لم يشعر جمهور النجم بالخجل من فريقه، مثلما شعر يوم السبت الماضي، أي بعد اللقاء ضد الأهلي في إطار الجولة الأخيرة من دور المجموعتين لكأس الكاف، ليلتها كانت الصدمة قد تجاوزت القدرة على التحمّل،وكان الشعور بالإحباط في حجم تلك المهزلة التي شهدها ملعب القاهرة والتي صاغ إخراجها اللاعبون الذين كانوا خارج الموضوع. عشية السبت الماضي حصل ما كان منتظرا وما كان يخشاه الجميع والمتمثل أساسا في تعثّر النجم وخروجه من السباق بتعادله السلبي على أرض الفراعنة. النجم نام يوم السبت على خيبة إضافية تجرّعتها جماهيره بمرارة لا توصف ليس لأن الفريق خرج من السباق بل لأن الجماهير المحبّة للنادي لم تنتظر ذلك المستوى الهزيل وتلك الروح الإنهزامية من بعض اللاعبين المتعالين على سمعة الفريق. البنزرتي يدفع فاتورة «دراغان» : فوزي البنزرتي لا يتحمل قطّ مسؤولية الإنسحاب المر، فالهزيمتان المتتاليتان ودراغان يقود السفينة كانتا كافيتين لخروج فريق الجوهرة من السباق، فكل الأطراف في النجم مسؤولة عن الهزيمة أو النكسة خاصة من كان وراء استقدام «دراغان» ويبقى الجمهور هو الذي يدفع الضريبة كما أن هنالك من اللاعبين من انتهت مدة صلوحيته ولم يعد بإمكانهم تقديم الإضافة المرجوّة ولا بدّ لهم من ترك المجال لغيرهم من الشبان وعموما ما دام فوزي البنزرتي يقود السفينة فبإمكان الفريق التدارك على الأقل في البطولة الوطنية وعليهم اقتلاع الإنتصار من النادي الإفريقي يوم الخميس المقبل حتى يكفّروا عن ذنوبهم ويتقدّموا بالفريق إلى الأمام. لا بدّ من الإتّعاظ من دروس الماضي الأنسحاب المرّ من كأس الكاف فتح مجددا ملفات قديمة في ثوب جديد... الانتدابات... الإختيارات الفنية وسياسة التسيير داخل الفريق... الخلافات والتكتلات التي أكدت كل المعطيات أنها «نيران صديقة» فالنجم الذي دخل منذ فترة في موجة عدم الاستقرار ولدت مشاكل عديدة كانت كافية لتعرية عديد النقائص والأمور. عودة البعثة عاد وفد النجم من القاهرة وقد شحذ فوزي البنزرتي همم اللاعبين قبل مغادرتهم النزل في اتجاه مطار القاهرة وأمرهم بنسيان الماضي الأليم والعودة إلى البطولة بقوة وكأن شيئا لم يحدث وهي صفة من صفات الفرق الكبرى التي لا تؤثر فيها العواصف العاتية والهزّات ورمي مشاكل كأس الكاف خلف ظهورهم على كل نتمنى أن يستفيق ليتوال من غفوته ويعود من جديد إلي سالف صولاته وجولاته التي تعوّدنا عليها ولكل جواد كبوة.