أسبوع فقط يفصلنا عن انطلاقة الميركاتو الشتوي الذي ينتظره الترجيون بفارغ الصبر لتعزيز مجموعة فريق الأكابر وهو الملف الذي شكل من أجله رئيس النادي حمدي المدب تمهيدا لإنجاحه لجنة الإنتدابات التي يشرف عليها زياد التلمساني الذي شرع في مهامه وانطلق في اختيار الأسماء القادرة على تقديم الإضافة للفريق ووقع كذلك الاتصال باللاعبين الذين وضعهم في مخططه... هذه اللجنة سيكون دورها هاما بل دعوني أقول مصيريا لعدة أسباب ومعطيات من أهمها ضرورة إبرام صفقات ناجحة نظرا إلى حاجة المجموعة الحالية إلى تعزيزات من أعلى مستوى للقضاء على السلبيات والنقائص وبالتالي تدعيم بعض المراكز التي تشكو نقصا واضحا.. وباقتراب موعد 19 ديسمبر الذي يفتتح فيه الميركاتو يكبر حجم المسؤولية المناطة بعهدة هذه اللجنة لأن أي نوع من أنواع الخطإ مرفوض سواء على مستوى القادمين الذين لا بد أن تتوفر فيهم شروط النجاح أو على مستوى المغادرين الذين لا بد أن لا يندم الترجيون عن قرار الاستغناء عنهم والتفريط فيهم... الإنتدابات الجديدة التي سيقوم بها الترجي الرياضي ستكون مركزة حسب المعلومات التي تحصلنا عليها على السوق الأجنبية وخاصة أمريكا اللاتينية وبالتحديد البرازيل والأرجنتين حيث ينتظر قدوم ثلاثي من هذين البلدين في الأيام القليلة القادمة ومن هذا المنطلق سيكون حسن الإختيار مفصليا ومصيريا في الميركاتو الشتوي لفريق باب سويقة من هذه الناحية لأن اللاعبين الجدد لا بد أن يكونوا أفضل من الأجانب الحاليين الموجودين على ذمة المدرب خالد بن يحيى وهذا ما يجعل مهمة اللجنة دقيقة وعملها صعبا للغاية خصوصا في ظل ما يقدمه آفول وكوليبالي ونجانغ من مردود في هذه الفترة ومدى الإضافة التي يصنعونها داخل الفريق... في خصوص الغاني هاريسون آفول فلا أحد يقدر أن يشكك في قيمته الفنية وتجربته وخبرته وإمكانياته التي صنعت الفارق في عدة مناسبات لفائدة فريق باب سويقة وجعلته من بين أفضل الأجانب الذين حلوا بمركب حسان بالخوجة وارتدوا اللونين الأحمر والأصفر عبر تاريخ النادي وهو ما يجعل عملية الإستغناء عليه وتعويضه بلاعب آخر أمرا في غاية الحساسية والصعوبة لما قد ينجر عنه من تأثير على مستوى الفريق ككل في المرحلة القادمة ويترك هذا اللاعب بالتالي فراغا كبيرا يصعب تعويضه، وأكيد أن يكون ملف «البلاك ستار» محل تفكير عميق من المسؤولين والإطار الفني على حد السواء لتفادي أي خطإ يمكن أن يكلف الترجي الرياضي غاليا مما يستوجب ضرورة معاينة البديل بكثير من التأني والتركيز... اللاعب الأجنبي الثاني الذي لن يكون تعويضه سهلا كذلك هو فوسيني كوليبالي الذي يعد اليوم أحد أفضل اللاعبين في صفوف الترجي الرياضي نظرا أولا للمردود الطيب الذي هو بصدد تقديمه وثانيا لقابلية التحسن والتطوّر لديه وهما عنصران نلاحظهما بوضوح ويسجلهما الترجيون بارتياح كبير جدا من مباراة إلى أخرى... أما الأجنبي الثالث ونعني يانيك نجانغ فإن عودته تدريجيا إلى مستواه المعهود في الجولات الأخيرة تسبب مشكلا كبيرا جدا للمسؤولين وخاصة المشرفين على الإنتدابات في فريق باب سويقة لأن الكاميروني إذا ما يواصل في عملية التدارك واسترجاع كامل مؤهلاته ويبلغ فعلا المستوى الذي عرفناه جميعا عليه في سنتي 2011 و2012 فإن قرار التفريط فيه يمكن أن يكون خطيرا للغاية وقد يدفع الترجي الرياضي ثمن ذلك باهظا فنيا وكذلك ماديا لأن الزاوية الثانية والهامة في ملف نجانغ مالية حيث يفرض الفشل في إيجاد حل يتحوّل بمقتضاه نجانغ إلى فريق آخر على رئيس النادي تحمل أعباء مالية كبيرة وتضحيات جسيمة من هذه الناحية... إذن وفي كلمة أحرص هنا على الإشارة والتأكيد على أن ملف اللاعبين الأجانب متشعب إلى أبعد الحدود ولن يكون بالسهولة التي يظنها ويلوّح إليها البعض ويفرض الرصانة والتفكير وأخيرا حسن الإختيار والتدبير حتى يكون الثلاثي الذي سيواصل المشوار مع الأحمر والأصفر بعد ميركاتو الشتاء في المستوى المطلوب ويلبي فعلا طموحات وأهداف كامل العائلة الترجية.