في اتصال له ب«التونسيّة» أكّد السيّد بشير الخضراوي والد عون الحرس سيف الدين الخضراوي، الذي لقي حتفه شهرأكتوبر الماضي في حادث مرور صحبة زميله بلال العياري، أنّ رواية وفاة ابنه وزميله والمتمثلة في دهسهما بسيارة تاكسي جماعي وهما في طريقهما للعمل بفوج التدخل المركزي بالعوينة لا أساس لها من الصحّة حسب ما تبيّن له في ما بعد على حدّ تعبيره موضّحا أنّ الروايات تعدّدت دون القبض على الجاني الحقيقي ممّا جعل الشكوك تحوم في رأسه حول ملابسات الحادثة. و أشار بشير الخضراوي إلى أنّ أمنيين أخبروه فترة وفاة إبنه بأنّه تمّ إلقاء القبض على مرتكب حادث المرور وبأنّه سائق سيارة تاكسي جماعي ومحلّ بحث وتفتيش من قبل القوات الأمنيّة في قضيّة مخدّرات مضيفا أنه بتوجهه إلى مقر شرطة المرور الطيبّ المهيري بالعوينة لتسلّم أوراق إبنه المتوفّى (و التي لم يتسلّمها إلى حدّ الآن) أخبروه بأنه لا صحّة لتلك المعطيات وبأنّ المكان الذي جدّت فيه الحادثة مزوّد من مختلف الجهات بقرابة 8 كاميراوات مراقبة وبأنه لا وجود لحادث مرور في أيّة منها مستبعدين ان تكون التاكسي الجماعي هي التي صدمت العونين لأنّها كانت تفصلها عنهما حافلتان من الحجم الكبير وسيارة خفيفة. وأضاف الخضراوي أنّ الاعوان هناك رجّحوا يومها فكرة انزلاق الدراجة الناريّة التي كان يمتطيها سيف وزميله بلال لكنّهم استبعدوها في الآن نفسه،على حدّ تعبيره، لأنّ سرعة الدراجة وحسب ما تبيّن لهم من عدسات المراقبة لم تتجاوز 60 كلم في الساعة ممّا يعني أنّ عمليّة السقوط لن تكون على درجة من الخطورة التي يمكن أن تودي بحياة ابنه وزميله كما أنّه لا يمكن لها أن تفرّق بينهما لحظة السقوط حيث انّ ابنه سقط على اليمين واصطدم بحاجز في حين سقط زميله من الجهة اليسرى لينفلق رأسه ويلقى حتفه على عين المكان . و أوضح الخضراوي أنّ عمليّة الإنزلاق وفي صورة ترجيح وقوعها فإنّها ستخلّف أضرارا بالدراجة الناريّة مشيرا الى أن ذلك لم يحصل مع دراجة ابنه حيث لم يحدث بها أيّ خدش عدا تخلخل بسيط لفانوس الإنارة من الخلف مؤكّدا أنّ المسألة أرهقته . من جانبه أكّد محمّد العياري والد بلال العياري ما جاء على لسان بشير الخضراوي من معطيات حول ملابسات وفاة ابنه وزميله مستبعدا فكرة انزلاق الدراجة الناريّة في ظلّ السرعة التي كانا يسيران بها وفي غياب الخدوش والأضرار التي يمكن ان تلحق بها منتقدا في الآن نفسه كيفيّة تمكّن اعوان شرطة المرور من الإطلاع على درجة سرعة الدراجة في تلك اللحظة دون ان يتمكّنوا من معرفة كيفيّة وقوع الحادثة ويجعلوا الأمر رهين الافتراضات مبيّنا أنّ الحادثة جدّت وابنيهما في طريقهما إلى منطقة العوينة وتحديدا بين محطّة بنزين «عجيل» وسفارة أمريكا مشيرا الى انها منطقة مزوّدة بأكثر من كاميرا مراقبة. من جهته أكّد أيمن بن كامل كاتب عام النقابة الأساسيّة لفوج وحدات التدخّل المركزي بالعوينة ل«التونسيّة» انّ الحادثة جدّت شهر أكتوبر الماضي في حدود السابعة والنصف صباحا على مستوى الطريق السريعة المؤدّية إلى منطقة الحرس بالعوينة وتحديدا على بضع امتار من محطّة بنزين «عجيل» مشيرا إلى أنّه كان والوحدات الأمنيّة المرافقة له من الأوائل الذين عاينوا مكان الحادثة وتبيّن لهم أنّ المسألة بعيدة كلّ البعد عن عمليّة إنزلاق الدراجة نظرا للسرعة التي كان يسير بها سيف الدين وزميله مؤكّدا أنّه لا اثر للإنزلاق على مستوى الطريق نافيا في الآن نفسه اصطدام سيارة تاكسي جماعي بدراجتهما مشدّدا على أنّ الشيء الوحيد الذي تمت معاينته هو أثر لانزلاق إطار سيّارة بالقرب من مكان الحادثة ممّا يوحي بإمكانيّة دفعهما من الخلف من قبل تلك السيارة لكنّه استبعد ان تكون عملية السقوط الناتجة عن الدفع قد تودي بحياتهما. و أشار «بن كامل» إلى أنّ حقيقة وفاة سيف الدين الخضراوي وبلال العياري هي اليوم رهينة التحقيقات صلب وزارة الداخليّة ورهينة من سيتجرأ على قول الحقيقة مؤكّدا أنّ فوج وحدات التدخّل حريص كلّ الحرص على كشف ملابسات وفاة سيف الدين وبلال منتقدا عمليّة المماطلة خاصّة في ما يتعلّق بتسليمهم الصور التي اقتطفت من كاميراوات المراقبة التي قال إنهم كلّما طالبوا بها إلا وتمّ إخبارهم أنها مازالت لم تنظّف بعد لتتضح معالمها. ليلى بن إبراهيم