أعلن مؤخرا وزير الفلاحة محمد الأسعد الاشعل أن موسم الحصاد 2014/2013 كان ناجحا عموما بالنظر إلى النتائج المسجلة من حيث الكميات التي تم تجميعها وتأمينها في خزانات ديوان الحبوب ولدى المجمعين الخواص في فترة وجيزة اتسمت ببعض الخصوصيات التي لم تعهد في مواسم فارطة لعل أبرزها تزامن موسم الحصاد مع شهر رمضان من جهة ورغبة الفلاحين في الحصاد المبكر بحكم تخوّفهم من اندلاع الحرائق ونزول الأمطار التي قد تؤثر على جودة المحصول. وأشار الوزير إلى أن صابة الحبوب لهذا العام بلغت حدود 23.4 مليون قنطار مقابل حوالي 13 مليون قنطار الموسم الماضي وانه تم تجميع 10.9 مليون قنطار بارتفاع بنسبة 49 بالمائة مقارنة بالموسم الماضي حيث تم تجميع 7.2 مليون قنطار. ولعلّ السؤال الذي يطرح نفسه هو أين ذهب الفارق بين مجموع الصابة (23.4 مليون قنطار) والكميات التي تم تجميعها حوالي 11 مليون قنطار أي 12 مليون قنطار؟؟؟ بالتحري مليا في هذه المسألة من بعض المختصين والعارفين بالمجال اتضح أن العديد من الفلاحين يحتفظون بكميات من الصابة لديهم لاستهلاكهم الشخصي إلى جانب تخصيص كميات أخرى لاستعمالها كبذور للموسم الجديد فضلا عن ترك كميات أخرى جانبا وبيعها في الأسواق التقليدية. من جهة أخرى علمنا أن هناك مسلكا آخر يتمثل في تواجد مسالك موازية لبيع المحاصيل إلى بعض الدول المجاورة حيت يتراوح سعر القنطار بين 80 و100 دينار مقابل 65 دينارا للقنطار في تونس. وانتقد مصدر من المنظمة الفلاحية طريقة عمل وزارة الفلاحة في تقدير إنتاج الصابة التي اعتبرها غير علمية مشيرا الى أنه لطلية 30 سنة تحصل نفس إشكالية التباين بين الصابة والتجميع. وبيّن أن الفارق بين التجميع والصابة يرتفع إلى نسبة 50 بالمائة مشددا على تواجد أخطاء في تقديرات الإنتاج من طرف وزارة الفلاحة. ولاحظ مصدرنا ان صابة هذا العام بلغت 23 مليون قنطار وان التجميع كان في حدود 11 مليون قنطار وان الفارق هو 12 مليون قنطار يمكن توزيعه وفق تقديره كالآتي: مليونا قنطار في شكل بذور للفلاحين ومليونا قنطار شعير يتم استعماله كعلف للماشية واحتساب مليون قنطار من ضياع المحصول عند الحصاد (10 بالمائة) إلى جانب إمكانية احتساب مليون آخر يتم ترويجه في المسالك الموازية (التهريب) لتكون الحصيلة 17 مليون قنطار. وتساءل عن مصير ال 6 ملايين قنطار المتبقية من اجل بلوغ 23 مليون قنطار المعلن عنها. وشدد المتحدث على أن هناك سوء تقدير من الوزارة في احتساب المساحة أو المردودية أو حتى الاثنين. وألمح من جانب أخر إلى تواجد بعض الأفكار والمشاريع البحثية التي تشتغل عليها بعض الكفاءات التونسية من اجل وضع طرق علمية وموضوعية لتقدير الصابة. الكميات المحصودة وتوزعت الكميات المحصودة خلال موسم الحصاد حسب الأنواع كما يلي: القمح الصلب: 7.21 ملايين قنطار القمح اللين : 1.44 مليون قنطار الشعير : 2.21 مليون قنطار. التريتيكال : 15.26 ألف قنطار وقد ساهم المجمعون الخواص في تجميع حوالي ٪65 من الكميات الجملية بكميات ناهزت 7.01 ملايين قنطار مقابل 3.89 ملايين قنطار في نفس الفترة من موسم 2013/2012، في حين لم تبلغ مساهمة ديوان الحبوب في عملية التجميع سوى ٪1.2 والشركات التعاونية المركزية ٪30.2. وبلغ عدد مراكز التجميع التي اشتغلت خلال هذا الموسم 191 مركزا ل 16 مؤسسة تجميع، منها 11 مؤسسة خاصة. في المقابل فاقت المساحات المتلفة بسبب الحرائق الألف (1000) هك ويعتبر هذا الرقم قياسيا مقارنة بالمواسم الفارطة وتعود أهم أسباب اندلاع الحرائق إلى انبعاث شرارات من الآلات الحاصدة أو بسبب انفجار في المحرك. أما المساحات المتضررة بسبب نزول حجر البرد فقد فاقت 27 ألف هك وقدرت الخسائر بين 20 و٪100.