( مكتب صفاقس ) تطوي صفاقس صفحة سنة 2014 بعد النجاح في الحصول على شرف تحويل صفاقس الى عاصمة للثقافة العربية سنة 2016 مباشرة بعد مدينة قسنطينة في البيضاء الجزائر 2015 والتي تلوح استعداداتها وقد بلغت أوجها مبشرة بسنة ثقافية مميزة خصوصا بعد توفير الحكومة والوزارة اعتمادات " ملكية " لإنجاح ذلك وبالعودة إلى تونس وإلى صفاقس تحديدا تلوح التحضيرات لهذا الموعد الهام في بدايتها بعد أن تم تركيز الهيئة الجهوية عقب أشهر من التفاوض والبحث عن الأسماء الأقدر على تأمين الثقافي وتبقى مسألة تركيز اللجان الفرعية المسألة الأخطر في قادم المواعيد لكون هذه اللجان هي التي ستكون على علاقة بالعمل الميداني المباشر خلال هذه التظاهرة وبالإضافة إلى ذلك ستكون مسألة الدعم المالي الذي يجب أن تلقاه صفاقس في الفترة القادمة واحدة من أهم المسائل وأعقدها على المستويين الجهوي والوطني في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعرفه تونس ولعل أحد أهم الدوافع التي يمكن الاشتغال عليها لتعزيز هذا الأمر كون " صفاقس عاصمة للثقافة العربية 2016 " حدثا وطنيا وليس جهويا وبالتالي فإن تونس " بأسرها " معنية بالموضوع ثقافيا ومعنويا وغير بعيد عن هذا وجب التنويه إلى موضوع لا يقل حساسية وهو أن المعني بهذه التظاهرة هي صفاقس الولاية وليس صفاقسالمدينة فحسب وفي نفس سياق سنة 2014 فإن المشهد الثقافي في الجهة شهد قسمين كما جرت العادة الأول وقع تخصيصه للتظاهرات والأنشطة الثقافية والثاني الخاص بالمهرجانات الصيفية وقد شهد القسم الأول تعزيزا كبيرا لمجال التعاون بين المندوبية الجهوية للثقافة ومختلف شرائح ومكونات المجتمع المدني في بعده الثقافي حيث أن عددا من الجمعيات التي وجدت بعد حراك ديسمبر 2010 أو بعض التي حافظت على وجودها قبله بالإضافة إلى مؤسسات العمل الثقافي من دور ثقافة ومكتبات عمومية ساهمت مجتمعة في خلق نسيج ثقافي محكم الحبك تم الحرص من خلاله التأكيد على المساواة بين الحرص على الانفتاح على التجارب من مختلف المشارب والالتزام الضمني بتقديم الثقافي المستمد خصوصيته من المحيط التاريخي والجغرافي للمنطقة التي ينشأ فيها طالما أمكن ذلك وقد سعت المندوبية الجهوية للثقافة بصفاقس خلال السنة المنقضية إلى لعب دور الحاضن للمشاريع الثقافية ودور واضع للبرامج كلما اقتضت الحاجة وفي القسم الصيفي الخاص بالمهرجانات شهدت ولاية صفاقس عودة بعض المهرجانات التي احتجبت إبان حراك ديسمبر 2010 خصوصا في وضع أمني أقل سوء من السنوات التي تلته وعلى رأسها طبعا مهرجان صفاقس الدولي الذي عاد إلى المسرح الصيفي بسيدي منصور للسنة الثانية على التوالي وكذلك مهرجان الفروسية بعقارب الذي عاد هذا العام بعد غياب 3 سنوات فيما كان التوجه العام في أغلب المهرجانات بالولايات إلى عملها على استمداد خصوصيتها من خصائص المناطق التاريخية والجغرافية مثل مهرجان سيدي أبي إسحاق الجبنياني بجبنيانة وسيدي مهذب الصخيرة ومهرجان الصالحي بالحنشة ويعد هذا التوجه فاتحة مشروع طويل الأمد ترمي من خلاله المندوبية الجهوية للثقافة وكل شركائها من جمعيات وأفراد وباحثين ومهتمين إلى جمع شتات التراث الموسيقي خصوصا والمسرحي والسينمائي والشعري والأدبي وتبوبيه وحفظه ذاكرة للأجيال القادمة