مخيبة للآمال ومدعاة للتساؤل ومحيّرة لأحباء النجم الرياضي الساحلي تلك هي أهم ملامح مباراة أمس الأول في الملعب الأولمبي بسوسة التي انحنى فيها فريق جوهرة الساحل أمام ضيفه الملعب القابسي هذا الأخير فرض عليه التعادل وكاد أن يجرّه الي الهزيمة.. نزيف النقاط المهدرة يتواصل حيث وجد النجم الرياضي الساحلي نفسه مجبرا على خسارة أربع نقاط في ظرف زمني وجيز لا يتعدى 72 ساعة.. فبعد نصف عثرة في صفاقس كانت العثرة كاملة أمس الأول في سوسة لأن التعادل في جوهرة الساحل مرادف للهزيمة خاصة وأن النجم وعلى امتداد اللقاءات التي خاضها على ميدانه خسر ثلاث نقاط بهزيمته أمام الترجي الجرجيسي وقبلها نقطتين أمام النادي الصفاقسي في الجولة الأولى للذهاب ولو أن النجم يومها كان منقوصا من فريق بأكمله وقدم الشبان مباراة كبيرة خلفت ارتياحا كبيرا في نفوس الجميع... ولكن في المجمل وما تفيد به الأرقام فإن النجم الساحلي خسر على ميدانه وأمام جماهيره سبع نقاط بالتمام والكمال دون اعتبار ثماني نقاط ضاعت بهزيمتين ضد الترجي والنادي البنزرتي وتعادل ضد جمعية جربة.. ومهما يكن من أمر فإن الفارق الذي اتسع مع صاحب الطليعة النادي الافريقي إلى خمس نقاط لا يعني شيئا في ظل ما تبقى من عمر البطولة الوطنية لأن الجولات ال 13 القادمة كفيلة بأن تحمل العديد من المتغيّرات وأمام النجم الساحلي في الجولة القادمة أهم المباريات ومقابلة الموسم ضد المتصدر النادي الافريقي إذا ما أراد أن يحافظ على بعض من حظوظه في المراهنة على اللقب. غاب «سعادة».. فاختل التوازن مردود النجم الساحلي في لقاء أمس الأول ضد الملعب القابسي كان عقيما بدليل أن زملاء مروان تاج اكتفوا بالمناورة ولم يصنعوا فرصا حقيقية وتعاطوا مع المنافس بالأسلوب الذي يريد عبر اعتماد الكرات الطويلة التي لم يتعب كثيرا أكرم بن ساسي وعلي الهمامي في صدها وأكثر من ذلك أن الملعب القابسي الذي اعتمد خطة دفاعية في الظاهر شكل خطرا حقيقيا على دفاع النجم وأبرز وأهم الفرص في المباراة توفرت للستيدة أكثر من التي أتيحت للنجم الساحلي وقد أظهرت مباراة أول أمس قيمة ووزن المهدي سعادة في إعطاء التوازن لمردود الفريق وهنا يطرح السؤال نفسه،، لماذا اختار فوزي البنزرتي أن يواجه الملعب القابسي من دون صانع العاب؟... فهل هي الرغبة في تكريس الخيار الهجومي بحثا عن الفوز أم هو استسهال لمنافس كثيرا ما فرض لونه خارج ميدانه ويملك ثقافة العودة بنتائج ايجابية من خارج قواعده وقد تعادل الموسم الفارط مع النجم الساحلي في سوسة وفي ظل مثل هذه المعطيات والمعرفة المسبقة بالسيناريو المتوقع من حيث التعبئة الدفاعية المنتظرة وما تفرضه من احتياطات خاصة من مكوناتها الاعتماد على صانع ألعاب لايجاد الحلول وقد جرت العادة أن يكون حمزة لحمر أفضل بديل في ما سبق للجزائري قدور بالجيلالي ثم لمهدي سعادة بما أنه يملك الخصال الفنية ذاتها في التمريرة الحاسمة إلى اتقان تنفيذ الكرات الثابتة وصولا إلى القدرة على متابعة الكرات العائدة التي كثيرا ما سجل منها لحمر أهدافا جميلة.. والحالة تلك كان من المنطقي ألا يخلي «الجنرال» كتيبته من صانع آلعاب أمام منافس جاء الى سوسة ليعتمد التكتل الدفاعي انطلاقا من وسط الميدان عبر «خنق» عمليات النجم بالضغط على حامل الكرة والتقليل من هامش التصرف بالكرة درءا لأي خطر... وبقدر ما نجح مراد العقبي في تنفيذ مخططه التكتيكي لم يجد فوزي البنزرتي الحلول وافتقد النجم لكل آلياته ولم يقو على تخطي العقبات التي