كشفت النتائج الأولية التي قدمها أمس مرصد الشهيد شكري بلعيد لمراقبة العنف السياسي التابع لمؤسسته المناهضة للعنف مع نهاية الحملتين الانتخابيتين الرئاسية و التشريعة أي طيلة حوالي 80 يوما، عن تسجيل 2648 حالة عنف سياسي أي بمعدل 33 حالة عنف يوميا و قد كان فيها من نصيب التشريعية 1846 حالة عنف في ما تخللت الانتخابات الرئاسية 665 حالة عنف بين مادي و لفظي و عرقلة نشاط انتخابي و تمييز على أساس الجنس او اللون او الدين او الجهة...حسب المعطيات و النسب التي قدمها المرصد. و قد وصفت بسمة الخلفاوي أرملة الشهيد شكري بلعيد، عدد حالات العنف التي سجلها المرصد ب"الخطيرة و الباعثة على القلق"، مبينة أن المرصد سجل خلال الحملة الانتخابية الرئاسية في دورتها الأولى ارتفاعا في معدل حالات العنف و خاصة منه العنف اللفظي على حساب العنف اللفظي بالاضافة الى تزايد اعمال الشغب و عرقلة الخصوم السياسيين لنشاط بعضهم البعض. و أضافت أرملة الشهيد أن تضاءل عدد حالات العنف المسجلة في الرئاسية مقارنة بالتشريعية "لا يعني أن الحالات المسجلة في الرئاسية اقل عنفا من التشريعية بل العكس، حيث كانت الرئاسية أكثر حدة و عنفا و هي ظاهرة فسرتها باحتدام الخلافات بين المتنافسين و لا سيما أولائك الذين ينتسبون الى اقطاب سياسية معروفة بالتنافر". و بينت بسمة ان الخطابات الطاغية على الحملة الرئاسية "كانت تلك القائمة منها على الحقد و الكراهية" و هو الامر الذي سمم ،بوصفها، الاجواء و خلق حالة كبيرة من التوتر. و أعربت بسمة الخلفاوي عن خشيتها من أن يتعرض المسار الانتقالي الى العرقلة نتيجة بعض الممارسات الخارجة عن الزمان و المكان و البعيدة عن المناخ الديمقراطي، مشددة على حيادية المرصد عن الانتماءات السياسية، مرددة انه "ليس من أهداف المرصد التشهير بأي طرف سياسي بقدر سعيه إلى فهم طبيعة العنف السياسي و الإقناع بان في تونس عينا تراقب العنف السياسي و تنهى عنه"،حسب قولها. و دعت أرملة الشهيد بلعيد كل الأحزاب السياسية و المترشحين للرئاسة إلى التحلي بالرصانة و المزيد من ضبط النفس لإنجاح المسار الديمقراطي ونأيا بالبلاد عن الوقوع في مربع العنف و الاقتتال.