من قتل ألبير إيبوسي، مهاجم فريق شبيبة القبائل؟ وأين قتل بالضبط؟ هل قتل بعد مغادرته ملعب أول نوفمبر بتيزي وزو بعد الخسارة التي مني بها فريقه أمام اتحاد العاصمة؟ أم داخل النفق المؤدي إلى غرفة تغيير الملابس؟ أسئلة كثيرة عادت إلى الواجهة الرياضية والقضائية في الجزائروالكاميرون بشأن مقتل مهاجم شبيبة القبائل ألبير إيبوسي، بعد أن نشر مستشفى كاميروني بداية هذا الأسبوع تقريرا طبيا جديدا يخالف الفرضية التي توصلت إليها التحقيقات الأمنية في الجزائر، والتي خلصت إلى أن اللاعب قتل بعد اصابته برشق بحجارة «حادة» على الرأس أثناء مغادرته الملعب بعد المباراة.لكن الطبيب الكاميروني أندريه موني،الذي قام بعملية التشريح بطلب من عائلة اللاعب في سبتمبر، خالف هذه الأطروحة وأكد بأن إيبوسي قد تعرض إلى الضرب داخل غرفة تغيير الملابس وليس أثناء مغادرته ملعب تيزي وزو. عائلة إيبوسي تتهم وقال الطبيب الكاميروني في تصريح لجريدة « لكيب» الفرنسية والمتخصصة في الشؤون الرياضية:«هناك احتمال كبير أن يكون إيبوسي قد عاد إلى غرفة تغيير الملابس وهو على قيد الحياة ودون أية إصابة»، مستخلصا طبقا للتحاليل الطبية التي أجراها أنه تعرض إلى العنف والضرب داخل غرفة تغيير الملابس، وحاول أن يدافع عن نفسه، لكن تم منعه من التحرك من طرف مجهولين قاموا بلي ذراعه الايسر ثم ضربه على الجمجمة وهناك أدلة طبية تؤكد ذلك». من جهته، اتهم جاك برتران، محامي عائلة إيبوسي السلطات الجزائرية ب»التقليل من أهمية قضية اللاعب الكاميروني» مشيرا إلى أنه حاول الاتصال مرات عديدة بمسيري فريق شبيبة القبائل والنائب العام في محكمة تيزي وزو عاصمة منطقة القبائل، دون جدوى». رئيس نادي شبيبة القبائل ينفي انتقد المحامي الموقف «غير الإنساني» الذي ظهر به مسيرو شبيبة القبائل وعلى رأسهم رئيس النادي محمد شريف حناشي، متهما إياه بعدم الوفاء بوعوده إزاء عائلة اللاعب، كدفع أجور إيبوسي لمدة عام وتقديم مساعدات مالية لعائلته ولزوجته. وأثارت هذه المستجدات استغراب القائمين على كرة القدم في الجزائر وعلى رأسهم رئيس نادي شبيبة القبائل محمد شريف حناشي الذي رفض رفضا باتا التقارير الطبية التي نشرها الطبيب الكاميروني الذي قام بتشريح جمجمة إيبوسي. وفي حوار مع جريدة « الهداف» الجزائرية، فند محمد شريف حناشي سيناريو الطبيب الكاميروني وأكد من جديد أن ألبير إيبوسي لم يدخل إلى غرفة تغيير الملابس بل وقع على الأرض عند دخوله النفق. وقال:«أعتقد أن عناصر الأمن هم من اعتدوا على إيبوسي لسبب بسيط أنه كان محبوبا من طرفهم ومن جميع الناس، بما فيهم رجال الشرطة». وواصل حناشي:« أعتقد أن تشريح جثة إيبوسي من جديد في الكاميرون عبارة عن عدم ثقة بالمصالح الطبية الجزائرية التي قامت هي الأولى بتشريح الجثة وبشكل مهني. لذا إعادة هذه العملية يترجم بالنسبة لنا نقص الثقة إزاء الدولة الجزائرية ومؤسساتها». وبشأن المساعدات المالية والرواتب التي من المفروض أن تقدمها شبيبة القبائل لعائلة إيبوسي، أضاف حناشي أن فريقه سيفي بوعوده، موضحا أنه في انتظار أن يأتي ممثل لعائلته لكي يستلم الأموال». وزارة العدل الجزائرية تفتح تحقيقا وأمام المنعرج الخطير الذي أخذته هذه القضية، أعلن وزير العدل الجزائري الطيب لوح، أمس الخميس أن تحقيقا قضائيا حول وفاة لاعب شبيبة القبائل إيبوسي، سيفتح بتكليف من النيابة التي انتهت من التحقيق الابتدائي في القضية. وأضاف الوزير أن قاضي التحقيق «سيحقق في القضية بعد التماسات النيابة وفي كل من ثبت في حقه أو وجدت فيه قرائن الاتهام، سواء بالنسبة للجريمة الأصلية المتعلقة بالضحية التي أدت إلى وفاته أو كل من كان له دخل من خلال التقصير في مهامه وأدى إلى هذه الوقائع». وإلى ذلك، أعلن مسير آخر في فريق الشبيبة، لم يكشف عن اسمه، أن إيبوسي لم يغتال في غرفة تغيير الملابس بل وقع على الأرض جراء رشق بالحجارة وتم نقله مباشرة إلى مستشفى تيزي وزو حيث لفظ أنفاسه الأخيرة. وخلص:« عندما نقرأ النتائج التي توصلت إليها عملية التشريح في الكاميرون، نشعر بأن حافلة هي التي دهست اللاعب الكاميروني».