بعد تدريبات أمس الاثنين التي كانت أساسا مخصّصة لإزالة إرهاق مباراة الأحد ضد مستقبل قابس منح المدرّب فوزي البنزرتي لاعبيه أمس الثلاثاء راحة لاسترجاع الأنفاس قبل أن يشرع انطلاقا من الاربعاء زملاء رامي البدوي في التحضير لمباراة القمة التي ستجمعهم يوم الأحد 9 نوفمبر في كلاسيكو الجولة العاشرة بالترجي الرياضي التونسي في ملعب رادس وهي مباراة منعرج بكل المقاييس بما أن فريق جوهرة الساحل المتصدّر لطليعة الترتيب بمعية النادي الافريقي سيعمل على إزاحة أحد كبار منافسيه على اللقب حتى وإن تراجع ترتيب الترجي الرياضي الذي يبقى قادرا على العودة من بعيد وهو المعطى المهم الذي وضعه بالتأكيد «الكوتش» البنزرتي في حساباته إبّان إعداده لهذه المباراة القمة حتى وإن كانت التحضيرات لها تسير بشكل عادي ولكن على المستوى الذهني ثمّة سياق يتعيّن منحه القيمة التي يستحقها لأن المباريات الكبرى كثيرا ما تتغيّر فيها المعطيات والنجم الساحلي بكل ما لديه من مكونات النجاح والتميّز هذا الموسم وانطلاقا من منهجية عمل «الجنرال» تعوّد أن يقف على نفس المسافة مع كل منافسيه من حيث الأهمية التي ينظر بها لكل مبارياته. بين بوغطاس والجمل إذا ما اختار المدرّب فوزي البنزرتي مبدأ التنويع في بعض المواقع ولا سيما في محور الدفاع عندما عوّل في مباراة الجولة الفارطة على العائد عمّار الجمل الى جانب رامي البدوي فإن جاهزية المدافع زياد بوغطاس واتقانه لدوره الدفاعي والهجومي أيضا وخاصة مشاركته في معظم المقابلات منذ انطلاق الموسم... معطيات قد يأخذها البنزرتي بعين الاعتبار ليستعيد بوغطاس موقعه ضمن التشكيلة الأساسية ولكن خبرة وتجربة عمار الجمل رغم نقص المقابلات قد تميل معها الكفة له ويبقى كل شيء سابقا لأوانه لأن فوزي ا لبنزرتي من فئة المدربين الذين يعملون وفق منهجية قوامها تحسيس جميع اللاعبين الموجودسن على ذمّته بأنهم جميعا أساسيون. العودة الى الأصل لئن اعتمد المدرّب فوزي البنزرتي في مباراة الجولة الفارطة أمام مستقبل قابس على لاعب ارتكاز وحيد وهو نضال سعيّد الذي نجح كالعادة في أداء دوره بغزارة عطائه وتمشيطه للميدان بالطول والعرض فإن عودة الايفواري فرانك كوم سيعود معها «الجنرال» الى التركيبة الأصلية لوسط الميدان الدفاعي بوجود كوم وسعيّد خاصة وأن طبيعة المنافسة المرتقبة مع الترجي سيكون من مفاتيح كسبها خطّ الوسط الذي سيتوازن أكثر باستعادة فرانك كوم... يذكر أن هذا الأخير قد وجه له مدرّب المنتخب الكاميروني الدعوة للمشاركة في المقابلتين القادمتين لحساب التصفيات المؤهّلة لنهائيات الكان 2015 ضد الكوت دي فوار والسيراليون. غازي بامتياز الظهير الأيسر غازي عبد الرزاق الذي كان في وقت ما قريبا من باب الخروج استطاع أن يُثبت بما لديه من امكانات فنية وبدنية بأنه جدير وزيادة بموقعه على الجهة اليسرى لدفاع النجم ولا يكتفي بدوره الدفاعي بل كثيرا ما يعاضد الهجوم وقد نجح غازي في نيل الثقة من روجي لومار ومن بعده فوزي البنزرتي... وما يُحسب لعبد الرزاق انضباطه وجديته وحرصه المتواصل على تحسين مؤهلاته بالعمل والمثابرة وامتيازه في المحافظة على نفس المستوى يجعله جديرا بإلتفاتة من مدرّب المنتخب الوطني جورج ليكنز لأن من يؤكد الجدارة بموقعه في فريق بحجم النجم الساحلي لا نظنه غير مؤهل لارتداء الزي الوطني باستحقاق. عودة النقاز تطرح الغموض استعادة الخط الخلفي للنجم الساحلي للمدافع حمدي النقاز بعد أن استوفى عقوبة اقصائه أمام النادي البنزرتي لئن ستعطي ضمانة أخرى لصلابة الدفاع بفضل ما يتمتع به هذا اللاعب من خصال جيدة فإنها ستفرض الغموض حول التركيبة التي سيختارها «الجنرال» البنزرتي لدفاعه أمام الترجي... فكيف سيكون الرسم بوجود كل من زياد بوغطاس ورامي البدوي وحمدي النقاز وعمّار الجمل دون نسيان العائد سيف غزال وصدام بن عزيزة الذين يجيدون اللعب في محور الدفاع... الأكيد أن فوزي البنزرتي سيتصرف في هذا الرصيد الهام والثري بمرجعية الأولوية للأكثر جاهزية وتبقى صعوبة الاختيار علامة ايجابية على رصيد ثري ومتنوع يُوسّس لما هو أفضل.