في يوم حزين.. إثر الضربة الإرهابية الجبانة وما خلفته من ألم عميق في نفوس الجميع.. انتفض النجم الرياضي الساحلي على الأوجاع التي طالت كل القلوب وأعطت نكهة مختلفة لأمسية رمضانية ألقى فيها الحزن بظلاله.. ولكن النجم بخبرته وتجربته وخاصة بإرادة لاعبيه وإطاره الفني والمسيّر وجماهيره طوّع لحظة الألم إلى فرحة مسحت دمعة من المآقي باستهلاله لرحلة دور المجموعتين في مسابقة كأس الاتحاد الإفريقي بانتصار صعب ولكنه ثمين أمام العنيد الملعب المالي القادم من كأس رابطة الأبطال الإفريقية.. ورغم ما خلفته الغيابات العديدة والمؤثرة على مردود الفريق فقد استطاع نجم تونس أن يتلألأ مكذبا مقولة: «في الليلة الظلماء يُفتقد البدر» حيث كان النجم وفيا لتقاليده بصنع الحدث عندما يستوجب الأمر ذلك وخاصة عندما يتعلق الأمر بتشريف كرة القدم التونسية وهي المهمة المؤتمن عليها فريق «جوهرة الساحل» منذ أكثر من عشرين سنة. غياب «النقّاز» الأكثر تأثيرا لئن يُعتبر جميع المتغيّبين من الركائز الذين لهم وزنهم في المنظومة التكتيكية للمدرّب فوزي البنزرتي فإنّ الظهير الأيمن حمدي النقاز ترك غيابه فراغا رهيبا من حيث نوعية الإمدادات التي كان يوفّرها وحجم مساهماته في الحراك الهجومي رغم المجهود الكبير الذي قام به غازي عبد الرزاق الذي تحدّى صفته الأصلية كظهير أيسر وبذل عرقا غزيرا لسدّ الشغور الذي تركه حمدي النقاز ومهما يكن من أمر فإنّ غازي يستحق التحيّة والثناء على ما قام به أمام هجوم مالي خطير لا يتأخر في حسن استغلال ما يُتاح أمامه من مساحات. «بانقورا» يصنع الفارق مرّة أخرى يؤكّد المهاجم الغيني الخليل بانقورا بأنه من الأرقام المهمّة والفاعلة في تركيبة هجوم النجم الساحلي.. فهذ اللاعب إلى جانب دوره الكبير في انتصار أمس الأوّل وصنعه باقتدار لهدف الفوز وما شكله من ثقل على الدفاع المالي استحق تحيّة الإعجاب على ما أتاه من استثناء عندما خالف سلوك بقية الأجانب وخاصة «من عقدو فيه النّوّارة» الكاميروني فرانك كوم الذي فضّل تمديد إقامته في بلاده على الحضور في الوقت المتّفق عليه لشدّ أزر زملائه ولكن مهما كان من أمر فقد أثبت في سهرة أمس الأوّل النجم الساحلي بأنه أكبر من أيّ لاعب مهما كان اسمه ... وما دام في الفريق أسماء من طراز نضال سعيّد ومحمد أمين بن عمر وأيمن الطرابلسي لن يتوقف النجم على أيّ لاعب. «لحمر» فوق العادة صانع الألعاب حمزة لحمر الذي يُعتبر من خيرة اللاعبين في المباريات الأخيرة أثبت في مباراة أمس الأوّل أمام الملعب المالي ورغم صعوبة مراس المنافس بأنه سائر في الطريق الصحيح.. لحمر ترك في كلّ الاتجاهات وبذل عرقا مدرارا وكان وفيّا لخصاله وأعطى لهجوم النجم العمق اللازم رغم أنه لم يكن محظوظا في الكرات الثابتة وخاصة في الأولي عندما أدار الحظ ظهره لتصويبة لحمر الدقيقة.. وفي المجمل ورغم كل الصعوبات التي واجهها النجم الساحلي أمام الملعب المالي فإن حمزة لحمر كان رائعا وسخيّا في عطائه ولا نظنه بعد ذلك المردود أنه سيتنازل عن مكانه كأساسي بسهولة. خلع في كتف «بوغطّاس» تعرّض المدافع زياد بوغطاس إلى خلع في كتفه أثناء مباراة أمس الأوّل ضد الملعب المالي ولئن نجح الدكتور فيصل الخشناوي طبيب النجم الساحلي في إعادة كتف بوغطّاس إلى موقعه الطبيعي فإنّ ذلك لم يمنع من إجراء بعض الفحوصات صباح أمس السبت للتثبّت من مدى خطورة الإصابة شأنه في ذلك شأن الظهير الأيسر مروان تاج الذي تعرّض إلى إصابة عضلية من المرجح أن يكون سببها الإرهاق وهو ما قد يجعل تاج يركن لشيء من الراحة قبل استئناف التحضيرات مع زملائه استعدادا لمباراة 11 جويلية ضد الترجي الرياضي في رادس. «البنزرتي» ينتقد برمجة ال«كاف» لم يخف مدرّب النجم الساحلي فوزي البنزرتي بعد نهاية مباراة فريقه ضد الملعب المالي قلقه من النسق الماراطوني الذي فرضته برمجة ال«كاف» للمباريات في عزّ الصّيف وفي أعقاب نهاية موسم مرهق عندما وجد النجم الساحلي نفسه مجبرا على دخول غمار دور المجموعتين وهو لم يتمتع بما يلزم من راحة.. ثم إنّ نسق إجراء مباراة كلّ أسبوعين بما في ذلك من تنقّلات وسفريات ما يحتم على ال«كاف» مراجعة نفسها والانتباه إلى أنّ مثل هذا الأسلوب في برمجة المقابلات في فترة يُفترض أنها مخصصة للراحة إنما هو اعتداء على حقوق اللاعبين وتصوّر خاطئ للنهوض بكرة القدم في إفريقيا. مجموعة المنستير في الموعد مرافق أكابر النجم الساحلي النشيط محمد اللطيف الذي يوزع عمله في تمارين الفريق في سوسة وتربّص المنستير الذي يشارك فيه 15 لاعبا من المنتدبين الجدد والعائدين من الإعارة والقادمين من فريق النخبة لم يغب عنه ضرورة تمكين المشاركين في تربص المنستير من حضور مباراة أمس الأوّل ضدّ الملعب المالي حيث تم وضع حافلة على ذمتهم أقلتهم إلى الملعب الأولمبي بسوسة ليتابعوا المقابلة ويقدموا التهاني لزملائهم بالانتصار قبل أن يعودوا إلى مقر إقامتهم بأحد الفنادق الفاخرة في مدينة المنستير علما وأن التربّص المغلق الذي يقوده المدرّب المساعد عماد بن يونس سينتهي يوم الثلاثاء 30 جوان الجاري. غدا ينطلق الإعداد للترجي بعد الركون لراحة خاطفة ب48 ساعة يعود لاعبو النجم الساحلي انطلاقا من سهرة الغد الاثنين إلى التمارين استعدادا لمباراة الجولة الثانية من منافسات دور المجموعتين لكأس ال«كاف» ضد الترجي الرياضي يوم 11 جويلية بملعب رادس.