لا يختلف عاقلان في أنّ ياسين الشيخاوي قائد المنتخب التونسي لكرة القدم يعتبر من بين أفضل الاسماء التي انجبتها كرة القدم التونسية في السنوات الاخيرة والثناء الذي يلاحق خطوات اللاعب عبر مختلف الملاعب سواء في تونس أو في ملاعب القارة العجوز يكفي مؤونة التعليق غير انّ «شيخة» يصرّ في بعض الاحيان على الخروج عن النص بإتيان بعض السلوكات والممارسات التي لا تليق لا بسمعته ولا بشارة القيادة التي توشّح زنده... في مباراة أمس الاوّل احتج كابتن المنتخب على قرارات الحكم الغابوني اتوغو... احتجاجات تكرّرت على كامل ردهات المباراة وانتهت بالحصول على بطاقة صفراء ستحرم المايسترو من تسجيل الحضور في مباراة العودة هذا الاربعاء ضدّ نفس المنافس ونعني منتخب السينغال... قد يكون اندفاع الشيخاوي وحماسته المفرطة مبرّرا كافيا لتخميرة تبدو في جوهرها عفوية المراد منها محاولة التأُثير على صافرة الحكم لكن خبرة القائد في مثل هذه المواعيد تفترض الظهور بحكمة أكثر وبعقلانية أكبر خاصة وأنّ حكم موقعة داكار شكل استثناء جميلا ندر وأن شاهدناه في ملاعب افريقية أخرى بفضل صافرته الرصينة وحضوره البدني اللافت وقراراته الصائبة... نقول هذا الكلام لانّ ياسين الشيخاوي تعوّد في ظهوره الاخير بقميص المنتخب تكرار نفس السلوكات والدخول في نقاشات فارغة مع الحكام كلفته في كثير من الاحيان عقوبات مجانية تراوحت بين اللوم والانذار... ولا ندري حقيقة هل أنّ كابتن «آف سي زوريخ» ينسج على نفس المنوال في الملاعب السويسرية ام أنّه يتقيّد بنواميس الاحتراف ويرضخ لقانون اللعبة رغم أنّ البطاقة الحمراء التي نالها منذ ثلاثة أسابيع قد تؤكّد تفشّي العدوي ووصولها الى الحدود السويسرية... الكلام نفسه ينسحب على نجم المنتخب التونسي فخر الدين بن يوسف الذي بالغ في الاحتجاجات وانتقاد صفارة الحكم بموجب أو بدونه بما يؤكّد أنه يسير على نفس المنوال وهو ما تجلّى كثيرا في تصرفات اللاعب مع فريقه الام النادي الصفاقسي خاصة كلما كان فريقه متخلفا في النتيجة... صحيح أن «المتفرّج فارس» وأنّ حقيقة الميدان لها واقعها المغاير وموجاتها الايجابية والسلبية التي تضبط وتتحكّم في نبض اللاعب لكن في هكذا مستوى من المفروض أن يكون نجوم المنتخب على قدر من التعقّل والرصانة والانضباط حتى لا نخسر في كلّ مرة ورقة مهمة في مشوار التصفيات وحتى لا يكون المثال في كلّ مرّة سيّء المآل... مواطنينا بالخارج حسين الراقد وحسين ناطر والعائدين حديثا الى الدوري التونسي ضربا مثالا رائعا في التحكم في أعصابهما وفي قيادة المباراة الى برّ الامان رغم أنهما أكثر اندفاعا وارتكابا للأخطاء بحكم كثرة احتكاكهما بلاعبي الخصم لكن تجربتهما الحافلة في الملاعب الاوروبية كستهما صمّاما أمان جعلهما يجيدان تطويع الصافرة واستمالة الحكم والخصم على حدّ السواء... نقفل هذا القوس على أمل الاّ نعود له ثانية لانّ المجال لم يعد يسمح بالمجازفة مع احتدام السباق وعودة منتخب الفراعنة الى خطّ المواجهة...