المتأمل في أغلب الأحداث الإرهابية التي جدت بتونس بعد قيام الثّورة، يلاحظ أن أغلبها حصل يوم أربعاء كانت آخرها عملية متحف باردو أوّل أمس والتي جعلت عدد العمليات التي حدثت في مثل هذا اليوم يبلغ 10 عمليات، ولعل إختيار هذا اليوم من قبل الإرهابيين لم يكن صدفة إذ يؤكد بعض المحللين السياسيين ان الأربعاء يعرف ب«يوم العقاب» وانّ له عدة دلالات مقترنة بالاستشهاد فيه ونيل الجنة. يوم الأربعاء 18 فيفرى 2015 حصلت عملية إرهابية في منطقة بولعابة من ولاية القصرين وقد خلّفت آنذاك أربعة شهداء من رجال الحرس الوطنى حيث أن دورية للحرس الوطني كانت متمركزة في مفترق قرية بولعابة عندما قامت مجموعة إرهابية بنصب كمين لها مما أدى إلى استشهاد 4 أبطال من وحدات الحرس الوطني. وقد تبين لاحقا أن منفذي الهجوم ينتمون لمجموعة عقبة بن نافع، وأنهم عمدوا إلى إطلاق النار المكثف على سيارة وحدات الحرس الوطني مما أدى لاستشهادهم جميعا . الهجوم على حافلة في الكاف كما حصل يوم الأربعاء 5 نوفمبر 2014 هجوم إرهابي على حافلة مخصصة لنقل عسكريين وعائلاتهم بين الكاف وجندوبة مما أدى إلى سقوط 5 شهداء من العسكريين وإصابة 12 آخرين بإصابات متفاوتة الخطورة،وقد تعرّضت الحافلة العسكرية التي كانت تقل جنودا طلبة إلى إطلاق نار من قبل عناصر إرهابية على مستوى معتمدية نبر بولاية الكاف. انفجار لغم... واستشهاد عسكريين يوم الأربعاء 2 جويلية 2014 انفجر لغم بجبل ورغة بالكاف أسفر عن استشهاد أربعة عسكريين ،وإصابة 4 جنود من الجيش الوطنى وعونين من الحرس. وتعود تفاصيل الحادثة إلى أن وحدات من الجيش والحرس الوطنيين قامت بعملية تمشيط فى إطار مكافحة الإرهاب ولكن سيارة عسكرية من نوع هامر تعرّضت خلال عملية التمشيط الى انفجار لغم أرضى بمنطقة كسار القلال واقعة بين منطقتيْ الطويرف وساقية سيدى يوسف بولاية الكاف على الساعة الثانية بعد الزوال مما أسفر عن استشهاد العسكريين وقد تم فى اطار هذه العملية تدمير مواقع لعناصر إرهابية كانت متحصنة بجبال ورغة. ويوم الأربعاء 28 ماي 2014 استشهد أربعة أمنيين بالقصرين في هجوم مسلح على منزل وزير الداخلية السابق لطفي بن جدو. وكانت تلك العملية الإرهابية هي أول عملية تطال عائلة وزير الداخلية بشكل علني وتصل إلى مسكنه بحيّ الزهور بالقصرين ويذكر أن المسلحين كانوا ملثمين، وأنهم جاؤوا على متن سيارة . عملية سيدي علي بن عون يوم الأربعاء 23 أكتوبر 2013 استشهد ستة أعوان من الحرس الوطنى وأصيب إثنان آخران بجروح خطيرة وقتل إرهابيان في مواجهة مسلحة بين فرقة من الحرس الوطنى ومجموعة إرهابية مسلحة بمنطقة الونايسية من معتمدية سيدى على بن عون من ولاية سيدى بوزيد وقد سقط في العملية الشهيد سقراط الشارني الذي تحوّل اسمه الى رمز لمقاومة الإرهاب. كما جدت في نفس اليوم عملية إطلاق النار في مدينة منزل بورقيبة من ولاية بنزرت على عونيْ حرس وطني مما تسبب في استشهاد أحدهما. حادثة بئر علي بن خليفة يوم الأربعاء 1 فيفري 2012 حصلت مواجهات بين مسلحين وقوات الأمن والجيش الوطنيين ببئر على بن خليفة مما أسفر عن جرح عسكريين. يوم الأربعاء 6 فيفري 2013 تم اغتيال الوجه السياسي والحقوقي المشهور شكري بلعيد أمام منزله بأربع رصاصات كانت واحدة بالرأس وأخرى بالرقبة ورصاصتان بالصدر مما خلف العديد من ردود الفعل حول هوية القتلة اللذين استهدفوه حال خروجه من منزله بالمنزه السادس بولاية أريانة. «يوم الحساب» ! قال مازن الشريف الخبير الأمني والمسؤول عن قسم الإستشراف ومكافحة الإرهاب في المركز التونسي لدراسات الأمن الشامل ل«التونسية» إنّ اختيار يوم الأربعاء مقصود ومدروس من قبل الإرهابيين وأن أغلب العمليات ومنذ القديم تتم في هذا اليوم . وأضاف انه ورد في القرآن الكريم ان الله عاقب قوم لوط يوم الأربعاء وبالتالي هو يوم يُعرف بالحساب ويُعتقد أيضا أنه يوم الحسوم ،ملاحظا ان الإرهابيين يعتبرون هذا اليوم يوم العقاب الإلاهي المسلط على الناس. وأشار إلى أن الإرهابي يحمل عقلية انتحارية ويظن أنه فدائي في سبيل الله وأنه بعمله سيدخل الجنّة!! وأكّد الشريف انّنا طالما لم ندرك العقلية التي يتصرف بها الارهابيون فإننا لن ننجح في محاربتهم . واعتبر الشريف انّ الهجومات الإرهابية مدروسة وتتم وفق تخطيط مسبق ووراءها خبراء ودراسات في حين أننا نعمل بطريقة «بَعْلية»، مبينا ان منفذي عملية باردو زاروا على الأرجح المتحف مسبقا ودرسوا المكان جيدا قبل تنفيذ الهجوم . وشدّد على أن العملية الأخيرة في باردو قد يكون وراءها على الأقل مائة شخص بين مخطط وداعم ومؤطر... معتبرا ان المنفذين هم عادة أشخاص نكرات ويرتبون في الصفوف الخلفية ولذلك يتم استعمالهم بطريقة منفردة للتنفيذ . واعتبر أن الأخطر هم الأشخاص الذين جندوا هؤلاء الشباب وشيوخ التكفير الذين دمغجوا الشباب . وأكد أنه توقع هذه العملية وأنه سبق له أن حذر من وصول الإرهاب الى المدن، ملاحظا ان لا احد كان يستمع الى نصائح الخبراء الأمنيين رغم جدية تحذيراتهم وقال إنّ ضرب مواقع السيادة ومواقع سياحية ليس بالأمر الغريب، مشدّدا على ان الدولة والمشرفين عليها لم يفهموا بعد عديد المعطيات التي قدمت لهم . وأضاف أنّ ما حصل في متحف باردو ضربة للسياحة التونسية لأن المستهدف هم السياح بالدرجة الأولى ثم الدولة ككل.