طالما جاءتنا التتويجات الرياضية وأهم الألقاب من تلك الرياضات الفردية التي لاتلقى ما تستحقه من اهتمام ودعم على عكس الرياضات الجماعية، وتعتبر المبارزة بالسيف إحدى هذه الرياضات التي لا نذكرها – تقصيرا لا إجبارا - إلا إذا ما ارتبطت بتتويجات جديدة وهي عديدة وآخرها كان ذهبا عالميا بتوقيع تونسي حمل إسم سارة بسباس ... ولئن اعتبرت رياضة المبارزة بالسيف لعبة الملوك فسارة بسباس ذات 26 سنة أبت إلا أن تكون ملكة عالمية على عرش هذه اللعبة فأهدت لتونس أول ميدالية ذهبية عالمية في هذا الاختصاص متحدية ألمها وحسرتها لوفاة والدتها وذلك إثر تتويجها يوم الأحد بكأس العالم الذي أقيم بالعاصمة الارجنتينية بونيس آيرس بعد إزاحتها ل128 منافسة من عدّة جنسيات واحتلالها المركز الأوّل برصيد 32 نقطة. البطلة العالمية حلت أمس بمطار تونسقرطاج أين فتحت لها أبواب القاعة الشرفية (كيف لا وهي من شرف الراية التونسية ورفعها عاليا) وكانت محلّ استقبال بالورود من عائلتها ووزير الشباب والرياضة ماهر بن ضياء ورئيس اللجنة الوطنية الأولمبية محرز بوصيّان ومندوبين عن وزارة المرأة ووزارة السياحة ... إلى حضور جانب رئيس الجامعة التونسية للمبارزة نورالدين ربّانة ووسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية. سارة بتواضعها وابتسامتها التي لم تفارقها كانت بمثابة النجمة بين مستقبليها ومثلت شعاع الأمل الذي يوحي بغدّ أفضل رياضيا ووطنيا كما أنسانا حدث وصولها إلى أرض الوطن -شيئا ما- فاجعة استشهاد أربعة من جنودنا البواسل في جبال الشعانبي. سارة بسباس: «طموحي القادم الذهبية الأولمبية ...» عبرت البطلة سارة بسباس عن سعادتها وفخرها بهذا التتويج وأهدته إلى تونس وشهدائها من الجنود الذين ضحوا بحياتهم من أجل حماية هذا الوطن وإلى روح والدتها التي اعتبرتها الداعم الأوّل لها حتي بعد وفاتها ... أمّا عن طموحها فقد أجابت سارة: «أوّل الأهداف المستقبلية التي سأسعى إلى تحقيقها التأهل إلى الألعاب الأولمبية ريو دي جينيرو 2016 خاصّة وأنه في انتظاري العديد من المنافسات والمسابقات من أجل ضمان التأهل ومن ثمّ سيكون الهدف الذهبية الأولمبية». و اضافت: «هذا التتويج لن يكون سوى حافز لمزيد البذل والعطاء من أجل تشريف الراية الوطنية في قادم التظاهرات قاريا وعالميا» قالوا : ماهر بن ضياء وزير الشباب والرياضة: «مخطط شامل للنهوض بالرياضة الفردية» من جهته أكدّ وزير الشباب والرياضة ماهر بن ضياء فخر الرياضة التونسية بهذا الانجاز التاريخي، وعن سؤالنا عن مشاريع الوزارة للنهوض بالرياضات الفردية التي تعدّ مهمشة رغم تتويجاتها الهامّة أجاب الوزير : « سعينا للنهوض بالرياضة عموما والفردية والنسائية منها بالأخصّ انطلق منذ مباشرتنا لمهامنا على رأس الوزارة من خلال الزيارة التي قمنا بها إلى ولاية توزر أين أشرفنا على الملتقى الوطني حول الرياضة النسائية ونحن بصدد الإعداد إلى مخطط شامل لمزيد النهوض بهذه الرياضات لعلمنا بأهميتها وبقدرة رياضيينا على التميز». محرز بوصيّان رئيس اللجنة الأولمبية: «نحرص على دعم الرياضيين رغم الامكانيات المحدودة ...» رغم سعادة محرز بوصيّان رئيس اللجنة التونسية الأولمبية بتتويج سارة بسباس إلا أن ذلك لم يمنعه من إبداء استيائه من عدم تشريك اللجنة الأولمبية في الرأي وفي المشاريع المستقبلية للرياضة بالبلاد وعدم مشاورتها حول كيفية تقسيم الميزانية بين الجامعات الرياضية ... حيث أكدّ بوصيّان أن رغم سعي اللجنة الأولمبية إلى دعم الرياضة والرياضيين (مشيرا إلى دعم اللجنة ماديا لسارة بسباس في العام الفارط) إلا أن هذا الدعم يبقى محدودا نظرا لميزانيتها المحدودة مقارنة بوزارة الشباب والرياضة. علي بسباس والد سارة: «على قدر الفرحة على قدر البكاء» سبقت دموع علي بسباس والد سارة حديثه إلينا كما منعته من إتمام كلامه ... حيث أكدّ أنه «على قدر الفرحة على قدر البكاء» بسبب حسرة العائلة على وفاة الوالدة حياة بسباس التي طالم دعمت أولادها (عزة وسارة عزيز) وشجعتهم على ممارسة هذه الرياضة نورالدين ربّانة رئيس جامعة المبارزة: «دافع لمزيد التألق» أمّا نورالدين ربّانة رئيس جامعة المبارزة فقد أكدّ كغيره أهمية هذا الانجاز ومعتبرا هذا التتويج نتاج عمل وجهد كبيرين وتدريب منتظم وعزم على التألق والتميّز، كما أكدّ أن هذا اللقب العالمي سيكون بمثابة الدافع لزميلات سارة من أجل التألق والتميّز في هذه الرياضة». آمنة المجدوب