أعلنت النقابة العامة للتعليم الأساسي تنفيذ إضراب عام بكافة المدارس الابتدائية أيام 26 و27 و28 ماي الجاري، يليه إضراب إداري «مفتوح على كل الواجهات» وفق ما صرح به الكاتب العام لنقابة التعليم الأساسي مستوري القمودي خلال ندوة صحفية انعقدت أمس بمقر الاتحاد العام التونسي للشغل. و قال مستوري القمودي إن المفاوضات التي أجراها الطرف النقابي مع سلطات الإشراف لتفعيل الاتفاقيات المبرمة بخصوص المطالب المهنية والمادية لأهل القطاع لم تتوصل إلى أية نتائج تذكر نظرا لسياسة الممطالة التي تتبعها وزارة التربية وخاصة رئاسة الحكومة في الغرض، حسب تعبيره. و أضاف القمودي أن الحكومة الحالية تفتقد للإرادة في تفعيل الاتفاقيات المبرمة مع قطاع التعليم الأساسي، كما أنها تفتقد لمشروع واضح في التعاطي مع الإضرابات القطاعية والاجتماعية التي تشهدها البلاد وعلى رأسها ملف الحوض المنجمي مؤكدا أن حلحلة هذا الملف سيمكن من إنهاء جميع الاضطرابات والإضرابات التي تعرفها بلادنا منذ فترة. ظروف تدريس قاسية و أوضح الكاتب العام لنقابة التعليم الأساسي أن المعلم يعيش أوضاعا اجتماعية متدهورة وهو ما يتمظهر أساسا في ضعف المرتب الذي يتقاضاه وهو في حدود 780 دينار مما نتج عنه تراجع القدرة الشرائية للمعلمين. وتابع بأن المعلمين يعملون في ظروف قاسية خاصة في المناطق الداخلية وأن الوضع بالمدارس الابتدائية في هذه المناطق كارثي ملاحظا أن الميزانية المخصصة للمدارس الابتدائية لا تتجاوز 150 دينار على حد قوله. تنقيح القانون الأساسي و في سياق متصل، أشار مستوري القمودي إلى تعقد الوضع بقطاع التعليم الأساسي مبينا أن مطالب المعلمين قديمة وليست بوليدة اللحظة وتهم بالأساس مسائل ترتيبية كما أن الميزانية المخصصة لها موجودة بوزارة التربية. وأعقب أن المعلمين مازالوا في انتظار تفعيل مطالبهم بخصوص مطلب تنقيح القانون الأساسي الذي طالبوا به منذ سنة 2014 وكذلك الشأن بخصوص مطالب الترقيات في الرتبة التي تم طرحها على سلطات الإشراف منذ سنة 2013 مضيفا في الأثناء أن المعلمين لم يتحصلوا على مستحقاتهم المتعلقة بمنحة الريف منذ السنة الفارطة. اتهامات لرئيس الحكومة و اتهم القمودي حكومة الحبيب الصيد ورئيس الحكومة رأسا بالتلكؤ في تفعيل مطالب المعلمين معقبا بأن الحكومة الحالية تعادي الاتحاد العام التونسي للشغل وأنها تضم جهات تسعى إلى أن تكون «نقمة» للمنظمة الشغيلة. وشدد على أن حكومة الحبيب الصيد تتحمل المسؤولية الكاملة في كل ما ينجر عن تبعات الإضرابات التي تشهدها البلاد مضيفا أن الصيد هو المتسبب في الإضرابات حسب ما جاء على لسانه. تهديد بالتصعيد و هدد القمودي بالتصعيد في حال لم تتم الاستجابة لمطالب المعلمين بقوله« سنمضي في تفعيل الخطة اللاحقة» مستطردا بأن الحكومة لم تقرأ جيدا الرسالة مضمونة الوصول التي وجهها لها الطرف النقابي من خلال نجاح الإضراب السابق منذ فترة. و اعتبر كاتب عام نقابة التعليم الأساسي أن وزارة التربية مغلوبة على أمرها وأن رئيس الحكومة يتعنت في تنفيذ المطالب النقابية وبالتالي هو من يدفع البلاد نحو الفوضى على حد قوله. تحذير للصيد من جانبه حذر عضو النقابة العامة للتعليم الأساسي رئيس الحكومة من المضي في طريق التعنت ومن النزوع إلى معاداة الاتحاد العام التونسي للشغل.