تجددت اليوم الاشتباكات بين سكان منطقتي «جمنة» و«القلعة» بولاية قبلي باستخدام الحجارة وبنادق الصيد ما أدى الى ارتفاع عدد الإصابات. وتدخلت قوات الجيش والأمن الوطنيين للسيطرة على الوضع وتم استخدام طائرة هليكوبتر لاستطلاع أماكن الاشتباكات. وقد تمكنت القوات من السيطرة على المواجهات الحاصلة بين عدد من شبّان منطقة «جمنة» من معتمدية قبلى الجنوبية وآخرين من منطقة «القلعة» من معتمدية دوز الشمالية. واجتمع ممثلو مكونات المجتمع المدني في عمادة «القلعة» داعين إلى إضراب عام محلي بالجهة إحتجاجا على إيقاف رئيس البلدية وإبنه على خلفية أحداث اول أمس بالمنطقة. وأفاد عدد من أهالي القلعة بأنه لا علاقة لرئيس البلدية وإبنه بالمواجهات التي وقعت مساء اول أمس بين عدد من أهالي «جمنة» وعدد من اهالي «القلعة»، لافتين النظر إلى أنهما تدخلا فقط لتهدئة الوضع لا أكثر. ويأتي هذا التهديد بالإضراب، حسب اهالي «القلعة»، احتجاجا على غلق الطريق الرابطة بين مدينتي قبليودوز ومنعهم من المرور من قبل عدد من اهالي عمادة «جمنة» بعدما أقدم عدد من أهالي عمادة «جمنة» في ولاية قبلي على قطع الطريق الرابطة بين مدينتي قبليودوز والسماح للجميع بالمرور ما عدا أهالي منطقة «القلعة». وكانت اشتباكات قد اندلعت عشية أول أمس بين شباب منطقة جمنة ومنطقة القلعة بولاية قبلي، بسبب إقدام مجموعة من شبان «القلعة» على حرق حاجز جريدي لضيعة فلاحية لأحد متساكني «جمنة» وإلحاق الضرر ببعض غراسات النخيل. من جهته، دعا زهير المغزاوي النائب في مجلس نواب الشعب عن «حركة الشعب»، في تصريح ل«التونسية»، عقلاء وحكماء «جمنة» و«القلعة» للتدخل قصد تهدئة الوضع ونبذ كل مظاهر الخلاف والعنف داعيا الأهالي الى تحكيم العقل وحل مشاكلهم بكل هدوء وعن طريق الحوار والكف عن أسباب الاحتقان كما دعا قوات الجيش والأمن الى منع أي احتكاك بين اهالي المنطقتين لكن دون الافراط في استعمال القوة والعنف. وعرفت المنطقة تعزيزات أمنية كبيرة خاصة على مستوى الحدود الرابطة بين العمادتين. فيما ارتفعت حصيلة المصابين في صفوف أهالي عمادة «جمنة» وأهالي «القلعة» الى 21 شخصا عقب تجدد المواجهات على خلفية النزاع على ضيعة فلاحية. ويذكر أن أسباب النزاع تعود إلى إقدام سكان القلعة على تخريب أرض فلاحية وحرق أشجارها خلال مناسبتين، معتبرين أنها أرض اشتراكية وليست من حق مستغلّها حاليا.كما يشار إلى أن مستغل هذه الأرض الفلاحية هو من سكان «جمنة»، وقد استظهر بشهادة ملكية لها . وكان محمد علي العروي الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية قد اكد في تصريح سابق أن الاشتباكات التي جدت اول امس بين بعض أهالي منطقتي «جمنة» من معتمدية قبلي الجنوبية و«القلعة» من معتمدية دوز الشمالية، أدت إلى إصابة مواطنين بإصابات متفاوتة الخطورة وتم قبولهم بمستشفيات قبليودوز مشيرا الى أن وحدات حفظ النظام التابعة للحرس الوطني مدعومة بوحدات أمنية ووحدات من الجيش الوطني تدخلت لحفظ النظام وتمكنت من السيطرة على الوضع داعيا أهالي الجهة إلى «تغليب المصلحة الوطنية». كما يذكر أن مواجهات اندلعت العام الماضي بين أهالي قرية «غليسية» ومنطقة دوز الغربية التابعتين لمعتمدية دوز الجنوبية بسبب نزاع على ملكية أراض بمنطقة «طوال» الموجودة جنوبي مدينة دوز على بعد حوالي 50 كلم من مركز الولاية.