اقترب فريق أكابر كرة اليد بالنادي الافريقي من لقب البطولة بعد سلسلة انتصارات باهرة في المرحلة الممتازة من ال«بلاي أوف» وأخرها كان بفارق ثماني نقاط ضد الغريم الأزلي ونعني به الترجي الرياضي. ولمعرفة حظوظ النادي وطموحاته وسرّ انتفاضة سواعد الافريقي في موسم متميّز للغاية انطلق بالتتويج الافريقي، اتصلت «التونسية» بحارس المرمى مكرم الميساوي والذي يعدّ وفق المختصّين من مفاتيح تميّز الافريقي في الموسم الحالي. وفي هذا الصدد قال الميساوي ان المجموعة تتعامل مع كلّ مباراة على حدة ولم تجزم أنها توّجت أو حسمت أمر اللقب بل إنّ في البرنامج عدّة مواجهات هامة وليس أقلّها ملاقاة النجم الساحلي، وواصل محدثنا ليؤكد أن زملاءه تعاملوا بتركيز كبير مع كامل مجريات الموسم على امتداد مراحله الثلاث، معتبرا أن الجزء الأول أثبت فارقا كبيرا بين الافريقي ومنافسيه، فيما توجّه الاهتمام خلال المرحلة الثانية الى نقطتي الحوافز، وهذا ما تمّ فعلا.. ويتركّز العمل حاليا على الظفر باللقب وتتويج الموسم كأفضل ما يكون.. أسرار النجاح والعبر الحاصلة استفسرنا الميساوي عن الوصفة التي جعلت «يد الافريقي» تصعد فوق الجميع هذا الموسم، فقال في تصريحه ل«التونسية» ان المجموعة عملت منذ البداية على التطوّر واصلاح أخطاء السنوات الفارطة خاصة أن اللقب اقترب مرارا من الافريقي في السنوات الماضية وفق محدثنا، وأكد حارس أخشاب نادي باب الجديد أن الخبرة حصلت لدى اللاعبين تدريجيا وهذا ما جعلهم مراهنين على اللقب وقادرين على فرض لونهم ضد جميع المنافسين، وواصل ليشير الى اضافة نوعية كبيرة حاصلة بعد قدوم المدرب ايمبرتا جعلت المجموعة تتحرّر وتكون عند حسن ظنّ مسؤولي النادي الذين وفروا كامل عوامل النجاح. وبخصوص ما يطرح عن «فورمة» الميساوي التي كانت حاسمة للانفراد بالصدارة وتخطّي عقبة المنافسين التقليديين على غرار الترجي والنجم، قال محدّثنا ان الفضل يعود للمجموعة ككلّ وليس الميساوي وحده، مشيرا الى أن البدائل متوفرة ولا يمكن نسب النجاح الى شخصه فحسب، مثنيا في ذات الاطار على امكانات ادريس الادريسي ومحمد صفر كلما أدرجهما الاطار الفني في التشكيلة، ولذلك عاد الميساوي ليقول ان الفريق جاهز للبرهنة في ما تبقى من سباق البطولة وكذلك خلال «السوبر الافريقي» المرتقب ضد الترجي. وعن حكاية تألقه ضد الترجي، قال الميساوي ل«التونسية» ليس هناك في الأمر سرّ بل انه يستعدّ لكل اللقاءات بنفس القدر من التركيز، واستدرك ليؤكد أنه قد يكون للمعطى النفسي بتألقه سابقا ضد الترجي دور في التأثير المباشر على لاعبي الفريق المنافس، بل ذهب الميساوي ليشير الى أن الافريقي تجاوز نشوة فوز الدربي معتبرا أن كل المواجهات تكتسي نفس القدر من الأهمية وأن هزم الافريقي للترجي أمر عادي وليس بطولة في حدّ ذاته... «الشويرف» و«البوغانمي» والترجي ختمنا حوارنا مع الميساوي بالاشارة الى ما يترقبه الملاحظون من عودة سريعة الى أخشاب المنتخب، فقال انه ينتظر ذلك وهو مستعدّ متى رأى الاطار الفني ضرورة تشريكه معتبرا نفسه «ابن الدار» وليس غريبا عن أجواء المنتخب. ومن جهة أخرى تطرّقنا الى صفقة انتقال اللاعبين السابقين للافريقي وهما مروان الشويرف وأسامة البوغانمي من ترومبلاي الى الترجي، فعلّق الميساوي قائلا ان زميليه يملكان الحرية لتقرير مصيرهما وهما أدرى بمصلحتهما، لكنه نصّص على القول ان مسار الافريقي إجمالا لن يتوقف على أي اسم كان ومهما كانت قيمته ان خيّر المغادرة. وحين سألنا حارس مرمى الافريقي عن امكانية التحاقه بالترجي مثلا في حال توفّر العرض المناسب، فأجاب حرفيا انه يحترم كثيرا هذا الفريق ولكن مبادئه وتعلقه بالافريقي (أي الميساوي) يمنعانه حتى من مجرّد التفكير في الانتقال للترجي مهما كانت المغريات، وختم بالاستدلال بحادثة خلافه مع الافريقي سابقا ومع ذلك فإنه خيّر آنذاك الالتحاق بجمعية الحمامات قبل العودة الى الافريقي...