باستثناء الجماهير التي تبقى شامخة ودائما في الموعد على ذمة فريقها الاول النادي الرياضي الصفاقسي في شتى المواعيد فإنه يمكن القول، اثر ما حصل ليلة الخميس الاسود الذي ودعناه، ان كل أركان الفريق قد انهارت بدرجات متفاوتة منها الانهيار الكلي و منها الجزئي و سوف نعود الى ذلك بالتفصيل في مقالنا هذا ولكن قبل الحديث عن الاسباب فإنّه يجدر بنا توضيح النتائج التي جناها الفريق وأولها الابتعاد شبه النهائي عن دائرة المنافسة على لقب البطولة الوطنية الذي كان في المتناول خاصة و ان بقية مباريات الفريق تعتبر كلها في مصلحته و ثاني النتائج هي عندما كادت تحلّ بالفريق كارثة الحرمان من ابرز لاعب فيه محمد علي منصر بسبب بعض الاخطاء و ثالثها هو تردي الاوضاع داخل الهيئة المديرة و الانشقاق بين الرئيس و نائبه الأول مما انعكس سلبا على روح المجموعة و رابع النتائج هو دخول الشك في اللاعبين الذين قام الفريق بانتدابهم وهو اخطر شيء من شأنه أن يضر بمسيرة الفريق في السنوات القادمة بسبب تكون نصف رصيد الفريق منهم هذا إضافة الى ابرز عامل وهو انعدام الثقة بين الجماهير و فريقها في هذه المرحلة الدقيقة . رعوانية يمكن القول هنا بأن النادي الرياضي الصفاقسي قد عانى من الرعوانية التي تسيطر على عملية تسييره قبل أي شيء آخر و يتعلق الأمر هنا أساسا بالموعد المقترح و الذي سبق ان وافقت عليه الهيئة المديرة المتعلق بمباراة القوافل الرياضية بقفصة حيث كان من الأجدر تركها في موعدها الاصلي يوم الخميس اثر العودة من المغرب على ان توافق الادارة على تأجيلها لموعد تكون فيه عودة اللاعبين الدوليين من رحلة شاقة سويعات قبل اللقاء هذا من جهة و من جهة اخرى إن إلقاء نظرة بسيطة على الرزنامة قبل مدة و تحديدا قبل مباراة الطوغو كان من شأنه أن يجلب اهتمام القائمين على شؤون الفريق إسوة بفريق الترجي الرياضي وبالتالي ضرورة القيام باكتراء طائرة خاصة كان هو الحل الاسلم هنا رغم التكلفة الباهظة و التي هي في حدود 100 الف دينار زائدة عما دفعه الفريق في رحلته العادية وهو مبلغ عادي جدا بالنظر الى قيمة الرهان وهو البطولة الوطنية التي كانت في المتناول لو تمت الاحاطة بالفريق كما يجب . علاقات متردية لا يختلف عاقلان في ان الاجواء الداخلية للفرق تعتبر ابرز عامل نجاح وهو ما انتفى في الفترة الماضية بين اعضاء الهيئة المديرة للنادي الرياضي الصفاقسي مما سمم الاجواء بين الرئيس و نائبه و يتعلق الامر هنا بعملية تأجيل المباراة و ما رافقها من تلاسن بينهما حيث أكد المنصف خماخم إن فريقه لن يلعبها البتة بينما وافق رئيس الفريق على ذلك ولو انه هنا وقع تجنيب النادي العديد من العقوبات أولها هزمه مباشرة و لكن الاشكال يتعلق أساسا بغياب التنسيق بين الرجلين وهو ما يعطي فكرة ضافية على عدم نقاوة الاجواء داخل أسوار الفريق مما انعكس سلبا على النادي. اختيارات فنية مبهمة من العوامل التي أدت الى انهيار الفريق في المباريات الأخيرة وخاصة في مباراة القوافل الرياضية بقفصة وجود بعض الاختيارات الفنية غير الدقيقة و خاصة الاعتماد على بعض اللاعبين الذين لازالوا حديثي العهد بالفريق في موعد جدّ مهم مثل نيانغ و الحكيمي في مباراة اعصاب تتطلب من الخبرة الشيء الكثير و ثانيها واخطرها هو قرار تشريك محمد علي منصر و علي المعلول اثر رحلة شاقة جدا الى اليابان و الصين و ما انجر عنه من تهديد لصحة اللاعبين ولئن مر معلول بسلام فإن منصر دفع الثمن الذي كاد يكون باهظا جدا لولا ألطاف الله. فريق لم يجن من المنتخب سوى المتاعب هي حقيقة أصبحت متداولة بشدة داخل أسوار فريق النادي الرياضي الصفاقسي حيث دفع الفريق الثمن غاليا في الماضي غير بعيد عند تفريطه في مدربه الاول الهولندي رود كرول للمنتخب والذي وقع تحويل وجهته و آخر ما جناه الفريق من المنتخب هو استحالة تعويله على عناصره الدولية و ما انجر عن ذلك من تفريطه في نقاط الفوز امام ضيفه القوافل الرياضية بقفصة و كادت الخسارة تكون مضاعفة لو ثبت ان منصر قد اصيب في الاربطة المتقاطعة لا قدر الله. «منصر» في فرنسا مايسترو النادي الرياضي الصفاقسي محمد علي منصر الذي تم تشريكه في المباراة بداية الشوط الثاني تعرض الى اصابة تخوف منها الجميع لا سيما انها على مستوى الركبة التي اجرى عليها العملية الجراحية وكانت المخاوف كبيرة من ان تكون اصابة حادة و قد أجرى فحوصات بالرنين المغناطيسي من أجل الوقوف على نوعية الاصابة وقد علمنا ان الاطار الطبي للنادي الرياضي الصفاقسي سعى الى توفير الاحاطة الكاملة باللاعب من الناجية الطبية و نجح في اخذ موعد له يوم الثلاثاء القادم للقاء الطبيب الجراح بيار هامون الذي اجرى له عملية جراحية على اربطة الركبة قصد متابعة حالته وتشخيص المطلوب. كل انصار النادي الرياضي الصفاقسي الذين حزنوا لما جرى لهذا اللاعب الدولي المتخلق يتمنون له الشفاء و العافية ليعود الى الميادين في اقرب وقت ممكن وهو الذي لم يبخل على ناديه بالعطاء و الجهد.