كشفت معطيات واحصائيات رسمية أن العمليات العسكرية والأمنية التي شنتها قوات الجيش والأمن لتعقب الإرهابيين في جبال الكاف والقصرين خلفت 42 حريقا أتت على 6462 هكتارا، توزعت على 23 حريقا بولاية الكاف التهمت 2962 هكتارا و19 حريقا بالقصرين أتت على 3500 هكتارا. وأفادت مصادر من وزارة الفلاحة أنه لا يمكن لأعوان الغابات التدخل بمناطق العمليات لإخماد الحرائق لدواع أمنية بحتة مؤكدة ان الواجب الوطني والحرب على الارهاب يتطلبان تفهما من الجهات الفلاحية. وبين ماي وموفى اكتوبر 2014 تم تسجيل اندلاع 569 حريقا اتت على 11.826 هكتارا من الغابات مقابل 290 حريقا اتت على 5754 هكتارا خلال نفس الفترة من السنة الماضية. وبينت المصادر ذاتها ان تواتر الحرائق ببعض الاماكن والاضرار المسجلة تبعا لارتفاع المساحات الجملية المحروقة تدعو الى الشكّ في انها مفتعلة لا سيما من خلال اوقات اندلاعها واماكنها، وأنّ 45 بالمائة من الحرائق يتم تسجيلها بين منتصف النهار والسادسة بعد الظهر مقابل 55 بالمائة من الحرائق يتم تسجيلها خارج هذا التوقيت وذلك خلافا لما يتم تسجيله عاديا . كما تطوّرت المساحة المتلفة للحريق الواحد من 10 هكتارات سنة 2011 الى 23 هك حاليا. وتشير المعطيات المتوفرة الى ان المعدل السنوي كان بين 1956 و2011 في حدود 130 حريقا و1300 هكتارا سنويا. وأفادت مصادرنا أن الجلسات التقييمية شددت على ضرورة حسن التنسيق مع الأطراف المتدخلة من وحدات الحماية المدنية والجيش الوطني. كما لوحظ أيضا أن بعض الشكوك تحوم حول امكانية إضرام النار عمدا من قبل المتساكنين سواء للتخلص من وجود الخنزير الوحشي بجوارهم أو لتشبيب الغابة لغاية الرعي بالإضافة الى أن بعض الحرائق كان جراء مصبات الفضلات، علاوة على تعدد الحرائق المجهولة الأسباب والتي تمثل ظاهرة خطيرة، والتي بات من الضروري التصدي لها عبر حملات التحسيس. كما أكدت جلسات العمل على ضرورة البحث عن أسباب الحرائق وتشريك حراس الغابات في البحث عن الأسباب باعتبارهم الأكثر دراية بمراكز عملهم والقادرين أكثر من غيرهم على التقصي لمعرفة مرتكبي هذه الجرائم. كما أكّدت جلسات العمل على ضرورة الحرص والمتابعة كي تكون المنظومة الموضوعة للغرض فعالة للتوقي من الحرائق ومجابهتها عند حدوثها وكذلك البحث عن أسبابها، خاصة أن العديد من المؤشرات تدعو للريبة. كما تمت دعوة كافة رؤساء دوائر الغابات إلى موافاة الإدارة بمراجع المحاضر المحررة في شأن الأشخاص الذين تم التحقيق معهم وكذلك مراجع الإعلام عن الأشخاص المشكوك في تورطهم. كما طُلب من الدوائر الغابية إعداد تقارير خاصة بالحرائق الكبرى والتي دامت مجابهتها أكثر من يوم على غرار حريق كسرى بولاية سليانة وحرائق ورغة (كسار القلال) وجبل السيف (نبر) وقفا سعد والملاليس (نبر)... بولاية الكاف وحرائق جبل سيدي عامر وجبل بنت سعيدان وجبل فكيرين بولاية زغوان وحريق الزواوين بولاية بن عروس والحرائق المندلعة بمنطقة خنقة الحجاج بني عياش بولاية نابل. وسعيا إلى النجاعة المنتظرة خلال التدخلات الميدانية، أكد المسؤولون على ضرورة عدم التوقف عند الحدود الإدارية وتنظيم التدخلات على المستوى الاقليمي بالتنسيق مع القاعة المركزية برادس.