جاءت مباراة الدور السادس عشر من الكأس ضد نجم المتلوي لتقيم الدليل على ثراء الرصيد البشري للنادي الإفريقي الذي قدم أمس واحدة من أفضل مبارياته هذا الموسم رغم احتجاب أكثر من عنصر أساسي عن التشكيلة الأساسية. المدرب الفرنسي دانيال سانشاز أقحم في مباراة المتلوي توليفة جديدة غاب عنها كل من ناطر و الميكاري و بالقروي المعاقبين و جابو و بلعيد اللذين خير الإطار الفني إبقاءهما على بنك البدلاء ، ورغم ذلك فقد نجح الفريق في بسط سيطرة مطلقة على منافسه و خلق كم هائل من الفرص السانحة للتسجيل لم يسبق أن خلقها بحظور تشكيلته الأساسية. وبعيدا عن ورقة التأهل التي عاد بها رفاق خليفة من المتلوي فإن عرض الأحد جاء ليؤكد على قيمة البدلاء و الحديث هنا يشمل الحدادي و الهذلي و الغندري و المنياوي، الذين أثبتوا أنه بإمكانهم دخول التشكيلة الأساسية في أي وقت و هو ما سيعقد وضعية الإطار الفني الذي سيجد صعوبات كبيرة في اختيار التشكيلة الأساسية بعد عرض المتلوي الراقي. فرصة أكبر من بين اللاعبين الذين تميزوا في مباراة الأحد نجد متوسط الميدان مراد الهذلي الذي نال شهادة الجودة بفضل ما قدمه من مجهودات كبيرة أمنت سيطرة فريقه على منطقة وسط الميدان و أعطت حلولا إضافية للخط الأمامي و أكدت ما يمتلكه ابن الملاسين من إمكانيات فنية و بدنية رهيبة و من قدرة على التأقلم مع أكثر من مركز. صحيح أن الأماكن في تشكيلة الإفريقي غالية و لكن الهذلي بات في حاجة إلى فرصة أكبر لإبراز مؤهلاته العريضة. اكتشاف كبير غياب ستيفان ناطر عن مواجهة الأحد منحت فرصة الظهور لنادر الغندري الذي برهن مجددا على أنه أحد المكاسب الهامة لفريق باب الجديد. الدولي الأولمبي كان ضد المتلوي محرار خط الوسط حيث جمع بامتياز بين عمليات إفتكاك الكرة و صناعة الهجمات و إنهائها بفضل بنيته الجسدية الرهيبة و فنياته العالية و قراءته الجيدة للعب و حسن تمركزه. الوحيشي أكد في الصائفة الماضية بأن الغندري سيكون اكتشافا سارا لأحباء الأحمر و الأبيض و ها أن الأخير يؤكد صدق توقع مديره الرياضي في انتظار التأكيد في قادم المواعيد طبعا. عودة الاستقرار سجلت مباراة الدور السادس عشر للكأس عودة الثنائي بلال العيفة و سيف تقا لتأثيث محور الدفاع الذي كان أول أمس أكثر تماسكا و يقظة و لم يرتكب هفوات تذكر باستثناء الهفوة التي ارتكبها تقا و التي تسببت في ضربة الجزاء و هنا لا بد على الأخير أن يتجنب التهور و الاندفاع المبالغ فيه في الوضعيات التي لا تشكل تهديدا مباشرا على مرمى المتألق فاروق بن مصطفى. المردود الذي قدمه العيفة و تقا يبرز بوضوح التناغم الكبير بينهما و أظهر بأنهما «الديو» الأمثل للخط الخلفي رغم اجتهاد الجزائري هشام بالقروي الذي سيعود حتما إلى دكة البدلاء في قادم الجولات. خمس حصص استعدادا ل«الكلاسيكو» منح الإطار الفني راحة خاطفة لأبنائه كامل نهار أمس على أن تنطلق عشية اليوم التحضيرات لقمة الأحد التي ستضع الفريق في مواجهة ساخنة مع ملاحقه المباشر النجم الرياضي الساحلي و التي سيعني الفوز بها قطع خطوة كبيرة نحو اللقب. الاستعدادات لكلاسيكو الجولة الثالثة إيابا سيكون عاديا حيث برمج الإطار الفني خمس حصص تدريبية أي بمعدل حصة يوميا و ذلك لتجنيب اللاعبين الإرهاق خاصة بعد خوضهم لثلاث مباريات في أسبوع و تنتظرهم ثلاث مواجهات في أسبوع أيضا ضد النجم و جمعية جربة و النادي الصفاقسي. عودة جماعية كامل الرصيد البشري سيكون على ذمة الإطار الفني في مباراة الأحد حيث سيستعيد الفريق خدمات كل من ياسين الميكاري و حسين ناطر و هشام بالقروي الذين انهوا عقوبة الإنذار الثالث. عودة ستمنح الفرنسي هامشا كبيرا لاختيار التشكيلة المثالية التي من شأنها تأمين النقاط الثلاث في مواجهة النجم و التي سيكون وزنها من ذهب في السباق نحو اللقب الغالي. متى يلتفت «ليكنز» لهؤلاء؟ الإفريقي سيد ترتيب البطولة و صاحب أفضل العروض فيها إلى حد اللحظة و رغم ذلك فإن تمثيله في المنتخب الوطني ضئيل و حتى من اختارهم ليكنز للمشاركة في النهائيات الإفريقية ( ناطر و بن مصطفى) فإنه لم يمنحهما فرصة الظهور رغم أنهما يستحقانها. الإطار الفني للمنتخب في حاجة إلى مراجعة حساباته و هذا يكون باعتماد الجاهزية كعامل أول و أخير للاختيار و إذا ما تم الاعتماد على هذا المقياس و هذا مستبعد طبعا فإن سيف تقا و بلال العيفة و التيجاني بلعيد يستحقون أن يمثلوا المنتخب في قادم المواعيد و ذلك قياسا بما قدموه ويقدمونه مع الإفريقي. فهل سيلتفت «ليكنز» إلى هؤلاء؟ أم أنه سيواصل اعتماد المحاباة في الاختيار و هذا ما سيكون على أغلب الظن؟ الخميس انطلاق بيع التذاكر مباراة الأحد سيتابعها 13 ألفا من محبي الإفريقي و ذلك بعد قرار الترفيع في عدد الجماهير الذي أقرته وزارة الشباب و الرياضية. وستنطلق عملية توزيع التذاكر انطلاقا من الخميس القادم بالحديقة و تتواصل إلى غاية يوم المباراة.