا الى أن الإدارة العامة للغابات سجلت خلال فترة عيد الفطر، اندلاع حوالي 30 حريقا منها 6 حرائق يوم العيد. وأضاف سعيداني ان الجيش الوطني تدخل أكثر من مرة لإطفاء حرائق بولايات الكاف ونابل وبن عروس واريانة والقصرين وبنزرت مشيرا الى تكاثر الحرائق المتاخمة لتونس الكبرى مثل مناطق النحلي وبوقرنين والزواوين وقمرت وجبل عمار وخنقة الحجاج. والى أن الحرائق شملت جميع مناطق الشمال الغربي والشمال والشمال الشرقي وبعض غابات الوسط. وكشف سعيداني ان تونس سجلت بعد الثورة ارتفاعا ملحوظا في عدد الحرائق، ملاحظا أنه سُجّل العام الماضي حوالي 300 حريق تسببت في إتلاف 4200 هكتار في حين كان معدل الحرائق خلال العشرية الماضية في حدود 150 حريقا بينما تراوحت مساحة الأراضي والغابات المتضررة بين 1300 و2400 هكتار مقرا بأن حوالي 5000 عائلة تعيش من بيع منتوج الزقوقو والبندق. وقال سعيداني ان القيمة الاقتصادية للغابات تقدر ب 237 مليون دينار و0.3 الى 0.4٪ من الناتج المحلي الاجمالي وان القطاع الغابي والرعوي يوفر خدمات اجتماعية متعددة لقرابة مليون ساكن تونسي أي أن ما يقارب 10٪ من سكان البلاد يعيشون ضمن الفضاء الغابي وجواره ويساهم بما يعادل 15 إلى 25٪ في تغطية الحاجات العلفية للماشية و14 ٪من حاجات الطاقة للبلاد. جيهان لغماري