اختتمت مساء امس الاول ، الدورة الثانية من ايام قرطاج الموسيقية بالمسرح البلدي بالعاصمة، بحضور عدد كبير من الفنانين، على غرار صباح فخري ومرسيل خليفة ولطيفة العرفاوي وصابر الرباعي وليلى حجيج والعازف هشام بدراني والعازف السوري مسلم الرحال والشاعر ادم فتحي والفنان ياسين بولعراس والفنانة المالية اميكا ساخو، والعديد من الوجوه السياسية، وعلى رأسهم وزيرة الثقافة السيدة لطيفة لخضر، وبعض اعضاء الحكومة. وقد أحيى حفل الاختتام الفنان زياد غرسة، الذي قدم عرضا متألقا من الموشحات الأندلسية، التي نالت استحسان الجمهور وقد اهدى زياد غرسة أغنية لتونس، لم تكن في البرنامج، وإنما تمت إضافتها في الساعات الأخيرة نظرا للظروف الأخيرة والأحداث الإرهابية التي مرت بها البلاد مؤخرا، بعنوان « يا دم خويا، بالزهر معطر»، وقد اكد غرسة، ان للثقافة دورا هاما في محاربة الارهاب، وهزم الظلامية. من جهته اكد الفنان حمدي مخلوف مدير مهرجان ايام قرطاج الموسيقية، على ان تونس ستظل دائما بلد الفرح، مشيرا إلى ان شعب تونس، يحب الحياة، ولن يستسلم يوما، وأن تونس ستظلّ «تونس موسيقية ابد الدهر». أما بالنسبة للعروض، فقد اكد مخلوف ان الدورة شهدت 40 عرضا متنوعا من تونس ومصر والكوت ديفوار ومالي وفلسطين، وغيرها من الدول المشاركة في الدورة، وأنها تميزت بصالون للصناعات الموسيقية، الاول من نوعه، في تونس وفي افريقيا. رئيس لجنة التحكيم، مارسيل خليفة، عبر عن فرحه لحضوره هذه الدورة ولوجوده في «تونس الغالية والعزيزة، في رحاب حضارتها، وسماء حريتها، للمشاركة في ايامكم الموسيقية، ومعرفة هؤلاء الشباب الموهوبين، واحتضانهم كزملاء لي، كنت انظر بكل حب لهذه الايام الموسيقية الجميلة والرائعة، على جميع المستويات، من مؤدين، ملحنين، وشعراء. انا فرح بوجودي معكم في هذه الايام، التي مكنتني من معرفة ايامكم الموسيقية»، مضيفا «فلتكن الموسيقى همكم وهاجسكم، فالموسيقى تحمي من الانهيار، وتحمي من الهزيمة، فلننتصر بشيء من جنون الموسيقى، ونرقص تحت اشعة الشمس، بلا حياء، وكل سنة وزهرة ايام قرطاج الموسيقية لا تذبل». من جانبها، أوضحت وزيرة الثقافة لطيفة لخضر، سبب استمرار الاحتفال، وعدم اعلان الحداد بعد حادثة متحف باردو التي هزت البلاد قائلة: «نحن لم نعلن الحداد، فالحداد هو انزواء على النفس، لاعادة بناء النفس، وللمصالحة مع الموت، ونحن نتصالح مع الموت، إذا ما كان قرارا إلاهيا، وقدرا مكتوبا، أما إن كان الموت جاء بقرار من اصحاب الشيطان، فإننا نرفضه تماما، ولن نرضخ له ابدا، ... الفن هو صديق الحياة، ولهذا السبب لم نعلن الحداد بعد المصاب الذي حصل معنا هذا الاسبوع،( الأسبوع الفارط)، واستمرت الاحتفالات، وتواصلت الدورة، رغم الظروف الحالية للبلاد». وقد اختتمت الدورة الثانية من مهرجان ايام قرطاج الموسيقية بالاعلان عن اسماء الفائزين وبتوزيع الجوائز كالتالي: - جائزة افضل أداء آلي: محمد زياد الزواري - جائزة افضل اداء صوتي: راقية بن خديجة - جائزة افضل توزيع: محمد كمون - جائزة افضل كلمات: المولدي حسين - جائزة الجمهور: الطاهر القيزاني - جائزة افضل عرض موسيقي باللهجة التونسية: مناصفة بين الطاهر القيزاني وانيس القليبي - جائزة التانيت البرنزي للعروض المنفردة: مناصفة بين العازفين محمد بن صالحة ورامي العرابي - جائزة التانيت البرنزي لعروض المجموعات: مناصفة بين مهدي شقرون ولبنى النعمان - جائزة التانيت الفضي للعروض المنفردة على الناي: العازف احمد اليتيم - جائزة التانيت الفضي لعروض المجموعات: بالتساوي بين بشير الغربي ومحمد على كمون - الجائزة الكبرى، التانيت الذهبي: كولي بالي سليمان من الكوت ديفوار تونس تنتصر من جديد، من خلال النجاح الباهر الذي حققته الدورة الثانية لايام قرطاج الموسيقية، وذلك بشهادة العديد من النقاد، نجاح دل على ان تونس لن تهزم، ولن تبكي، ولن تستسلم ، ولن تدمر، بأبنائها، وشعبها، وأمنها.