قال حسين العباسي الأمين العام لاتحاد الشغل في افتتاح اليوم الدراسي « أي برنامج اقتصادي واجتماعي وثقافي لتونس؟ الاتحاد العام التونسي للشغل نموذجا» ،أن من يجهلون تاريخ الاتحاد هم من يتجاسرون عليه و يحاولون إلهاءه عن دوره و حصره في مربع المطلبية الضيقة، مشددا على أنه لا يمكن لعاقلين ان يختلفا اليوم في ان الاتحاد بات يمثل ظاهرة اجتماعية بارزة و مكونا اساسيا من مكونات الاستثناء التونسي. واضاف العباسي، أن المشككين في الاتحاد لا يدركون مدى وفاء النقابيين ومدى استبطانهم لما كان يردده الزعيم فرحات حشاد على اسماعهم عندما كتب: ربما لامنا لائم او ادعى ان النقابات ليس لها ان تتدخل في السياسة و جوابنا على ذلك واضح...هل من المعقول ان ترضى أية منظمة ان تعيش عالة على مجهودات الشعب المبذولة في سبيل مستقبل البلاد و هل يمكن لمؤسسة كمؤسستنا ان تتجاهل الامور القومية التي يتوقف عليها كيان البلاد و هل يمكن لها ان تنظر بعين المتفرج الى ما يدور حولها من المشاكل التي ليست من باب السياسة الحزبية بل تهم مصير البلاد؟. و تابع العباسي: هكذا كتب حشاد العظيم من 67 سنة ليشدد منذ ذلك التاريخ على تلازم النضال الاجتماعي و النضال الوطني، فما بالك اليوم و نحن نعيش معركة الانتقال الديمقراطي و الاصلاح السياسي بكثير من الامل و الطموح و لكن ايضا بخوف كبير من الانتكاس والتقهقر؟ لا وجود لحرية حقيقية؟ كما ثمن العباسي موضوع اليوم الدراسي لارتباطه الوثيق بطبيعة المرحلة التي نحن مقدمون عليها بعد ان استكملت تونس مسارها الانتقالي التأسيسي، مشددا على حرص الحركة النقابية وتحديدا الاتحاد على منح البلاد أول برامجه المستقبلية حرصا منه على تطوير جاهزيته لتلبية استحقاقات البناء الذاتي المستقبلي،مبينا انه لا وجود في نظر الاتحاد لحرية حقيقية من دون رقي اجتماعي ومن دون عدالة اجتماعية وأنه لا سبيل الى اي رفاه من دون حرية و لا سبيل الى اي انعتاق اجتماعي في ظل الدكتاتورية و الاستبداد.