صحيح أن غياب أسامة الدراجي لفترة طويلة نسبيا لا تقل عن ثلاثة أشهر سيؤثر بشكل كبير على الآداء الهجومي لفريق باب سويقة وصحيح أيضا أن الترجي الرياضي يحتاج في هذه الفترة الإنتقالية الصعبة إلى كل ركائزه ونقاط قوته حتى يرتقي إلى المستوى الذي يتماشى وطموحاته ويتدارك ما فاته من نقاط في بطولة الموسم الجاري لكن الثابت والأكيد كذلك بعض المؤشرات الإيجابية والمتمثلة أساسا في استعادة اللاعبين الأساسيين جانبا كبيرا من مؤهلاتهم المعهودة والتطوّر التدريجي في أداء العناصر الجديدة تفيد الصحوة المنتظرة التي سيشهدها الأحمر والأصفر في قادم المقابلات وعودته السريعة إلى الإنتصارات خصوصا وأن قيمة المجموعة وعلى الرغم من مختلف المآخذ تؤهل الفريق إلى التألق محليا وتحقيق التفوق المطلوب في بطولة يجمع كل الملاحظين على تواضع مستواها العام وهو ما يسهّل عملية التدارك التي يبحث عنها الترجيون والتي قد لا تسمح لهم حسابيا بالإلتحاق بصاحب الطليعة واجتيازه لكنها ستمكّنهم من تسلق سلم الترتيب وتحسين المركز الذي يحتلونه اليوم. استعادة «نجانغ» لفورمته عامل مؤثر جدا أسعد الهدف الذي سجله الكاميروني يانيك نجانغ في المباراة الودية الأخيرة كل الترجيين لأن نجاعة المهاجم رقم واحد في المجموعة شيء هام جدا بالنسبة لفريق باب سويقة في هذه الفترة ، إلى جانب ذلك فقد كان أداء الكاميروني أفضل بكثير من مقابلة جرجيس وهو ما يؤكد أنه بصدد استعادة إمكانياته الحقيقية والمعهودة وهذا ما سيضمن إضافة كبيرة للخط الأمامي في اللقاءات القادمة وهو ما يحتاجه الترجي الرياضي كثيرا نظرا لقيمة نجانغ حين يكون في أوج عطائه وتأثيره المباشر والكبير على المردود الجماعي ككل من الجانب الهجومي ... الكاميروني بإمكانه تقديم الكثير للأحمر والأصفر مستقبلا وهو ما يفسر العناية الفائقة التي يوليها إليه المدرب خالد بن يحيى والبرنامج الذي وضعه لتجهيز مهاجمه الأول بالشكل الذي يضمن الفائدة للمجموعة ككل. تطوّر ملحوظ في أداء الجدد المؤشر الإيجابي الثاني يتعلق باللاعبين الجدد سواء المنتدبين مثل حسان الحرباوي ومحمد علي اليعقوبي أو العائدين إلى الفريق على غرار محمد علي بن حمودة ... هذا الأخير بدأ يستعيد جانبا كبيرا من مؤهلاته البدنية وهو معطى هام يسمح له بحسن استغلال فنياته ونقاط قوته الهجومية في المستقبل القريب وقد شرع في تأكيد ذلك خلال اللقاءات الودية بعد ظهور محترم في بعض الدقائق من المباراة الرسمية الأخيرة ضد الترجي الجرجيسي ... نفس الشيء بالنسبة لحسان الحرباوي الذي يتأقلم شيئا فشيئا مع المناخ الجديد عليه داخل حديقة الرياضة «ب» وخاصة مع طريقة لعب الأحمر والأصفر ، مهاجم النادي البنزرتي سابقا لم يكن سيئا في لقاء جرجيس ثم اظهر تحسنا واضحا في مقابلتي الشمينو ومستقبل سكرة الوديتين وأمضى أول أهدافه مع فريقه الجديد وهو بالتالي قادر على تأمين إضافة لا بأس بها كلاعب رواق يحسن المراوغات والتوغلات ويملك من السرعة الشيء الذي يسمح له بإحداث الفارق وهذا أيضا معطى هام للمنظومة الهجومية ككل للترجي الرياضي... «المحيرصي» يعوّض «الدراجي» مما لا شك فيه أن تعويض أسامة الدراجي في الترجي الرياضي ليس بالأمر الهيّن حتى وإن كان هذا الأخير لم يبلغ بعد مستواه المعهود، ومن هذا المنطلق فإن الإسم الذي ستعهد إليه هذه المهمة ستكون مسؤوليته جسيمة وصعبة في نفس الوقت ... المؤهل لهذا الدور هو قطعا إدريس المحيرصي لما يملكه من فنيات من جهة وأيضا قوة شخصية كسبها منذ نعومة أضفاره وهو المتكوّن في صلب الفريق وشب على تقاليد الإنتصارات والتتويجات وبالتالي الرهانات الكبرى التي تضع ضغوطات ثقيلة على اللاعبين... هي مسؤولية كبيرة في انتظاره لكنها في الآن نفسه فرصة مواتية لمزيد البروز وهذا ما سيعمل على استغلاله على النحو الأفضل ليصبح عنصرا فاعلا في المجموعة الترجية وستكون المقابلات القادمة هامة وحاسمة في مشوار هذا اللاعب القادر على كسب الرهان والمرور إلى مستوى أرفع يجعله عنصرا مؤثرا في أداء الترجي الرياضي وهذا ما يتمناه وينتظره كل أبناء باب سويقة مستقبلا لضمان عملية التدارك التي حان الوقت فعلا لانطلاقها تفاديا للمزيد من النقاط الضائعة.