فيما يستعد «حراك شعب المواطنين» لعقد مؤتمره التأسيسي الاول يوم 20 مارس الجاري ومواصلة الطريق دون 4 أحزاب من أصل 6 دعمت المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية السابق ووقفت الى جانبه في الانتخابات الرئاسية الاخيرة، يرى مراقبون ان انسحاب هذه الاحزاب من المبادرة في الربع ساعة الاخير سيؤثر كثيرا وسيبعث برسائل سلبية للمتحمسين لها خاصة ان هذه الاحزاب حمّلت مسؤولية اجهاض المبادرة لأطراف متنفذة داخل «الحراك» ممّا قد يحوّله إلى «مولود ميت». وفي هذا الاطار، أكد محمد القوماني الامين العام لحزب الاصلاح والتنمية، أحد الاحزاب المنسحبة من المبادرة، ل«التونسية» أن انسحابهم يعود بالأساس للغموض الذي يسيطر على «الحراك» قبل أيام فقط من انعقاد المؤتمرقائلا « نحن 4 احزاب دعمنا الدكتور المنصف المرزوقي في الانتخابات الرئاسية بغاية احداث توازن في مؤسسات الحكم بعد ان تقدم «نداء تونس» في مجلس نواب الشعب. وبعد فوز الباجي قائد السبسي في «الرئاسية» قمنا بدعم مبادرة «حراك شعب المواطنين» التي اطلقها الدكتور المرزوقي للاستفادة من زخم الانتخابات لبناء رافعة سياسية قادرة على احداث التوازن في المشهد السياسي من خارج مؤسسات الحكم وقادرة على رفع التحديات الوطنية في المرحلة القادمة خاصة ان هذه الحاجة تأكدت بعد تحالف الحزبين الرئيسيين (النهضة والنداء) بما اضعف المعارضة داخل البرلمان. واضاف القوماني قائلا «مشاركتنا في الحوار السياسي الذي انطلق منذ جانفي الماضي كانت على هذا الاساس لكنّنا لاحظنا ، قبل أيام من موعد المؤتمر لبناء الحراك تنظيميا ومضمونيا، ان الغموض مازال مستمرا حول الافق السياسي لهذا الحراك الى جانب تعمّد بعض الشخصيات التي كانت قريبة من حملة المرزوقي الى تكوين جمعيات محلية بالمعتمديات ذات طابع تنموي أو ثقافي أو اجتماعي وتعتزم اعلان ائتلاف هذه الجمعيات المكونة من بقايا تنسيقيات الانتخابات وهذا ما نعتبره طابعا جمعياتيا للحراك تحاول بعض الاطراف فرضه كأمر واقع في المؤتمر معتبرا ان هذا الامر لا يتناسب مع تطلعات احزابهم كأحزاب سياسية تريد ان تبني رافعة تنظيمية في حزب سياسي جديد أو جبهة أو غيرها». واكد القوماني انهم رفضوا الانجرار الى صيغ لم يشاركوا في إقرارهاوأنهم لذلك أعلنوا الانسحاب من المبادرة دون ان يكونوا في خصومة معها، مستغربا تصريحات عدنان منصر ومشيرا الى أن انضمامهم للمبادرة كان علنيا وأن انسحابهم منها كان ايضا علنيا وأن مهاجمة منصرلهم لا مبرر لها، معتبرا ان منصر يناقض نفسه اليوم ويخطئ في التقليل من شأن هذه الاحزاب ومهاجمة اصدقاء الامس والحال انه حرص، خلال الانتخابات الرئاسية الماضية، على اعلان هذه الاحزاب دعمها للمرزوقي وأنه بالتالي هو يدرك جيدا أهميتها. واعتبر القوماني انه يتمنى لهذا الحراك ان يكون لبنة ايجابية تضيف الى المشهد الوطني لكن التحضيرات والمؤشرات تقول انه دون التطلعات مشيرا إلى أن الأحزاب المنسحبة لمست خلال جلسات الحوار في الاشهر الثلاثة الماضية غياب الجدية عن بعض الاطراف والتي ربما ساهمت، حسب قوله، في تشتيت جهود المنحازين للثورة وحالت دون تجمعهم في الانتخابات التشريعية وربما ايضا ساهمت في اضعاف حظوظ المرزوقي في الانتخابات الرئاسية مشيرا الى ان هذه الاطراف لم تستخلص بعد الدرس وتؤثر سلبيا في مسار «حراك شعب المواطنين» على حد تعبيره. وكان عدنان منصر المسؤول فى التنسيقية الوطنية ل«حراك شعب المواطنين»قد استغرب من انسحاب 4 أحزاب من «حراك شعب المواطنين» معتبرا أنّ ذلك يتعارض مع نزاهة الفكر و الانتماء لأنّ هيكل الحراك لم يتأسس بعد. وأضاف منصر في تدوينة على صفحته الرسمية قائلا «من اعتقد أنه ب«الحراك» سيحيي أحزابا لم يعد لها وجود على الأرض فقد أخطأ العنوان منذ البداية» مشيرا الى أن الحراك «مشروع للمستقبل، والسياسة وحدها لا تبني المستقبل، ولكن سيكون للحراك كلمته في السياسة وغيرها. إنّ الحراك لن يكون تكرارا للفشل ، بل هو قوّة بناء للمستقبل و لخلق البديل العميق بعيدا عن كلّ التجاذبات العقيمة» مضيفا أنّ الحراك سيكون فضاء لتأطير مختلف عن هيكلة و نمط الأحزاب. ويشكل مؤتمر 20 مارس في نظر بعض الملاحظين موعد العودة السياسية للمنصف المرزوقي رئيس الجمهورية السابق. وسيتم خلال المؤتمر البت في الهوية والشكل التنظيمي ل«الحراك» كجبهة اجتماعية ومدنية أو كحركة سياسية ومدنية وضبط أهدافه وبرنامجه. وكان المرزوقي قد أعلن في ديسمبر الماضي عن تأسيس «حراك شعب المواطنين» الذي أيدته ستة أحزاب سياسية هي المؤتمر من أجل الجمهورية والبناء والاصلاح وحركة وفاء والاصلاح والتنمية و17 ديسمبر والحركة الوطنية للعدالة والتنمية.