بعد أن استعاد جانبا كبيرا من توازنه، بتغلبه أداء و نتيجة على قوافل قفصة و نادي حمام الأنف بثلاثية لكل منهما ، يواصل النادي الإفريقي تحضيراته وسط أجواء مريحة و هادئة للغاية. أبناء الفرنسي دانيال سانشاز انطلقوا منذ الأمس في الإعداد لمباراة ذهاب ثمن نهائي كأس الاتحاد الإفريقي التي ستجمعهم عشية الجمعة القادم في الجزائر بنادي أولمبي الشلف والتي سيسعى من خلالها الفريق إلى تحقيق نتيجة إيجابية تؤكد الصحوة الأخيرة و تسهل مباراة العودة و تفتح أبواب التأهل على مصراعيه أمام زملاء خليفة الذين أكدوا عزمهم على العودة من الباب الكبير إلى الأجواء الإفريقية التي غاب عنها الإفريقي في السنوات الأربع الماضية. «الرياحي» يتخلف رحلة الإفريقي إلى القطر الجزائري الشقيق تنطلق عشية الغد من مطار تونسقرطاج الدولي في سفرة عادية سيشارك فيها كل اللاعبين المؤهلين إفريقيا إضافة إلى الطاقم الفني و الإداري، و لتوفير كل الظروف المريحة قامت الهيئة بإيفاد مبعوثين إلى بلد المليون شهيد لحجز مقر الإقامة و ضبط كل الأمور اللوجستية هناك. الرحلة الإفريقية الأولى سيغيب عنها رئيس الإفريقي سليم الرياحي بسبب التزاماته المهنية. معاينة دقيقة سبق و أن أشرنا إلى تحصل اللجنة الفنية للفريق على تسجيلات خاصة بأولمبي الشلف الجزائري و قد قامت بتحليلها و الوقوف على كل الجوانب المتعلقة بالفريق المنافس الذي نجح في إزاحة حوريا كوناكري الغيني في الدور الماضي. الفرنسي دانيال سانشاز يمتلك الآن كل المعطيات الخاصة عن الخصم و هو ما قد يسهل عليه تحديد خياراته البشرية و الفنية للعودة من هناك بنتيجة إيجابية. ثورة «الحدادي» شهد أداء الظهير الأيسر للفريق أسامة الحدادي تطورا ملحوظا في اللقاءات الأخيرة حيث أضحى حلقة أساسية في رسوم الإطار الفني التكتيكية و عنصرا مهما في عملية التنشيط الهجومي للفريق. الحدادي و إضافة إلى تميزه في الناحية الدفاعية نجح في اكتساب الجزء الذي كان يفتقده و هو الفاعلية الهجومية حيث كان حاسما في المباريات الثلاث الأخيرة التي خاضها بدءا بمواجهة المنتخب مع الصين، حيث كان وراء تمريرة هدف منصر قبل أن يعود أكثر قوة مع الإفريقي و يكون صاحب تمريرة هدف صابر خليفة في مباراة القوافل و تمريرة هدف جابو في مرمى «الهمهاما». أداء الحدادي المقنع أشاد به مدربه دانيال سانشاز الذي أكد أن الفريق بات أكثر توازنا بتواجد ظهيرين بمواصفات الحدادي و العقربي الذي يعد أكثر اللاعبين استقرارا من حيث العطاء و الأداء. أكثر جرأة للإفريقي أفضل خط هجوم و هذا ليس غريبا خاصة و أنه يمتلك مثلثا أماميا رهيبا يتألف من جابو وخليفة و الذوادي و الذين أمنوا إلى غاية اللحظة أكثر من نصف أهداف الفريق دون اعتبار لمساتهم الحاسمة و ضربات الجزاء التي تحصلوا عليها، و لئن بلغ أداء خليفة و جابو ذروته في المباريات الأخيرة ،فإن «الزو» لا يزال بعيدا عن مستواه الحقيقي. صحيح أن اللاعب يؤمن دورا تكتيكيا كبيرا من حيث التغطية الدفاعية و لكن هذا لا يبرر تراجع مساهمته الهجومية. الذوادي و على عكس عاداته بات يخشى الاحتكاكات المباشرة مع المدافعين و التي كانت تعتبر إحدى هواياته المفضلة و بات يخشى المجازفة دون البحث عن الانجازات الفردية التي عود عليها جماهير الأحمر و الأبيض و التي صنعت انتصارات كثيرة للفريق. الذوادي مطالب بتحمل مسؤولياته و بجرأة أكبر في التعامل مع الكرة و مع المنافسين و الأكيد أن تتالي المباريات سيعطي «الزو» أكثر ثقة ستمكنه حتما من العودة إلى المستوى المعهود. «سانشاز» يغير التكتيك حاجة الإفريقي إلى العودة بنتيجة إيجابية في أولى رحلاته الإفريقية و غياب عبد المومن جابو عن مباراة الشلف بسبب العقوبة المسلطة عليه من قبل الاتحاد الإفريقي دفعا المدرب الفرنسي إلى التفكير في إدخال تحويرات على التشكيلة و على الخطة التكتيكية المزمع إتباعها في مباراة الجمعة، حيث علمنا أن الفرنسي يفكر بجدية في التعويل على خطة 3 – 5 – 2 بتواجد كل من بلال العيفة و هشام بالقروي و سيف تقا في المحور و قد جرب الإطار الفني هذه التركيبة في الشوط الثاني من مباراة نادي حمام الأنف و قدمت ما هو مطلوب منها. هذا و ينتظر أن تحافظ تركيبة خط الوسط على استقرارها بتواجد كل من بلعيد و ناطر و الهذلي و العقربي و الحدادي فيما سيتألف خط الهجوم من زهير الذوادي و صابر خليفة. فرصة مواتية رحلة الفريق إلى الجزائر ستكون فرصة مواتية للمدير الرياضي منتصر الوحيشي لتجديد المحادثات مع مهاجم اتحاد الحراش محمد لمين عبيد الذي كان على وشك الالتحاق بالفريق في الميركاتو الشتوي و لكن التزامه بالخدمة العسكرية أجهض الصفقة التي قد ترى النور في قادم الأيام خاصة مع اقتناع الوحيشي بسعة إمكانيات الرفيق السابق لهشام بالقروي الذي قد يكون ورقة مهمة في استمالة عبيد إلى مركب النادي.