مباراة حياة أو موت تلك التي سيخوضها عشية الغد ،المنتخب الوطني لكرة اليد ضد منتخب البوسنة والهرسك، فبعد هزيمتين مذّلتين ضد مقدونيا و كرواتيا و تعادل مخيب للآمال ضد النمسا لم يبق أمام زملاء عصام تاج سوى الفوز في مباراة اليوم و كذلك في مباراة الجمعة ضد إيران حتى يحفظوا ماء وجه كرة اليد التونسية و يضمنوا التأهل إلى الدور الثاني رغم الهنات الكثيرة التي ظهرت على أدائهم. إذن و انطلاقا من الساعة الخامسة مساء و على أرضية قاعة علي بن حمد العطية يلعب المنتخب الوطني آخر أوراقه من أجل ضمان مقعد في ثاني الأدوار عندما يواجه منتخب البوسنة و الهرسك الذي يحتل المركز الرابع في المجموعة الثانية برصيد نقطتين من فوز على إيران و هزيمتين ضد كل من النمسا و مقدونيا.على الورق تبدو حظوظ زملاء أيمن بنور وافرة لتجاوز عقد منافسه و الإبقاء على حظوظه كاملة في بلوغ الدور الثاني. و لكن ما قدمته العناصر الوطنية في المواجهات الثلاثة الماضية لا يبشر بخير و يجعل الفوز محل شك خاصة مع تراجع منسوب الحيوية و الروح الانتصارية لدى المجموعة و عدم نقاء الأجواء داخل حجرات ملابس المنتخب.المدرب الوطني سعد حسن أفنديتش لم يوفق في تكرار مونديال 2005 بتونس بل عجز إلى حد اللحظة عن تحقيق الفوز و إيجاد توليفة مناسبة يمكن لها أن تحقق المطلوب و تُدخل البهجة و السرور على نفوس الأحباء تماما كما عودتنا في المسابقات السابقة و عليه فإن البوسني الذي تشير كل الأخبار الواردة علينا من الدوحة أنه بصدد تقضية أيامه الأخيرة على رأس المنتخب، سيكون اليوم مطالبا بحسن الاختيار و بالقراءة الجيدة للمنافس الذي يبقى في المتناول إذا ما كان زملاء تاج في يومهم و إذا «خرّجوا القرينتا» التي يمتلكونها لأن مباراة اليوم و مباراة الجمعة ضد إيران ستكون بدرجة أولى مواجهة رجال ولن يكون فيها للتكتيك أهمية كبيرة. «أفنديتش» يستعرض عضلات لسانه النتائج السلبية التي حققها المنتخب الوطني في مبارياته الثلاث الأولى لم يقتصر تأثيرها على الجماهير وعلى الوفد الإعلامي الذي رافق البعثة و إنما طال لاعبي المنتخب و مدربه سعد حسن أفنديتش الذي تخلى عن هدوئه المعهود و حاول إلصاق أخطائه الكثيرة بالوفد الإعلامي التونسي و ذلك بعد أن استعرض عضلات لسانه عليهم في المؤتمر الصحفي الذي عقب مباراة النمسا. زملاؤنا الصحفيّون لم يكفهم على ما يبدو ما نالهم من استعراض عضلات من قبل المنتخبات المنافسة بعد «طريحة» مقدونيا و عثرة النمسا ليكونوا على موعد مع استعراض عضلات جديد و أعنف هذه المرة كان بطل أفنديتش الذي لم يقبل النقد الذي وجهه له بعض الصحفيين التونسيين و خاصة الزميل بلال العلويني الذي استفسر عن اختيارات الفني البوسني و برنامج التحضيرات الذي سبق الدورة فعوض أن يحصل على إجابة مقنعة سمع ما لا يرضيه من «أفندينا» الذي اتهمه بتصفيات حساباته الخاصة و الدفاع عن شقيقه كمال العلويني الذي أخرجه أفنديتش من القائمة النهائية التي خاضت الدور الأول.أفنديتش لم يكتف بذلك بل تعدى على الزملاء لفظيا و استعمل اللغة الكرواتية لتمرير سلاطة لسانه، و لكن أحد الحضور استطاع فهم رسالته و نقلها حرفيا لزملائه الذين استشاطوا غضبا و دخلوا في نقاش حادّ مع المدرب الذي اتهمهم «بالتنبير» و بتصيد أخطائه مشيرا بأنه تونسي أكثر منهم و أنه يفهم كرة اليد أكثر منهم و انه لا يحق لهم نقد اختياراته بما أنهم ليسوا من أهل الاختصاص على حد تعبيره. الوفد الإعلامي نقل تذمراته من المدرب إلى مسؤولي الجامعة الذين خيروا التريث و انتظار نهاية المسابقة لأخذ القرارات المناسبة و لكن بحسب أخبار الكواليس فإن قرار إقالة أفنديتش بات جاهزا و لا ينتظر سوى التنفيذ...