وضعها أمامه العقبي بكثير من التدقيق والتطبيق الحرفي من اللاعبين لتوصياته بكامل الانضباط التكتيكي وهو ما عسّر مهمة النجم وأجبره على اقتسام النقاط مع «الستيدة» التي جاءت الى سوسة ومدربها قد درس فريق جوهرة الساحل فبعد ان انهزم مراد العقبي مع الاتحاد المنستيري بثلاثية نظيفة أمام النجم اعتبر من تلك الخسارة وخطط للعودة بالتعادل فكان له ما أراد. تساؤلات حول «بونجاح» بغداد بونجاح نقطة من نقاط قوّة النجم وهدافه الأول للموسم الثاني على التوالي ولكن عندما يجب أن يبقى احتياطيا فهو يستفيد مثلما يغنم النجم... بونجاح الذي بدأ متأثرا بضربة الجزاء التي أهدرها أمام النادي الصفاقسي كان أمس الأول عرضة للانتقادات من جماهير النجم التي صبت جام غضبها عليه في نهاية المباراة وأثناء اللقاء كان بغداد محاصرا كما لم يحاصر من قبل.. فكلما تحرك وجد أمامه لاعبين اثنين وهو أمر منتظر كان من المفروض أن يتوقعه الاطار الفني عندما يحدث المفاجأة بابقائه لبونجاح احتياطيا واستعماله خلال سير اللقاء وهو ما من شأنه أن يربك الحسابات التكتيكية للمنافس.. ثم ان التعويل على سفيان موسى الذي يملك مواصفات التعامل مع محور دفاع مكوناته لاعبين طويلي القامة ثبت بأنه كان ضروريا منذ بداية اللقاء وليس أثناءه لأن الوقت القصير الذي لعبه موسى توفرت فيه محاولات جدية عندما يصعد أعلى من الجميع ويجهز الكرة لزملائه واحداها كادت أن تأتي بالهدف من مروان تاج وهو ما حمل على التساؤل حول أسباب عدم اقتحام سفيان موسى منذ البداية... كما أن التعويل على أيمن صودة للمباراة الثانية كلاعب رواق هجومي والحال أنه قلب هجوم كلاسيكي أثبت عدم جدواه إلى أن تداخل دوره مع المهمة الموكولة لسفيان موسى في أكثر من مرّة ليصعدا معا لالتقاط نفس الكرة في مشهد يعبر عن غياب استراتيجية واضحة في توظيف هذا الثنائي... ومن التساؤلات الأخرى تلك المتعلقة بعدم دعوة المنتدب الجديد من الشبيبة القيروانية وجدي الماجري للمباراة الثانية على التوالي في وقت كان خلاله الماجري قادرا على أن يكون ورقة مفيدة بالنظر الي امتلاكه لنسق المقابلات بعد أن خاض كامل مرحلة الذهاب مع فريقه السابق. النجم أقوى بعد العثرات مهما يكن من إهدار للنقاط وتفويت في نتائج مبارايات كانت في المتناول فإن النجم الرياضي الساحلي عادة ما يكون أقوى بعد كل عثرة من خلال ردود فعله القوية التي تؤكد بأنه الفريق القادر على تكذيب كل التوقعات والعودة بسرعة الى سالف عنفوانه... فالنجم أكد بنتائجه الأخيرة بأنه كان من ضحايا الراحة المطولة للبطولة لأنه في كل مرة يكتسب فيها النسق الذي يريد ويدخل في سلسلة من المقابلات التي يجمع فيها بين النتائج والأداء سرعان ما يضيع شيئا من توازنه بمجرد أن يتوقف نشاط البطولة وهي المعضلة التي طالما أزعجت الجهاز الفني.. وما عدا ذلك فإن «الحمراء» لن تثنيها بضع نقاط مهدورة عن بلوغ مراميها فالرصيد البشري هو من أفضل مما هو موجود والمدرب فوزي البنزرتي لا نقاش في خبرته وتجربته والهيئة المديرة ورغم كل الصعوبات لم تتخلّ عن دورها في توفير كل مقومات المسيرة الموفقة.. فقط شيئا من الصبر من الأحباء ومراجعة رصينة وهادئة لبعض الاختيارات سيكون النجم الساحلي أحلى في قادم جولات البطولة الوطنية. آخر الكلام من ساءته عثرتا النجم الساحلي الأخيرتان وصنف التعادلين في خانة الهزيمة يجب أن يعلم بأن أمر البطولة لم يجسم بعد ومن يملك الارادة والعزيمة باستطاعته أن يتدارك أمره بسرعة شريطة أن يصلح أخطاءه.